بيريز يصف عباس بـ”الشريك الحقيقي للسلام” بعد تصريحات الأخير المثيرة للجدل
أشاد الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بما سماه التصريحات “الشجاعة” التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي فسرت بأنه يتخلى فيها عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
ووصف بيريز الرئيس الفلسطيني في بيان اصدره مساء يوم السبت 3 نوفمبر/تشرين الثاني بأنه شريك حقيقي للسلام بالنسبة لإسرائيل. واعتبر أن تصريحاته “هذه كلمات مهمة. علينا جميعا ان نتعامل معها بمنتهى الاحترام”.واضاف “هذا الموقف يتوافق تماما مع مواقف اسرائيل وغالبية الشعب التي تؤيد حل الدولتين لشعبين. هذا تصريح علني شجاع ومهم”.
وكان عباس قد أدلى بتصريحات في مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي الاسبوع الماضي فسرت على أنها نوع من التخلي عن حق العودة بالنسبة لللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948. اذ اجاب عباس ردا على سؤال إن كان يريد أن يعيش في صفد في منطقة الجليل، وهي البلدة التي عاش فيها طفولته عندما كانت فلسطين تخضع للانتداب البريطاني، فأجاب “لقد زرت صفد مرة من قبل. أريد ان أرى صفد. من حقي ان أراها، لا أن أعيش فيها”.
وأضاف: “فلسطين الآن في نظري هي ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. هذا هو (الوضع) الآن وإلى الأبد. هذه هي فلسطين في نظري. إنني لاجيء لكنني أعيش في رام الله. أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الاخرى هي إسرائيل”.
وسعت الرئاسة الفلسطينية يوم السبت الى الحد من تداعيات تصريحات عباس. وقال نبيل ابو ردينة المتحدث الرسمي باسم عباس “هدف المقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي كان التاثير في الرأي العام الاسرائيلي والزوبعة التي تثيرها جهات معروفة لاستثارة الرأي العام هدفها الانقلاب على الشرعية.”
وأضاف “ان حق العودة واللاجئون هي من الملفات النهائية العالقة في المفاوضات مع الاسرائيليين مثلها مثل الحدود والمياه.”وتابع “ونحن ملتزمون بالثوابت الوطنية التي اقرتها المجالس الوطنية بهذا الشأن ولا جديد حول هذا الموقف.”
وأوضح ابو ردينة في تصريح صحفي بثته وكالة الانباء الرسمية الفلسطينية “وفا” أن “الرئيس والقيادة الفلسطينية ماضيان في التمسك بالثوابت مهما مارست اسرائيل وجهات اخرى حليفة لها من الآعيب اعلامية لتغيير الصورة الحقيقية الى صورة واهمة.”
وأثارت تصريحات الرئيس الفلسطيني ردود فعل حادة على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت اضافة الى انتقادات واسعة من عدد من الفصائل الفلسطينية بينها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفصيل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية.
ودانت حركة حماس تصريحات عباس ونظمت تظاهرات احتجاج شارك فيها الالاف يوم السبت في مدينة غزة وفي مناطق اخرى في القطاع مثل مخيم جباليا شمال القطاع، وفي خان يونس في الجنوب.
كما هاجم اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة عباس قائلا “ليس من حق اي شخص كائنا من كان أن يتنازل عن حق الفلسطينيين بالعودة لوطنهم”.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إن أي فلسطيني لن يقبل بالتنازل عن حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وقراهم وبلداتهم التي نزحوا منها. وأضاف أنه “اذا كان أبو مازن لا يريد صفد فأن صفد سيشرفها ألا تستقبل أمثاله”.
ودعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تعد احدى الفصائل الفلسطينية المتحالفة مع فتح بقيادة عباس، اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس المركزي للمنظمة الي “محاسبة الرئيس على هذه التصريحات”.
وقال رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة “الرئيس ابو مازن بتصريحاته يعيش وهما يحاول خلاله استجداء الموقف الامريكي على امل اعطائه شيئا”.
من الجدير بالذكر ان عباس من مواليد صفد عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، ونزحت اسرته في 1948 مع قيام دولة اسرائيل مع نحو 760 الف فلسطيني تشردوا ويشكلون اليوم نحو 7,4 ملايين لاجىء ترفض اسرائيل الحديث عن حقهم في العودة الى ديارهم.