سعي فرنسي لإقناع الاتحاد الأوروبي بإرسال “أسلحة دفاعية” للمعارضة السورية

أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، أن بلاده ستطرح سريعاً مسألة رفع الحظر الأوروبي على تزويد المعارضة السورية “بأسلحة دفاعية”، وذلك قبيل استقباله 4 من نظرائه الأوروبيين، في وقت رأت موسكو هذا الطرح “انتهاكاً واضحاً” للقانون الدولي .


واجتمع فابيوس في مقر الخارجية الفرنسية مع نظرائه الألماني والإسباني والبولندي والإيطالي وزملائهم في حقيبة الدفاع . وبحث المجتمعون الملف السوري إلى جانب قضايا أخرى .


ورداً على سؤال لإذاعة “ار تي ال” أكد فابيوس أن مسألة تزويد المعارضة السورية بالسلاح التي تخضع حتى الآن لحظر أوروبي “ستطرح من دون شك بالنسبة إلى الأسلحة الدفاعية” وبشكل سريع . ولم يقدم الوزير مزيداً من التفاصيل . وقال “إنه أمر لا يمكننا القيام به إلا بالتنسيق مع الأوروبيين” .


وشدد فابيوس على أن هذه “المسألة ستطرح بما أن الائتلاف (الوطني السوري) طلب منا ذلك” . وأكد أنه “ينبغي عدم عسكرة النزاع ولكن بالتأكيد من غير المقبول أن تكون هناك مناطق محررة وان تتعرض لقصف طائرات (الرئيس السوري) بشار” الأسد . وقال “ينبغي التوصل إلى توازن دقيق والأمر ليس سهلاً، فمن جهة ينبغي تجنب العسكرة ومن جهة أخرى منع تدمير المناطق المحررة” . وأضاف أن باريس تجري محادثات مع المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي ومع الروس .


وأعرب وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزيير عن تشككه إزاء إعلان فرنسا . وقال خلال الاجتماع إن هذا الأمر يحتاج إلى إصدار قرار بالإجماع من جانب دول الاتحاد الأوروبي . وأضاف أن مثل هذه الخطوة تتطلب إجراء مشاورات تتم بعناية، مبينا بالقول، “أنا شخصيا لا أستطيع أن أخفي تشككا ما إزاء هذه الخطوة” .


ولم تشارك بريطانيا في اجتماع باريس، غير أنها ليست غائبة عن النقاش . وقد جمع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عدداً من وزرائه ومسؤوليه العسكريين لبحث الملف السوري ولاسيما احتمال تزويد المعارضة بأسلحة .


ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ المعارضة السورية إلى تحديد “خطة انتقالية واضحة” وذلك في ختام الاجتماع . وقال في مؤتمر صحفي في لندن “سألتقي (الجمعة) بعض المسؤولين في الائتلاف المعارض الجديد ونريد أن نبحث معهم المستقبل ( . . .) ضرورة العمل معا واحترام حقوق الإنسان وامتلاك خطة واضحة للانتقال السياسي في سوريا” . وأضاف أن “العمل مع المعارضة هو أولوية” . وتابع “بحثنا الوضع الخطير والمتدهور في سوريا” .


وأوردت “بي بي سي” أن وزراء وضباطاً كباراً يناقشون خصوصاً إمكان فرض منطقة حظر جوي وتسليم أسلحة للمعارضة .


وأوضح هيغ أنه سيتحدث الأسبوع المقبل أمام مجلس العموم البريطاني لعرض “وجهة نظر (لندن) وما تنوي القيام به” حول النزاع في سوريا . من جهتها، حذرت روسيا الدول الداعمة للائتلاف السوري بأنها ترتكب “انتهاكاً فاضحاً” للقانون الدولي إذا زودت المقاتلين المعارضين بأسلحة .


وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي “لقد قدم عدد كبير من العواصم تعهدات بتقديم أسلحة حديثة” . وأضاف أن تقديم “مساعدة أجنبية إلى المعارضة التي تشن نزاعا مسلحا ضد الحكومة الشرعية هو انتهاك فاضح للمعايير الأساسية التي يقوم عليها القانون الدولي” .


وتابع “في شرعة مبادئ القانون الدولي ( . . .) ورد بوضوح انه لا يحق لأي دولة تنظيم أو مساعدة أو تمويل الأعمال المسلحة التي تهدف إلى إطاحة النظام باستخدام العنف في دولة أخرى

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *