وجهة نظر : الغاء البطاقة التموينية خدعة لإعلاء صوت المرجعية وانقاذ اقتصاد طهران
البطاقة التموينية لاشك بانها آلية تتبناها الدول الفقيرة والضعيفة لمساعدة مواطنيها وخصوصا الفقراء بتأمين الحد الادنى من متطلبات المعيشة ، وبالتأكيد ان انتفاء حاجة المواطنين الى البطاقة التموينية مؤشر يشير الى تعافي الدولة ومجتمعها ، ويقينا ان كل عراقي يتطلع الى اليوم الذي تنتفي به الحاجة الى هذه البطاقة التموينية.
ولكن في ظل فساد فضيع لا يتصور فان البطاقة التموينية اصبحت مهددة بالانقراض من ذي قبل ، فبدأ تصفيتها عندما فقدت بعض مفرداتها ثم فاحت زكمة فساد وزيرها السابق عبد الفلاح السوداني المنخرط في حزب الدعوة في فضيحة وسرقة قوت الشعب وهذه الجريمة لا يمكن أي فقير او وطني غيور او هم انفسهم الفاسدين ان تنسى ابدا ، ثم وصل الامر الى الغائها من المستمسكات الشخصية الى ان وصل الحال بان تلغى نهائيا وتعويضها نقدا !!
ان فبركة الغاء البطاقة التموينية هي خدعة جديدة في محاولة من الحكومة لإلهاء الشعب العراقي والرأي العام عن فساد فضيع في مفاصل الدولة ، وكذلك هي ازمة جديدة كي يلهو الشعب عن فساد صفقات الاسلحة التي ظهرت نتائج فسادها بإقرارهم واقرار الحكومة الروسية ، وكذلك هناك ابعاد اخرى من الغاء البطاقة التموينية لا يفهما الا اللبيب كي ترفع جهات وتهبط اخرى .
فقد لاحظنا كيف ان المرجعيات الاربع في النجف الاشرف كيف تحركت وتحدثت بهذا الشأن والظاهر ان هذه الزمة – الغاء البطاقة التموينية – هي محاولة لإعادة ماء الوجه للمرجعية العليا وكي تكون هي العليا في فكر الناس فالانتخابات في طريقها ولم يبق لها الا القليل ، والكل يعرف دور المرجعية في الانتخابات فلولا السيستاني واخوته الثلاثة الباقين لما وصل جميع الساسة ممن حكموا ويحكمون الان الى سدة الحكم .
ان هذه الحكومة التي توعد ببدل نقد عن البطاقة التموينية لهي ذات وعود كاذبة ، فمتى صدقت بوعودها ؟؟
وهل ان توزيع الاموال والتي هي ذات يسر في سرقتها لا يشوبه الفساد ؟؟
عن اي خزعبلات تتكلمون ؟؟
كفاكم استهتارا بالعراقيين الفقراء استقيلوا واخرجوا من السلطة واتركوا الشعب يقرر مصيره بنفسه فلا مكان للفاسدين في العراق وعودوا من حيث اتيتم لا حاجة لنا بكم .
ترى اية سياسة استكباريه هذه التي يراد منها اذلال الفقراء وتجويعهم جدا ؟؟
واية حكومة هذه التي لا تريد الخير لإبنائها ؟
انها حقا حكومة الفساد الجشعة .فلو دققنا جيدا في هذه المسألة لوجدنا ان ازمة البطاقة هي محاولة جديدة لمساعدة الاقتصاد الايراني الذي يعاني من انهيار بالكامل ، فطهران وملاليها اوعزت الى ازلامها في العراق وهم اطاعوا الامر في اتفاق مفبرك ، فحسن الشمري هو من جاء بهذه الفكرة بعد اتفاق سريمع اطراف اخرى للتصويت عليها في جلسة رئاسة الوزراء ثم اقر ذلك بالاتفاق مع الصدريين وباقي المنتفعين ، وبهذا النتيجة ان الشعب سيوفر ماله الى طهران للحيلولة من انهيارها كاملا.
اذن على الشعب العراقي ان يطالب بحقه وان تعاد البطاقة التموينية بكل مفرداتها ، بل على المرجعية ومن والاها ان ينزلوا الى الساحة العراقية بحيث لا نرى في الشوارع والساحات الا عمائم بيض وسود وهم يطالبون بالبطاقة التموينية اذا مانت المرجعية صادقة في مساعها الى خدمة الشعب ، فلا اريد ان احاسب المرجعية على سكوتها وان المليارات تشفط كل حين وان البطاقة التموينية وميزانيتها لا ترتقي الى صفقة سلاح واحدة ولا الى (خمط) مليارات من البنوك واستنزاف الخيرات العراقية