محلل روسي: سورية تسير في الطريق الليبي
صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” تنشر مقالة للمحلل السياسي جيورجي ميرسكي يقول فيها إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما دفعت بقوة لاتمام تشكيل “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” خلال الاجتماعات التي شهدتها الدوحة مؤخرا. وإن الإدارة الأمريكية عازمة على جعل كل المساعدات العسكرية التي تقدم للمعارضة السورية تمر عبر “الائتلاف الوطني” حصرا، لمنع وقوعها في أيدي الجماعات الجهادية.
يرى ميرسكي أن الغرب كان بحاجة ماسة لهيئة أو لتشكيلة ما من المعارضة السورية، تكون أغلبية أعضائها من المؤيدين للتعاون عسكريا وسياسيا مع الغرب. ولا بأس في أن يكون غالبية أعضاء تلك التشكيلة مشابهين للإخوان المسلمين المصريين. وانطلاقا من ذلك ركزت واشنطن جهودها، بالفعل، في الآونة الأخيرة على تشكيل الإئتلاف المنشود، ومنحه الشرعية الدولية، وبالتالي الثقة الحصرية في تلقي السلاح، ليكون عقبة قوية أمام تنامي القوى الجهادية والإرهابية.
لقد بذل الامريكيون جهودا كبيرة لكي تسير الامور بهذا الاتجاه. وساعدتهم في ذلك مجموعة العمل الاقتصادية السورية، التي يوجد مقرها في واشنطن، والتي تشرف على جميع المساعدات التي تتلقاها المعارضة. بما في ذلك المساعدات ذات الطابع العسكري.
والسؤال الطروح اليوم هو: كيف ستتطور الامور وفي أي اتجاه؟
يرى ميرسكي أن الأحداث ستتصاعد في المستقبل القريب، وفق سيناريو مشابه للسيناريو الليبي. فمن المؤكد أنه سوف يصار قريبا إلى تشكيل حكومة في المنفى. ومن المؤكد كذلك أن هذه الحكومة سوف تحظى باعتراف دولي. وسوف تظهر الحاجة لإقامة مناطق آمنة على الحدود مع تركيا. وسوف يتخذ الجيش الحر من تلك المناطق مخبأ وملاذا له، الأمر الذي سيجعـل الأسد مضطرا لإرسال طائراته ودباباته إلى تلك المناطق. وعند ذلك، ستظهر الحاجة إلى فرض منطقة حظر جوي. ولن يتردد أوباما في فرض منطقة من هذا النوع، لأنه تحرر من مخاوف الانتخابات. حيث سيعطي أوامره لإطلاق الصواريخ على الدفاعات الجوية السورية وتدميرها.
وتبقى المخاوف قائمة من إمكانية تدخل إيران في المشهد، وما قد يترتب على ذلك من توسع نطاقِ الحرب.