قضية عراقية: وبدأ الهذيان الإنتخابي.. والضحية المواطن “الغلبان”!
في المقال المنشور قبل ايام تحت عنوان (بدأ موسم الاكاذيب من جديد ) ..توقعت سيل من الاكاذيب والاكاذيب المضادة والتزاحم على الفضائيات من قبل الابواق السياسة ووعاظ السلاطين والدلالين …بسبب اعلان وتثبيت موعد انتخابات مجالس المحافظات في نيسان من العام القادم (اي بعد خمسة اشهر ) … ولكنني لم اتوقع ان تفتح المعركة الانتخابية بهذه السرعة التي بدأت منذ البارحة عندما اعلنت رئاسة الوزراء عن نيتها صرف مبالغ نقدية ( 15 الف دينار لكل شخص ) بدلا من مفردات البطاقة التموينية الاربعة والغير صالحة للاستخدام البشري وهي (الطحين – الرز – السكر – الزيت )… بالرغم من مرور 24 ساعة على اعلان الخبر …وبالرغم من انشغال العالم والعراقيين بالذات بنتائج انتخابات الرئاسة الامريكية …ومن سيفوز اوباما او رومني …نجد ان حرب التخوين والاتهامات والتشويه ….قد أعلنت بين مؤيد لقرار الحكومة ومعارض له…
بحيث غطت السجالات والنقاشات في الفضائيات العراقية على اخبار الانتخابات الامريكية وحتى الدستور الملغوم والفاشل لم ينل هذا الكم من الجدال والنقاش والتغطية الاعلامية تقودها فضائية الحرة الامريكية المشبوهه في اعلامها ودسها … الفت انتباهكم الى ان كل السهام والسيوف والمدافع والمفخخات وجهت الى شخص رئيس الوزراء نوري المالكي …وكانه كفر بالذات الالهية ( علما انني لا ادافع عن شخص المالكي فالرجل ليس ملاك وانما أدافع عن الحق والحقيقة المجردة وبصفتي عراقي مظلوم وتهمني وعائلتي البطاقة التموينية كبقية مسحوقي هذا الشعب المبتلى بالفاسدين والحرامية ) …
وللعلم ان جميع المشاركين بالضجة والمنتقدين يعلمون جيدا ان هذا القرار ليس قرار اتخذه المالكي وانما قرار وزاري وشارك في نقاشه واتخاذه كل الوزراء ذوي العلاقة اي كل الكتل السياسية الحاكمة قد شاركت فيه …فعلام هذه الضجة و الى ما تهييج المواطنين المسحوقين والفقراء على المالكي وعلى الحكومة ؟؟؟
والغريب يتزعم هذه الحملة الشعوائية بعض اقطاب الكتلة العراقية والكردستانية وحتى من التحالف الوطني … ولاهداف انتخابية تسقيطية في نفس يعقوب …هذه التشويشات والخزعبلات قد تنطلي على المواطن البسيط والمسكين ولكنها لاتخفي ولاتنطلي على السياسيين والمراقبين المستقلين … وأسأل كل صاحب ضمير حي …الى متى يبقى العراقي المسكين ضحية للمزايدات والسجالات السياسية واهوائهم واطماعهم ؟؟؟
واقولها بصراحة هناك دوافع غير نظيفة وغير نزيهة وراء هذه الضجة المفتعلة والحملة للتسقيط والتشويه على الطريقة الامريكية المعروفة …من قبل الموظفين الفاسدين والمستفيدين أوالتجار المتضررين أو وكلاء الحصة التموينية وووكلاء الطحين ( الذين اثروا واغتنوا بسبب وكالاتهم )…و لا ننسى من يتزعمهم من تجار السياسة ..الذين يقاتلون من اجل ان يعيش العراقي كلاجيء في وطنه ويعتاش على ما تقدمه وكالات الغوث وبفلوسنا كالاجئين الفلسطنين والسودانين والصوماليين واخيرا السوريين ..
ساشرح لكم في كتابات مقبلة وبالتفصيل مساويء مواد البطاقة التموينية وخطوة الحكومة الايجابية بتبديلها بالنقد …فهي خطوة صحيحة ووطنية واصلاحية ( ما يقول لي عقلي وكما اعتقد جازما من خلال المعاناة الذاتية )… وأؤكد لكم ان الحرب المعلنة ضد هذه الخطوة هي من المتضررين والمخدوعين والمتصيدين بالماء العكر الانتخابي ..وهؤلاء يعدون بمئات الالوف وربما بالملايين …
واقسم لكم … انني وعائلتي عشت سنوات ومنذ البداية على مفردات البطاقة التموينية وساشرح لكم غدا وبالتفصيل الممل مساويء ومحاسن البطاقة التموينية التي تشعرنا بالذلة والمهانة …واسباب الضجة المفتعلة والكاذبة التي اقاموها ولن يقعدوها حتى تنتهي الانتخابات او تتراجع الوزارة كعادتها التي تعودنا عليها … اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا