وبدأ موسم الاكاذيب من جديد
لقد اعلن في بغداد الزاخرة (بالزبالة والاوساخ ودخان السيارات الخانق والصبات القبيحة )ان شهر نيسان المقبل سيكون موعد اجراء الانتخابات لمجالس المحافظات …ولا يخفى على احد ان نتائج الانتخابات هذه ستنسحب على الانتخابات العامة لمجلس النواب المقبل .
من هنا بدأ الصراع والتنافس على الفوز بانتخابات المحافظات …ولا يخفى على احد من المتتبعين للعملية السياسية وللصراع السياسي بين الكتل الحاكمة نفسها …وبين القيادات المحصورة (بعشرة اشخاص ) معروفين يتلاعبون بمصير هذا الشعب المسكين وفقا لاهوائهم وامزجتهم ومصالحهم الانانية …يتبعهم الالاف من وعاظ السلاطين المرتزقة والدجالة وخبراء النصب والاحتيال وبمزيد من القمع والقهر والتهميش والاقصاء ومتسلحين بسلاح التخويف والرعب من الارهاب والجهل والفقر والمرض والغلاء والفساد …ب
حيث اصبحت اللامبالاة صفة مميزة للجماهير المسحوقة وبشكل يثير الاسى والحزن في قلب كل عراقي شريف ومخلص … من يتابع الفضائيات التي تعد بالمئات يصاب بالغثيان لما تبثه من سموم مدمرة لكل ماهو حضاري وتقدمي وتربوي وخلاق فهي اما دينية تبث سموم الفرقة الطائفية وتروج لهذه الطائفة او تلك او تروج لايران او تروج للسعودية وتركيا الاردوغانية…واما خلاعية تفسد اخلاق الجيل العربي والعراقي بالهز يا وز …واما تبث افلام رعب ومصاصي دماء تدمر الاحاسيس والقيم الانسانية التي تربينا عليها حتى أصبح الحس الوطني والقومي عند اطفالنا معدوم وكأنه قد نحر وقتل على مذبح التعصب الديني الطائفي البغيض …
ويساعد على ذلك ويقوده ويتبناه جيل من السياسيين والمفكرين من المرتزقة ممن يمتهنون الاعلام والثقافة والنشر والذين يقلبون الحق باطلا والباطل حقا … ففي الكثير من المشاهد التي تعرض على الفضائيات لنساء وشيوخ وشباب …وهم يرفعون اصابعهم ملونة باللون الازرق …وهم يرددون ( اني انتخبت وكلشي ما حصلت ) ومثل هذه الاقوال الشيء الكثير والذي لايعد ولايحصى وتذاع يوميا مبرهنين ان الشعب المظلوم هو المخدوع والخاسر الوحيد … وكلنا يتذكر في الانتخابات الاخيرة كيف ان الشاب المعمم السيد أياد جمال الدين (والذي فشل بالانتخابات وبامتياز ) والدكتور مثال الالوسي وحتى علاوي نفسه والاخرون يصرخون ويناشدون الناس بان لاينتخبوا الفاشلين والحرامية …واذا بنتائج الانتخابات تتكرر نفسها …وفاز الفاشلون والحرامية ثانية …وفي مقدمتهم الدكتور اياد علاوي نفسه …فاز بالنيابة ومع هذا رأيناه يحتقر المجلس وناخبيه ولم يحضر جلسات المجلس …ولم يكتفي بذلك وانما بلبل الشعب المسكين بشعارات اضرت ولم تنفع مثل مجلس السياسات الاستراتيجية وتحالفاته مع البرزاني ضد مصلحة العراق الموحد وغيرها كثير ولا مجال لذكرها …
للاسف واقولها بحسرة والم …كل المؤشرات تؤكد ان المصيبة ستتكرر ثانية …فانصار المالكي وعلاوي والهاشمي والحكيم والصدر والبرزاني والطالباني سيفيزون ثانية والوجوه القبيحة التي تركض وراءهم لن تفارق العملية السياسية وثقوا بالله … ان الخارطة السياسية لن تتغير بشكل جذري ..قد تتغير بعض الاسماء والعناوين للتحالفات ولكن الجوهر يبقى …فهذا عميل وتابع للامريكان او الانكليز او الموساد او الاتراك او الايرانين الفرس …وهذا يقبض من الكويت وقطر والسعودية …وذاك ينهب قوت الشعب ليفتح مكاتب دلالية سياسية او يعقد مؤتمرات تاسيسية وانتخاب امناء عامين لاحزاب لاوجود لها بين الجماهير …اليسار المتطرف يحاول التحالف مع اليمين المتعفن … او القومي الفاشل الذي يجتر شعارات الخمسينات والستينات يريد احياءها (والامة نائمة سابع نومة ) يريد من خلالها تحرير امة العرب التي اماتتها خيانة قادتها وعمالتهم عبر خمسين سنة من الكذب والدجل ورفع شعارات براقة لم يتحقق منها شيء…اقولها بصراحة لكل عراقي شريف ووطني مخلص…
ان شعبنا لن يخرج من المستنقع الحالي الا بقدرة قادر او بصحوة ثورية وبقيادة شابة جديدة ولانفعية.. لان ابطال العملية السياسية الحالية مصممون على التمسك بكراسيهم ومناصبهم بايديهم وارجلهم واسنانهم …يغتالون خصومهم ..او يعتقلونهم او ينقلوهم الى مناصب تافهة وفي احسن احوال يشوهون سمعتهم (حقا او باطلا ) …هذا ما يجري في الواقع … البعض من اخواني يتهمني باليائس والخنوع والاحباط وصاحب النظرة السوداوية …ولا انفي او انكر ذلك …لانني اعتقد جازما .. لا يوجد اي امل متوقع وقريب بالخروج من هذا المستنقع الاسن …فلا دستور سيتغير …ولامحاصصة ستتغير .. ولاتوافقية ولا فيدرالية ستتغير…ولاقوانين تخدم الشعب ستسن …الخدمات تبقى سيئة …والبطالة والجوع والفقر سيزداد …الغلاء سيزداد …النصب والاحتيال والتزوير والرشوة سيصبح اكثر مهنية وتخصص …القمع والاعتقالات وغياب القانون سيصبح ظاهرة عادية وتنتفخ اكثر مما هي منفوخة … (خذوني على قدر عقلي وانشاء الله اكون مخطئا ) وراقبوا الفضائيات في الاسابيع والاشهر القادمة …ستكون ميادين لصولات وجولات ابطال العملية السياسية من الدلالين والدلالات وتحت شعارات جديدة يخطط لها منذ فترة (دون ان استثني احدا منهم ) …سنشاهد الدلالين والدلالاات كل منهم يكذب ويكذب ويدجل ويروج لبضاعته الفاسدة … والغريب … ان جماهير شعبنا سيصدقونهم …وسينتخبونهم ثانية …لك الله ياشعب العراق …
ومع هذا لاتفوتني الحكمة القائلة ( كيفما تكونوا …يولى عليكم ) …وعوافي عليكم يا ابطال العملية السياسية (كركطوا على راحتكم صنطاوي بالف عافية وبمباركة المرجعيات الدينية وايضا بدون استثناء احدا منهم ) اللهم احفط العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ….