اتهام الطالباني وعباس بالمتاجرة بقضية الأسرى الفلسطينيين
وصف كتاب ومثقفون وأدباء عرب المؤتمر الدولي الذي تنظمه الجامعية العربية حول الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، المؤمل انعقاده في العاصمة العراقية بغداد، “.
سيفتتح في العاصمة العراقية بغداد، يوم 11 ديسمبر/ كانون الأول، من قبل رئيس الجمهورية جلال الطالباني ونظيره الفلسطيني محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مؤتمراً سيتناول وضع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في القانون الدولي، وحالة السجون الإسرائيلية وأوضاع السجناء اللاإنسانية والمحاكم الإسرائيلية.
وطالب الموقعون على البيان بمقاطعة المؤتمر ورفض استخدام محنة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كورقة لتبييض انتهاك حقوق الانسان في العراق .
وأكدوا في بيانهم انه لا يكاد يمرّ شهر إلا وتُصدر إحدى المنظمات الحقوقية الدولية تقريراً تدين فيه بالأمثلة والوثائق الجرائم المرتكبة بحق الأسرى العراقيين السرية والعلنية، وان النظام يتخذ من “المادة 4 إرهاب” ذريعة لاعتقال الصحافيين والناشطين وترويع المثقفين، كما يستخدم مليارات النفط لشراء الذمم وأجهزة الإعلام.
وقال البيان “وإذا افترضنا أن المدعوّين مقتنعون بأن محنة الفلسطيني لها الأولوية على العراقي، وأن البراغماتية ضرورية لمواجهة النظام الصهيوني، وإذا ما قبلنا بمنظور تجزئة القضايا، نتساءل هنا: ماذا عن محنة الفلسطينيين في العراق؟ ما هو موقف الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية من تهجير وتغييب واعتقال وتعذيب الفلسطينيين في العراق منذ احتلاله عام 2003 وحتى اليوم؟ كيف يمكن تبرير السكوت على تجريم الفلسطينيين وإجبارهم على عيش النكبة للمرة الثانية والثالثة؟ هل سيتطرق حضور المؤتمر، من حماة حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، إلى كيفية معاملة نظام الطالباني لـ462 معتقلاً من حاملي الجنسيات العربية في معتقلات الكرد وبغداد من بينهم 40 معتقلاً فلسطينياً تم اعتقالهم بتهمة (الإرهاب)، بلا دفاع أو محاكمة عادلة؟ وهل سيتطرق المدعوّون إلى مصير 22 فلسطينياً هربوا من العراق ثم انطلقوا بقارب مع مجموعة من اللاجئين بعد منتصف ليل 29/6/2012 من إندونيسيا باتجاه السواحل الأسترالية ثم فقد أثرهم؟ هل سيطّلع المدعوون على حملة تصفية الفلسطينيين، حتى من ولد منهم في بغداد وتربى ودرس وتزوج فيها؟”.
وذكر البيان “إن قائمة المفقودين والشهداء والأسرى من الفلسطينيين في (العراق الجديد) طويلة، وكذلك معاناة العوائل الفلسطينية في المخيمات، بعد تهجيرهم قسراً من بيوتهم وأماكن عملهم ومدارس أطفالهم، وتعرضهم للاعتداءات المتكررة والمداهمات والشتائم الطائفية”.
وتساءل “وماذا عن عرض عدد من المعتقلين الفلسطينيين الأبرياء في برنامج (العيون الساهرة)، في تلفزيون (العراقية) الرسمي، في 16/5/2012، باعتبارهم إرهابيين، وهو فعل مناف لحقوق الإنسان طالما أخضع له المواطن العراقي؟”.
وعرض البيان لعملية جرد بسيطة لجرائم “الكيان الصهيوني” بحق الشعب الفلسطيني، فيما يخصّ الأسرى والمعتقلين بالتحديد، ومقارنتها بجرائم نظام “العراق الجديد” في المجال ذاته، تبين أن التماثل يكاد يفقأ العيون.
وقال “لا يمضي يوم لا يُعتقل فيه مواطنون، نساء ورجالاً وأطفالاً، بتهمة الإرهاب والعنف. ولا يمر يوم لا يختفي فيه مواطنون لا يُعرف مصيرهم أو في أي معتقل سينتهون. كما أنّ هناك مئات المواطنين، من بينهم نساء، بانتظار تنفيذ عقوبة الإعدام، لا تعلن أسماؤهم أو التهم الموجه إليهم أو أسماء محاميهم وقضاتهم”.
واختتم البيان نصه بالقول “إننا كمثقفين عراقيين وفلسطينيين وعرب لننحني إجلالاً للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رجالات ونساء صابرات وفتية كبروا قبل أوانهم، عانقوا حرياتهم الطليقة في أرواحهم رغم الأسر والقهر، وسطروا نصراً للكرامة الإنسانية في معارك (البطون الخاوية)، لكننا نعرف تماماً أن هؤلاء الأسرى، و قبل الجميع، يرفضون أن تُزجّ قضيتهم النبيلة في مؤتمر لن يسهم إلا في تجميل أفعال النظام العراقي الإرهابية ضد مواطنيه وأبناء جلدته”.
ومن بين الموقعين على البيان الكاتبة والناشطة العراقية هيفاء زنكنة، والروائية الفلسطينية حزامة حبايب، وسماح إدريس رئيس تحرير مجلة الآداب، لبنان، والروائية المغربية ليلى أبوزيد ، والشاعر والروائي فلسطيني إبراهيم نصر الله، والشاعرة الاردنية زليخة أبوريشة، والكاتب المغربي عبداللطيف اللعبي، والروائي العراقي محمود سعيد والباحث الفلسطيني صقر أبو فخر، والشاعر والناقد العراقي فاروق يوسف، والمخرج العراقي عبدالهادي الراوي، والروائي المصري عزت القمحاوي، والقاص العراقي علي السوداني، والدكتور مكرم خُوري- مَخُّول الأستاذ في جامعة كامبريدج البريطانية، والدكتور عماد خدوري العالم العراقي، والدكتور سعد ناجي جواد الأكاديمي العراقي.