أمير الكويت: يتفق على ” كلمة سر” مع قادة فروع الشرطة أستعدادا للأسوأ
دعا امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قادة وضباط الجيش والشرطة والحرس الوطني في بلاده إلى عدم التهاون مع “مظاهر الشغب والممارسات غير المسؤولة” في دعوة ضمنية إلى التصدي لكل مظاهرات المعارضة غير المرخص لها بكل الوسائل الممكنة.
ويأتي لقاء أمير الكويت مع القادة الأمنيين بعد يوم واحد من توجيهه لانتقادات لاذعة للمعارضة التي أصبحت ترفض رفضا مطلقا للغة الحوار والتهدئة.
وقال الشيخ صباح في لقاء جمعه بكبار المسؤولين الأمنيين في بلاده “اود التاكيد على انه لن يكون هناك أي تهاون نحو كل ما من شانه المساس بأمن الوطن وسلامة المواطنين ولا أي تساهل فى تطبيق القانون على الجميع ودون هوادة”.
وأضاف “اننا مطالبون اليوم فى ان نختار بين دولة القانون والدستور والتشبث به حيث انه طريق السلامة او انتهاج طريق الفوضى والتعدي على صلاحيات السلطات الدستورية المسؤولة.
وقال الشيخ الصباح في خطابه لقادة وضباط الجيش والشرطة والحرس الوطني في الكويت “لقد عايشتم مظاهر الشغب والممارسات غير المسؤولة التي قام بها البعض عبر تنظيم التجمعات والمسيرات غير المرخصة والتي اثارت الخوف والقلق لدى المواطنين وما صاحبها من تجاوز وتطاول على القانون وتعدي سافر على رجال الامن وهم يؤدون واجبهم المقدس فى الحفاظ على الامن معرضين بذلك امن البلاد واستقرارها للخطر”.
ويقول مراقبون إن توصيات أمير الكويت للقادة الأمنيين في اجتماعه معهم يكشف ان الشيخ صباح وحكومته قد شرعا بعد في إعداد العدة لمواجهات حاسمة مع معارضة لم تعد تقبل لغة الحوار مطلقا.
وتتهم المعارضة حكومة الكويت بتوجيه البلاد إلى “مرحلة جديدة من الحكم الفردي”.
واخفقت كل التحذيرات التي وجهتها المعارضة الكويتية ضد اية محاولة لتعديل القانون الانتخابي في ان تجعل السلطات الكويتية تعدل عن خطتها التعديلية.
وتحاول هذه القوى تعويض فشلها في وقف التعديل بالخروج إلى الشوارع والتظاهر ضد تعديل نظام الانتخاب الذي امر به امير الكويت في اكتوبر/تشرين الاول والذي تقول عنه إنه قد يؤدي الى زعزعة البلاد.
وكان امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قد أعطى تعليماته للحكومة لتقوم بتعديل جزئي في النظام الانتخابي القائم في البلاد متجاهلا رفض المعارضة المطلق لمثل هذا التعديل.
ويعتبر امير الكويت أمره للحكومة تفعيلا لسلطاته الدستورية من أجل “معالجة آلية التصويت” في الكويت و”لحماية الوحدة الوطنية وتعزيز الممارسة الديمقراطية”، وتحقيق “تكافؤ الفرص والتمثيل المناسب لشرائح المجتمع”.
كما وجه الشيخ الصباح الحكومة كذلك الى “اعداد مرسوم قانون لإنشاء اللجنة الوطنية للانتخابات وتنظيم الحملات الانتخابية، لضمان نزاهة العملية الانتخابيةـ ومرسوم بقانون في شأن نبذ الكراهية وحماية الوحدة الوطنية، ومرسوم بقانون بشأن مكافحة الفساد وهي في طريقها للصدور”.
ويأتي تحرك أمير الكويت بعد تجاوز حاجز رفض المحكمة الدستورية لطلب الحكومة اعتماد تقسيم جديد للدوائر الانتخابية في عموم الكويت.
وتطالب المعارضة التي يهيمن عليها الاسلاميون بإسناد رئاسة الوزراء لشخص من خارج الاسرة الحاكمة، وتؤكد على أن جابر المبارك (رئيس الوزراء الحالي) سيكون آخر رئيس وزراء من ذرية ال الصباح. وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أصدر مرسوما أميريا بحل مجلس الأمة المنتخب عام 2009.
ويأتي لقاء أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بقادة وضباط الجيش والشرطة والحرس الوطني بعد يوم واحد من خطابه الذي ألقاه الاثنين عبر التلفزيون وانتقد فيه المعارضة الكويتية بسبب اقامتها تجمعات “غير قانونية” ادت الى اعمال عنف، داعيا الى الحوار لحل الخلافات حول تعديل قانون الانتخابات.
وحذر الامير في خطابه المعارضة من انها لن تحقق اهدافها من خلال التهديدات والتحديات وقال ان “استخدام لغة التهديد والتخوين والتحدي لا يمكن أن يكون سبيلا لتحقيق المطالب السياسية”.
واكد انه “لا بديل عن الحوار الاخوي البناء في ظل مناخ عامر بالنوايا الحسنة والهدوء والتوافق للتوصل الى أفضل الحلول”.
وفي اشارة الى ثلاث تظاهرات احتجاجية ضخمة نظمتها المعارضة خلال الاسبوعين الماضيين، تساءل امير الكويت “ماذا كان يضير منظمي تلك التجمعات في طلب ترخيص رسمي وفق القانون”؟
وقال الشيخ الصباح ان العديد من دول مجلس التعاون الخليجي اتصلت به “واكدت تضامنها الكامل مع الكويت واستعدادها لتقديم كل الإمكانات للحفاظ على أمنها واستقرارها”.
وتاتي انتقادات الشيخ الصباح للمعارضة بعد ان اعلنت المعارضة نيتها تنظيم تظاهرة حاشدة جديدة رغم القوة التي واجهت بها الشرطة الاحتجاجات السابقة والتي ادت الى اصابة نحو 150 متظاهرا و24 من رجال الشرطة.
وكانت شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق الاف من المتظاهرين من المعارضة الاحد. وذكرت مصادر طبية ان 18 متظاهرا وثمانية من رجال الشرطة اصيبوا بجروح طفيفة