كتاب: كريستوفر ديفيدسون ” السقوط القادم لملوك الخليج!”

أصدر كريستوفر ديفيدسون الباحث المتخصص في شئون الخليج (هكذا يسمونه) كتابه الجديد تحت عنوان: «ما بعد الشيوخ: السقوط القادم لملوك الخليج»، وهو معروض الآن للحجز على مكتبة «أمازون» الإلكترونية. غلاف الكتاب عبارة عن صورة لقطع «دومينوز» تقف على هيئة طابور ومرسوم على كل قطعة صورة حاكم من حكام الخليج.

 في كتابه، يتنبأ ديفيدسون بحدوث تغيير كبير يؤدي إلى سقوط الأنظمة الحاكمة في الخليج العربي في فترة زمنية تترواح بين سنتين وخمس سنوات.

 كثير من النقاد يعتبرون تحليلات ديفيدسون دقيقة وقريبة من الواقع لكونه من تنبأ بالأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم وأصابت دبي في 2009، ويراهنون على أن دقة تنبؤات ديفيدسون قد تتكرر في رؤيته لمستقبل الأنظمة الحاكمة في دول الخليج.

قرأت ملخص الكتاب، ووجدت أن ديفيدسون يبني توقعاته على عدة عناصر، أهمها العنصران الاقتصادي والاجتماعي. هو يرى أنه رغم كون أنظمة دول الخليج صامدة ومستقرة ولم تتأثر أمام موجة «الربيع العربي»، فإن مسألة سقوطها باتت مجرد عامل وقت، بمعنى أن السؤال هو (متى ستسقط؟) وليس (هل ستسقط؟) بحسب وصف المؤلف.

ويذهب ديفيدسون إلى أن معطيات الثورات في الدول العربية التي سقطت أنظمتها بدأت تتوافر في دول الخليج، وأن المسألة قادمة لا محالة.

ويرى ديفيدسون أن سقوط أنظمة تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا ستكون جميعها عوامل مساعدة وضاغطة باتجاه وضع مماثل في دول الخليج، وذكر بعض نقاد الكتاب أنه رغم صعوبة طرح ديفيدسون لفكرته عن مستقبل الخليج، فإن ما قام بجمعه من معلومات وما قام به من تحليلات أدت به إلى هذا الاعتقاد لا ينبغي إغفاله.

رغم ذلك فإنني شخصيا أرى أن ديفيدسون لا يختلف في طرحه عن طرح بعض الخبراء الذين يوصفون بـ«المتخصصين» في شئون الخليج، إذ يجهل هؤلاء -على الأغلب- طبيعة العلاقة الاجتماعية بين المواطنين في الخليج وحكامهم.

 بمعنى آخر، الحكم في دول الخليج لا يقارن بالحكم في تونس أو مصر أو ليبيا، كما أن علاقة المواطن الخليجي بمؤسسة الحكم في الخليج تختلف عن علاقة المواطن العربي في باقي الدول بمؤسسة الحكم.

على أي حال، أعتقد أن كتاب كريستوفر ديفيدسون، بغض النظر عن شخصه ومواقفه التي يتبناها عن دول الخليج، يستحق القراءة والاطلاع، ولا بد من النظر بشكل فاحص إلى العوامل التي يعتقد بصحتها وبنى عليها نظريته، وخصوصاً أنه أصدر عدة مؤلفات عن السياسة والاقتصاد في الخليج وعمل كأستاذ مساعد بجامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة

.

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *