فورين افيرز: السياسة الغربية بسوريا حققت فشلا على نطاق واسع
لفتت مجلة ” فورين افيرز” الاميركية الى ان “السياسة الغربية في سوريا حققت فشلا على نطاق واسع”، مشيرة الى ان “السبيل الوحيد لتسوية الازمة السورية هو التوصل الى تسوية سياسية، بالتشاور مع روسيا وإيران”.
واوضحت المجلة انه “إذا كانت روسيا وإيران تتحملان المسؤولية، فإن هناك فشلا ذريعا للدبلوماسية الغربية وحلفائها”.
واكدت المجلة ان “دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لوقف إطلاق النار وفرض حظر على الأسلحة تواجه تحديات بسبب التخبط في سياسة الغرب ممثلا فى بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وكذلك حلفاؤهم، تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية، فهؤلاء جميعا ، بحاجة إلى الاعتراف بأن أيا من الجانبين لن يفوز فى الحرب الأهلية التى تجتاح سوريا ولن يفلح اى طرف اقليمى او عالمى فى تحقيق اهداقه، كما ان دعوة تركيا للتدخل العسكري الغربي لوقف الكارثة الإنسانية لن تحل الأزمة، وعلى الجميع ان يتأكد الحل السياسي يجب أن يكون له الأولوية”.
وشددت المجلة على ان “الرئيس السوري بشار الأسد ابدى استعداده من البداية للنظر في الاقتراح المقدم من مبعوث جامعة الدول العربية للأمم المتحدة، الأخضر الإبراهيمي، لوقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام خلال عطلة عيد الاضحى وهو ما تم بالفعل، وبناء على ذلك كان ينبغي أن تقوم القوى الغربية والعربية وموردي الأسلحة بوقف توريد الاسلحة الى المعارضة ، طالما التزم الاسد بوعده الا انه لعدم رغبة الكثيرين فى التهدئة لم تنجح الهدنة.”
ولفتت المجلة الى ان “المطالب الغربية بتغيير النظام لن تنجح أبدا، لأن هذا ليس مجرد صراع بين نظام وحشي وشعب فالأسد والأقلية الشيعية العلوية الحاكمة يمثلون عشر السكان ويخشون الاضطهاد من جانب الأغلبية السنية ، والمسيحيون والاقليات الاخرى لديهم نفس مخاوف الطائفة العلوية، ويقف هؤلاء جميعا وراء الأسد، وهم يشكلون نحو ثلث السوريين”.
واشارت المجلة الى ان “الحرب ، تدور بالوكالة بين السنة ممثلين فى السعودية والشيعة ممثلين فى ايران ، كما ان روسيا والصين وحلفاءهما، أيضا لديهم شكوك في النوايا الحقيقية المريرة للغرب واتباعه، خصوصا بعد الخدعة التى تعرضوا لها فى الحرب على ليبيا بدون موافقة الامم المتحدة ، ومن قبلها الحرب على العراق عام 2003 ويكفى الاشارة الى ما تعيشه ليبيا والعراق حاليا ، حيث اصبح الليبيون تحت رحمة الميليشيات المتحاربة والانتهازيين الجهاديين، كما تم اغتيال سفير الولايات المتحدة فى ليبيا . واكدت الصحيفة على ان تغيير النظام في سوريا أكثر تعقيدا”.
وشددت على ان “الغرب يحاول عامدا تجاهل حقيقة وجود عناصر القاعدة فى سوريا، وهو ما يعنى ان الغرب يدعم القاعدة التى يمكن ان ترتكب ابادة جماعية ضد الأقليات والقوى الشعبية الأخرى، إذا أطيح بالنظام السوري بطريقة أو بأخرى دون تسوية سياسية، وبالتالى فإن البلاد ستنزلق الى فوضى أكبر”، مشيرة الى ان “روسيا عازمة على عدم السماح بوقوع الفوضى فى سوريا ، ويرجع ذلك أساسا كون سوريا توفر النافذه الوحيدة لروسيا على البحر المتوسط كما ان إيران لديها أيضا مصالح رئيسية فى سوريا”، معتبرة ان “السبيل الوحيد للمضي قدما هو التوصل الى تسوية سياسية، مع روسيا باستخدام نفوذها لضمان ان الأسد يتفاوض بجدية، وفي نفس الوقت التشاور مع ايران، وإلا فإن اي تسوية لن تفلح فى حل الازمة”.
ورأت المجلة ان “المبادئ التوجيهية للانتقال السياسي التي وافقت عليها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في مؤتمر جنيف في يونيو لا تزال يوفر خريطة طريق أفضل، ولكن فقط إذا ساعدت الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية وحلفائهم على تنفيذها”.
وشددت على انه “من غير المستساغ، ان يتم الحديث عن منح الاسد حصانة في حالة اي تسوية ، بل يجب أن يتم ذلك لجميع موظفي الدولة، بما في ذلك عناصر القوات المسلحة، للحفاظ على وظائفهم، لتجنب تكرار الفوضى التي سببها حزب البعث في العراق، ويمكن تطبيق نموذج اليمن مع تلافي الاخطاء، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية ثم الإعداد للانتخابات السورية، خلال عام2014”.