الكاتب الأميركي” اليهودي” فريدمان لـ”إسرائيل”: “حلُّوا مشاكلكم بدون أمريكا”
دعا الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان “إسرائيل” إلى ضرورة إدراك أنه يتعين عليها أن تتحمل مسئولية حل مشاكلها الداخلية والخارجية بمفردها، وليس على الولايات المتحدة أن تحمل على عاتقها جزءًا من هذه المسئولية بعد الآن.
وقال الكاتب الأمريكي في مستهل مقاله الذي أوردته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية اليوم الأحد: “أستبعد أن تشهد الفترة القادمة أية صراعات بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتانياهو لترسيخ السلام بين “إسرائيل” وفلسطين، وذلك بالرغم من أن أوباما بات يشعر وكأنه يمتلك الوقت والطاقة ورأس المال السياسي حاليًا”.
وأضاف فريدمان: “الرئيس الديمقراطي المنتخب منحه شعبه فرصة ثانية من أجل التركيز على الشأن الداخلي للبلاد والسعي من أجل انسحاب أمن للقوات الأمريكية مما وصفه بـ”المأزق الأفغاني”، وعدم الانخراط في حرب طاحنة أخرى كالتي تحدث في سوريا حاليًا”.
وأشار الكاتب الأمريكي إلى أن ما سيحدث في الفترة القادمة لن يتمثل سوى في زيارة في العام القادم من قبل وزير خارجية جديد مع خارطة طريق تدعو لإجراء “تدابير بناء الثقة” بين “الإسرائيليين” والفلسطينيين، لافتًا إلى أن هذا العام سيكون بمثابة عام القرارات وهو ما يحدث دائمًا.
وحذر من أن المزيج بين التركيز الداخلي على الشأن الأمريكي واضطرابات ما بعد صحوة الربيع العربي، وإنهاك الفلسطينيين يعني أن “إسرائيل” يمكن أن تبقى في الضفة الغربية بتكلفة منخفضة على المدى القصير، إلا أن بقاءها على المدى الطويل سيكلفها فقدان هويتها.
وقال توماس فريدمان: “القوة السياسية الصاعدة في أمريكا ليست بالقوة المنحازة لـ”إسرائيل” والتي دعمها نتانياهو خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية، كما أن صناع السياسة الأمريكية أدركوا أن مبادرات منطقة الشرق الأوسط إنما هي مبادرات مكتفية ذاتيًّا كاتفاقية كامب ديفيد واتفاقية أوسلو حتى ثورات الربيع العربي وعمليات إرساء السلام والديمقراطية في المنطقة”.
وأضاف: “لقد تعلمنا شيئًا آخر من تدخلاتنا في أفغانستان وليبيا وهو أننا نستطيع جيدًا إدارة نهايات الأحداث، ولكننا لا نستطيع إدارة الأهداف والسبل المرجوة في البداية والتي تكون العامل الرئيس لفهم المتطلبات اللازمة لتحويل مثل تلك المجتمعات”.
وأشار إلى أن هذا هو السبب في بدء الانسحاب من أفغانستان والبقاء بعيدًا دون الانخراط في الحرب السورية والاعتماد فقط على فرض المزيد من العقوبات على إيران لأطول وقت ممكن لثنيها عن امتلاك القنبلة النووية.
وشدد فريدمان على أن الفترة القادمة بالنسبة لأمريكا ستتطلب المزيد من بذل الجهد من قبل إدارة أوباما، من أجل إنعاش الاقتصاد الأمريكي مرة أخرى، وإيجاد حلول جذرية لبعض الأزمات المتفاقمة في أمريكا.
ونصح الكاتب الأمريكي “إسرائيل” بأن تصب كامل تركيزها على الشأن الداخلي من خلال التركيز على الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 22 يناير المقبل، وليس على الشأن الأمريكي.
وأعرب عن قناعته بأنه من المحزن أن “إسرائيل” بما تمتلكه من كفاءات بشرية لم تتفق بكافة تياراتها حتى الآن على الشخصية التي ستخوض الانتخابات القادمة ضد نتانياهو ووزير خارجيته وشريكه أفيجدور ليبرمان