مقالات ساخرة: إنتخابات أمريكا – والكبش النيوزيلندي
*مقالات ساخرة (1)
غيرة الشعوب العربية من الكبش النيوزيلندي “شريك”!
أكيد أن كل مواطنو العالم العربي الكبير أصابتهم غيرة هيستيرية من الكبش (الخروف) النيوزيلندي المسمى “شريك”.
فموت هذا الخروف أوقف الحياة في نيوزيلندا، وأبكى وأحزن الكبير والصغير، وأشغلت وفاته كل وسائل الإعلام العالمية والمحلية، بل الأجمل من ذلك أنه رمزاً وطنياُ في بلاده، يُرفض المساس به أو الطعن في شرفه؛ يا سلام.. في حين في نفس الزمن العرب يموتون كل يوم .. عفواً، بل يقتلون بالقوافل كل يوم، ولا أحد يشير إليهم أو ينتبه لهم في أوطانهم.. بل أصبح كل ما نعرفه هو الحصيلة اليومية للقتلى من خلال نشرات الأخبار، وطبعاً في الأخبار لا يتم ذكر الأسماء، لأن فعل ذلك يتطلب وقت إضافي، ويعني إنتهاء الأخبار بدون تكملة الأسماء. بل كل ما تجتهد فيه وسائل الإعلام في بعض الأحيان هو تصوير جثتهم مرمية في الشوارع تدوس عليها الجرذان وتمر عليها القطط وتلعب وتأكل وتضحك فوقها الكلاب.
وأظن أن الجيل الصاعد والشباب العربي أصبحت أقصى أمنياتهم وطموحاتهم التحول إلى كباشاً، وخرفاناً غربية.. هكذا على الأقل ستحضى حياتهم بالدلال، وعند موتهم، وليس قتلهم (كما يحصل لهم في أوطانهم)، سيتم رفعهم عالياً وتقديسهم!
(2) إهتمام شعوب العالم بإنتخابات أمريكا! كل الشعوب العربية والعالمية كانت كل إهتماماتها قبل يوم الثلاثاء الماضي متوجهة بشغف وفضول نحو أمريكا؛ والسبب هو الإنتخابات هناك، وأصبح السؤال الأصعب في العالم: من سينجح أوباما أو رومني؟ البعض إعتبر أوباما أفضل، والبعض إعتبر رومني أفضل، البعض ساند أوباما كذلك لأن إسمه “حسين” ولونه أسمر؛ وأنا جالساً فوق أريكتي تعجبت من هذه القوة اللتي تملكها أمريكا، حيث حولت إنتخاباتها المحلية إلى فيلم هوليودي شيق يتابعه كل سكان الكرة الأرضية بشغف، سوى المهتمين بالسياسة أو الجاهلين بأصولها؛ وتحول المرشحان للرئاسة (أوباما – رومني) إلى ممثلان حقيقيان ينافسان نجوم هوليود، وتحولت الإنتخابات إلى قصة شيقة وسيناريو جميل كأنه من إخراج” ستيفان سبيلبارغ” أو “مارتن سكورسيز”، وكانت النهاية رومانسية كثيراً بفوز أوباما ودخول عائلته الصغيرة المسرح، كأنها جاءت لتحيته على أدائه الراقي وتمثيله الرائع، وتستحق بذلك إنتخابات أمريكا أن تحوز على لقب “الإنتخابات الأكثر جماهيرية” حول العالم، حيث تفوقت على كل الإنتخابات في مناطق أخرى من العالم من حيث نوعية السيناريو، والمتابعة الجماهيرية!