فضيحة مدير الـ BBC: تطيح رؤوس أخرى وجدل داخل البرلمان
أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الاثنين أن مديرة الأخبار ونائبها استقالا من منصبيهما على خلفية فضيحة اتهام برنامج إخباري بالخطأ، سياسي في حزب المحافظين البريطاني بانتهاك أطفال جنسياً.
وتأتي استقالة هيلين بودن ونائبها ستيف ميتشيل بعد أقل من 48 ساعة على استقالة المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية، جورج إنتويسل على خلفية الفضيحة نفسها.
وأكد رئيس مجلس أمناء هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، اللورد كريس باتن، أن الهيئة تحتاج إلى عملية إصلاحات هيكلية جذرية شاملة، في أعقاب استقالة مديرها العام بسبب تقرير بثته الهيئةً واعتبر أنه خالف المعايير المهنية.
وتعهّد اللورد باتن باتخاذ “إجراءات لضمان خضوع برامج الهيئة للتحرير بشكل سليم”، وأعلن عن أن تيم ديفي، مدير البرامج الموسيقية السمعية والبصرية في (بي بي سي)، سيتولى مؤقتاً منصب المدير العام إلى أن يتم تعيين مدير عام جديد في غضون أسابيع.
وأضاف رئيس مجلس الأمناء إنه يتعين استعادة الثقة إذا أرادت الهيئة التي تمول من المال العام مواجهة ضغوط المنافسين وخصوصا إمبراطورية روبرت مردوك الإعلامية التي ستحاول انتهاز الأزمة لصالحها.
وسيحصل مدير عام هيئة بي بي سي المستقيل على مكافأة قدرها راتب عام كامل (715 ألف دولار) كمكافأة نهاية خدمة، رغم استقالته من منصبه بسبب أزمة إذاعة تقرير “يخالف المعايير المهنية”.
وتعرّضت الهيئة لانتقادات جديدة من قبل أعضاء في البرلمان البريطاني بسبب منحها تعويضاً مالياً لانتويسل في إطار الاتفاق على ترك منصبه الذي شغله لـ54 يوما فقط.
وذكرت إدارة “بي.بي.سي” أنه من الضروري دفع المكافأة نظرا لأن انتويسل سيواصل عمله في التحقيقات الجارية بشأن تهم ضد المذيع السابق بالشبكة الراحل جيمي سافيل بارتكاب انتهاكات جنسية بحق عدد كبير من الأطفال .
واستقال جورج انتويسل المدير العام للهيئة السبت بعد شهرين فقط من توليه منصبه متحملا المسؤولية عن إذاعة مزاعم جنسية في برنامج نيوز نايت الإخباري الشهير.
وكان الشاهد في التقرير التلفزيوني الذي زعم تعرضه لاعتداءات جنسية في دار للرعاية في أواخر السبعينات قال الجمعة انه أخطأ في تحديد شخصية المعتدي عليه وأشار خطأ الى السياسي الستير ماك ألبين. وأقر برنامج نيوز نايت بأنه لم يعرض على الشاهد صورة ماك ألبين ولم يتصل به للتعليق قبل إذاعة التقرير.
وأقر انتويسل -الذي كان يتعرض أصلا لضغوط بعد الكشف عن ضلوع المذيع الراحل جيمي سافيل الذي عمل فترة طويلة في الهيئة وكان من أشهر مقدمي البرامج بها في انتهاكات جنسية ضد أطفال- بأنه لم يعرف أو يسأل عن شخصية السياسي المعني بمزاعم الاعتداءات حتى ظهور اسمه في وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعتز كثير من البريطانيين بهيئة الاذاعة البريطانية التي تحتفل بعيدها التسعين ويسمونها “العمة” كما تحظى بالاحترام في كثير من دول العالم.
لكن مع وجود 22 الف شخص يعملون بها في ثماني قنوات تلفزيونية عامة و50 محطة إذاعية ونشاط مكثف على الانترنت يقول منتقدون انها تواجه معوقات بسبب تعقيد وترهل هيكلها الإداري.
وتقول مصادر في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إنه ابدى ثقته في الهيئة وعبر عن اعتقاده بأنها “إحدى أعظم المؤسسات في هذا البلد” ويمكنها إصلاح نفسها ومعالجة اخفاقاتها.
واستبعد كريس باتن الاستقالة من الهيئة، وقال انه يتوقع اعلان خليفة انتويسل في غضون أسابيع لا أشهر.
ومن بين التحديات الفورية التي تواجه بي.بي.سي. تهديدات باللجوء الى القضاء. وقال ماك البين وهو حليف مقرب من رئيسة الوزراء السابقة مارغربت تاتشر انه قد يلجأ لمقاضاة الهيئة لطلب تعويض.