مسـلحــو «الجـيــش الحــر»: قـادتـنــا جـبـنـاء
ينتقد مسلحون على الجبهة في سوريا علنا أكثر فأكثر قادة مجموعة «الجيش السوري الحر» معتبرين أنهم «جبناء يقيمون في المنفى» ويستمتعون بالرفاهية في الخارج بدلا من وضع خبرتهم في خدمة المقاتلين في الميدان.
والمأخذ الآخر لهؤلاء المسلحين لقادتهم يتمثل في عدم توحدهم، ما أفسح في المجال للمجموعات الإسلامية أن تتواجد على شكل وحدات مستقلة في كل مناطق القتال. وتم إنشاء «الجيش السوري الحر» في آب العام 2011 من قبل منشقين لجأوا إلى تركيا، وذلك تحت إمرة العقيد المنشق رياض الأسعد.
ويقول الضابط المنشق أبو محمود «لا احد في سوريا يحترم هؤلاء القادة، لان الضابط حين ينشق عليه أن يقاتل وليس أن يقبع هناك. إنهم يحتسون الشاي ويدخنون النرجيلة ويثرثرون». وعبر عن الأسف لعدم وجود قائد يؤمن قيادة موحدة للمعارضة المسلحة في سوريا كلها، مشيرا إلى أن الـ400 رجل الذين قال انه يقودهم في حلب يضمون ثلاثة منشقين فقط من الجيش «أما البقية فهم من المدنيين الذين حملوا السلاح».
ويتابع «من دون تنظيم لن نتمكن أبدا من إسقاط (نظام الرئيس) بشار الأسد»، موضحا «ليس لدينا تنظيم لان هؤلاء الضباط يرتاحون في تركيا. المدنيون ممتازون لكن يتعين على الضباط أن يقاتلوا» في المقام الأول. وتابع في لهجة لا تخلو من تسليم بالقدر «القنابل لوحدها لا يمكن أن تطيح بنظام».
وفي حين احرز المسلحون نجاحات فانهم يعانون للحفاظ على مواقعهم في مواجهة قوة نار القوات النظامية السورية والغارات الجوية. ويقول الشيخ عمر، وهو مدرس لغة عربية ودين سابق يقود 150 من عناصر «الجيش الحر» في مدينة الباب شمال شرق حلب، انه من بين 1500 مقاتل في المجموعة في المدينة فقط 30 يعرفون، من السابق، كيفية استخدام السلاح. ورأى ان «هناك نوعين من المنشقين: الذين يبقون في سوريا ويقاتلون والذين ينزلون في فنادق جميلة في تركيا»، وهؤلاء الاخيرون «يحلمون باليوم الذي يسقط فيه النظام، ولا يفكرون الا في مصالحهم الشخصية، انهم ليسوا شجعانا بل أناس ضعاف النفوس». ويؤكد أن «سبب عدم توحد الجيش الحر حتى الآن هم هؤلاء الضباط المقيمون في تركيا».
وينفي الشيخ محمود المجداني اي دعم في سوريا لفكر تنظيم «القاعدة»، ويؤكد ان كتائبه تجمعت في حلب لدعم التنسيق في مواجهة ضعف التأطير. ويتساءل «لماذا يعيشون (الضباط المنشقون) في تركيا؟ لقد انشقوا فلماذا لا يأتون إلى هنا لحماية منازلهم؟ لقد فروا لأنهم خافوا أن يعتقلهم النظام ويقتلهم مع أسرهم
».