الفضيحة تأخذ بعدا أخر // ..”سي-آيه-أي” تنفي تصريحات عشيقة بتريوس بشأن احتجاز معتقلين في القنصلية ببنغازي
نفت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن يكون موظفوها قد احتجزوا في ليبيا مسلحين في بنغازي قبل الهجوم على القنصلية الأمريكية هناك. وكانت بولا برودويل مؤلفة سيرة مدير الوكالة السابق دافيد بتريوس وعشيقته، قد عزت الهجوم إلى محاولة مسلحين ليبيين تحرير عدد من رفاق لهم احتجزوا بملحق بالقنصلية تابع لـ”سي آي أيه”.
وقال بريستون غولسون الناطق باسم الوكالة ان أية افتراضات بأن “سي آي أيه” تواصل احتجاز المعتقلين تعتمد على معلومات خاطئة.
ويثير توقيت تصريحات تساؤلات، خاصة وان برودويل تحدثت عن الهجوم على القنصلية في بنغازي الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا و3 دبلوماسيين آخرين، الشهر الماضي خلال لقاء أجرته في جامعة دينفير. لكن الوكالة لم تنفي هذه المعلومات الا بعد الكشف عن العلاقة العاطفية بين برودويل وبتريوس واستقالة الأخير من منصب مدير الوكالة يوم الجمعة الماضي.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد اصدر عام 2009 أمرا يمنع وكالة الاستخبارات المركزية من احتجاز معتقلين.
وفرضت فضيحة بتريوس ( 60 عاما)، عدد من التساؤلات بشأن احتمالية حدوث اختراقات على عدد من الأصعدة، منها الأمن القومي والسياسة.
وكان عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي قد أجروا يوم الاثنين عملية تفتيش لمنزل برودويل (40 عاما) بمنطقة “شارلوت” بنورث كارولاينا. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصدر أمني أنهم كانوا يبحثون عن وثائق سرية من المحتمل أن تحصل عليها برودويل من بتريوس. وبث قنوات أمريكية لقطات تظهر العملاء وهم يخرجون من المنزل مع علب كرتونية.
وقالت مصادر حكومية مطلعة على مجرى التحقيقات إن غيرة برودويل قادت لكشف علاقتها السرية بمدير “سي-آي-اية”، بإرسالها رسائل تهديد عبر البريد الإلكتروني لامرأة أخرى تدعى جيل كيلي، (37 عاما) تعتبر هي وزوجها من أصدقاء أسرة بتريوس.
وهنا أكد بتريوس انه لم يرتبط بعلاقة خارج إطار الزوجية سوى مع برودويل. وكان قد قدم استقالته للرئيس الأمريكي، الجمعة، عقب انكشاف تلك العلاقة.
ورغم تأكيدات محللين بأنه ليس هنالك ادلة على حدوث اختراق أمني بسبب العلاقة، تدور تكهنات على نطاق واسع بحصول برودويل على معلومات سرية، وازدادت تلك القناعة بفضل تصريحاتها السابقة حول هجوم بنغازي.
وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز”، الأحد، إلى عثور المحققين على معلومات سرية في جهاز الكمبيوتر المحمول لبرودويل، واستشهدت بتصريحات لمحققين نفى فيها بتريوس تقديمه تلك المعلومات لـ”صديقته.”
وأوضح مصدر استخباراتي بقوله ان”إقامة ضابط بوكالة الاستخبارات المركزية لعلاقة خارج إطار الزوجية لا ينظر إليها تلقائياً بأنها اختراق أمني.”
هذا والتقى بتريوس وبرودويل للمرة الأولى أثناء دراستها في جامعة هارفارد عام 2006، ووضعت افتتاحية لكتاب تناول السيرة الذاتية للجنرال السابق ساعدت في إعداده، وهي حالياً ضابط في قوات الاحتياط.
وحاليا تعد برودويل رسالة الدكتوراة بجامعة كينغ كوليج البريطانية وهي خريجة الأكاديمية العسكرية بمرتبة الشرف، وجرى تكليفها بمهام ضمن نطاق أجهزة التجسس الأمريكية وقيادة العمليات الخاصة، وقسم مكافحة الإرهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالية. وبرودويل متزوجة ولها طفلتين.
أما بتريوس فتزوج منذ 38 عاما من هولي نولتون ابنة مدير أكاديمية ست بوينت العسكرية الذي كان يدرس فيها. ولهما ابن وابنة. ويقول مقربون من عائلة بتريوس أن هولي غاضبة للغاية من خيانة زوجها.