شكوك في توقيت استقالة بترايوس قبل مناقشة الكونغرس اعتداء بنغازي
أرخت استقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) ديفيد بترايوس، بسبب اقامته علاقة خارج الزواج مع مؤلفة كتاب سيرته الذاتية بولا برودويل، ظلالاً على المشهد السياسي في واشنطن أمس، نظراً الى تاريخ بترايوس ورصيده السياسي، والفراغ الذي قد يتركه في ادارة الرئيس المنتخب لولاية ثانية باراك أوباما. وأطاحت فضيحة علاقة عاطفية أخرى مع موظفة، تاريخ كريستوفر كوباسيك، المدير العام المعيّن لشركة «لوكهيد مارتن» لصناعات الدفاع المرتبطة بعقود مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وفيما يعتبر بترايوس من الأسماء المخضرمة في الوسط السياسي الأميركي، نظراً الى دوره البارز في وضع استراتيجية زيادة عدد القوات الأميركية في العراق والتي منحته لقب «الملك ديفيد»، بعدما نجحت في تحويل مسار الحرب هناك، ابلغ مسؤولون في الإدارة صحيفة «بوسطن غلوب» أن مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) اكتشف علاقة الجنرال العاطفية مع برودويل خلال تحقيق بدأه قبل شهور باحتمال اختراق كومبيوتر استخدمه.
وأشار المسؤولون الى ان التحقيق مستمر في احتمال تشكيل ادلة أخرى عُثِر عليها «خطراً أمنياً جعل الجنرال بترايوس في موقع هش ولم يعنِ ارتكابه أخطاء»، علماً ان أوباما حرص في بيان قبول الاستقالة على الإشادة بـ «الخدمات الاستثنائية على مدى عقود» التي قدمها بترايوس للولايات المتحدة، و»جعلِه البلاد أكثر أماناً وقوة».
ويتوقع أن تتضح تفاصيل العلاقة بين بترايوس وبرودويل خلال الايام المقبلة، واحتمال تعرض بترايوس الى ابتزاز مهني. لكن الأكيد ان الكاتبة أمضت شهوراً في العمل على كتاب السيرة الذاتية للجنرال والذي صدر مطلع السنة، وأفاد عسكريون بأنها زاولت رياضة الجري معه لمسافة سبعة كيلومترات يومياً في افغانستان.
وكان لافتاً تشكيك مواقع يمينية بتوقيت الاستقالة، مع استعداد الكونغرس لعقد جلسات استماع مغلقة الأسبوع المقبل في شأن الاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي، والذي واجهت فيه «سي آي أي» انتقادات بسبب عدم جاهزيتها الأمنية والاستخباراتية. لكن مقربين من بترايوس، بينهم الكاتب ديفيد اغناشيوس استبعدوا هذه الصلة، خصوصاً بعد انتهاء مرحلة التجاذب السياسي حول الاعتداء مع تنظيم الانتخابات الرئاسية.
الى ذلك، اجبرت علاقة عاطفية اقامها المدير العام المعيَن كريستوفر كوباسيك مع موظفة، «لوكهيد مارتن» على اعادة النظر في خططها للتحضير لخلافة رئيسها روبرت ستيفنز العام المقبل، وستحل ميريلين هويسون التي تتولى ادارة الانظمة الالكترونية في الشركة بدلاً منه، ما يجعلها إحدى السيدات القليلات في ادارة الشركات الأميركية الكبرى، وبينها «آي بي ام وهوليت باكارد» للمعلوماتية، و «زيروكس» لأجهزة النسخ و «دوبون» للكيمياء وبوابة «ياهو» الالكترونية.
وأكدت «لوكهيد مارتن» ان القضية لم تؤثر في الأداء العملاني او المالي للمجموعة، فيما قال مديرها التنفيذي الحالي روبرت ستيفنز: «نشعر بخيبة امل كبيرة وحزن من اعمال كريس التي لم تحترم قيمنا وقواعدنا، لكن تصدينا السريع لهذا السلوك غير اللائق يدل على التزامنا تحميل كل موظف مسؤولية أعماله».