زيارة أردوغان إلى القاهرة تُدشن «تحالفاً استراتيجياً»
يبدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارة الى القاهرة في 17 الشهر الجاري، حيث يلتقي الرئيس المصري محمد مرسي ونظيره هشام قنديل. وعلى رغم أن الزيارة ستتناول سبل «تعميق العلاقات الثنائية»، إلا أن الأزمة في سورية ستكون حاضرة بقوة، إذ يسعى مرسي إلى إحياء «المبادرة الرباعية»، التي كان أطلقها في قمة مكة الإسلامية ، وتضم إلى جانب تركيا ومصر، السعودية وإيران.
وتتطلع القاهرة وأنقرة إلى تدشين تحالف سياسي واقتصادي استراتيجي بين بلدين تقودهما أحزاب إسلامية. وتريد الإدارة المصرية الجديدة الاستفادة من التجربة التركية لا سيما في المجال الاقتصادي، كما تسعى القاهرة إلى أن تكون أنقرة بواباتها إلى الأسواق الأوروبية. أما تركيا فتسعى، من جهتها، إلى ترسيخ نفوذها في المنطقة العربية واقتحام الأسواق الافريقية عبر مصر.
وبدا واضحاً في القاهرة مدى اهتمام إدارة مرسي بزيارة أردوغان بعد إيفاد وزير الخارجية محمد كامل عمرو إلى العاصمة التركية للترتيب لها. كما بدا الاهتمام التركي أيضاً من خلال حجم الوفد المرافق لأردوغان والذي سيضم 12 وزيراً إضافة إلى نحو 150 من رجال الأعمال الأتراك. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي إن الزيارة تستهدف «البحث في تعزيز العلاقات بين البلدين في كل المجالات».
وتنامت العلاقات المصرية – التركية منذ إطاحة نظام الرئيس السابق حسني مبارك، لكنها دخلت عصرها الذهبي مع وصول الرئيس مرسي إلى سدة الحكم. وكثيراً ما أشادت جماعة «الإخوان المسلمين» بتركيا وزعيمها أردوغان، وكان لافتاً خلال الحملة الدعائية لمرسي في الانتخابات الرئاسية إن ماكينته الانتخابية «الإخوانية» كانت تصفة بـ «أردوغان مصر». كما شهد العامان الأخيران حضوراً كبيراً لقادة «الإخوان المسلمين» في مقدمهم نائب المرشد خيرت الشاطر إلى أنقرة. وكان لافتاً أيضاً حضور الرئيس مرسي المؤتمر العام الثالث لحزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان، وتم خلال زيارته لأنقرة الاتفاق على مساعدات تركية لمصر بقيمة بليوني دولار من بينها بليون دولار قرضاً وبليوناً في صورة استثمارات تركية في مصر وشراكة في مشاريع البنية التحتية.
ومن المتوقع أن تسيّر جماعة «الإخوان» حشوداً من أعضائها في مسيرات احتفائية بالزيارة الأولى لأردوغان عقب وصول الجماعة إلى الحكم في مصر.
وتبحث القاهرة وأنقرة خططاً لرفع القيود على التأشيرات بين البلدين. كما دشّن الجانبان قبل أيام ثلاثة خطوط ملاحية، ناهيك عن التعاون العسكري الذي تمثّلَ في مناورات بحرية جرت في المتوسط قبل أسابيع، وهو أمر أثار قلقاً في اسرائيل.
ومن المتوقع الإعلان عن شراكة أوسع خلال زيارة رئيس الوزراء التركي للقاهرة، إذ أفيد أن هناك ستة اتفاقات جاهزة للتوقيع النهائي، من بينها اتفاقات في مجالات الجمارك والموانئ وإدارة الموانئ وتطوير المناطق الحضرية.
وكان الرئيس التركي عبدالله غول استقبل مساء أول من أمس وزير الخارجية المصري. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية عمرو رشدي أن الوزير أكد حرص مصر على تعزيز العلاقات مع تركيا، مشيراً إلى أن اللقاء تطرق إلى الوضع في سورية وأهمية استمرار تنسيق الجهود بين مصر وتركيا لإيقاف نزيف الدم هناك، كما تناول سبل دعم المسعى الفلسطيني لنيل العضوية في الأمم المتحدة وضمان نجاحه.