صحيفة أسرائيلية: صفحة نتنياهو على ” الفيسبوك” تتحول الى حرب ووعيد

كشفت صحيفة ‘هآرتس’ العبرية في عددها الصادر أمس الخميس النقاب عن أن صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أُمطرت بآلاف الرسائل الغاضبة من قبل مواطنين في الدولة العبرية يحتجون فيها على توقيع اتفاق التهدئة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأضافت أن المتصفحين عبروا عن جام غضبهم بسبب تراجع الحكومة الإسرائيلية عن قرارها باجتياح قطاع غزة بريا، لافتين إلى أن التهدئة هي بمثابة انكسار للدولة العبرية أمام حماس، كما أكد العديد منهم، بحسب الصحيفة العبرية، بأن حماس لن تلتزم بالتهدئة، وأن الجولة القادمة من العنف، على حد تعبيرهم، ما هي إلا مسألة وقت.

في السياق ذاته، وكما كان متوقعًا، سلط الإعلام العبري أمس الأضواء على اتفاق التهدئة، حيث رأى المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’، أليكس فيشمان، أن حركة حماس تحولت من عدو لذود إلى حركة يمكن استعمالها في وقت الضيق، زاعما أن حركة الجهاد الإسلامي قامت يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع بقصف مدينة (ريشون لتصيون) بأوامر من الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإفشال المساعي الحثيثة للتوصل لاتفاق التهدئة، عندها فهم صناع القرار في تل أبيب أنه يتحتم عليهم التوصل للاتفاق قبل أنْ تُمعن حركة الجهاد الإسلامي بمحاولاتها لإفشال اتفاق التهدئة، على حد تعبيره.

من ناحيتها قالت المحللة للشؤون السياسية في الصحيفة، سيما كدمون، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، تحدثا في المؤتمر الصحافي الذي عقداه أول من أمس، مع وزير الأمن إيهود باراك، عن نجاحاتهما في الحرب على حماس، وأن ليبرمان، أيَضًا أثنى على الرئيس المصري، محمد مرسي وكال له المديح على مساعيه الحثيثة للتوصل إلى وقف الجولة الأخيرة من العنف، مع ذلك، أضافت المحللة، إن ليبرمان ونتنياهو لم يتطرقا لا من قريب ولا من بعيد إلى وعدهما لدى تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية بالقضاء على سلطة حماس في قطاع غزة، لافتةً إلى أن هذا البند، القضاء على حماس في القطاع، كان من أهم بنود اتفاقية الائتلاف الحكومي بين الحزبين والزعيمين، على حد وصفها.

على صلة بما سلف، رأت صحيفة ‘هآرتس’ أن شروط اتفاق التهدئة، الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس، بوساطة أمريكية ومصرية وتركية، لا تختلف هذه المرة أيضًا عن شروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في ختام حملة الرصاص المسبوك على غزة أواخر العام 2008 وأوائل العام 2009 عندما كان إيهود أولمرت رئيسا للوزراء، وزادت الصحيفة قائلةً إن الدولة العبرية التزمت بحسب الاتفاق بوقف أي هجوم على القطاع، برا وجوا وبحرا، وأيضا وقف عمليات اغتيال قادة المنظمات الفلسطينية، والامتناع عن أي اجتياح بري للأراضي الفلسطينية

.
علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة عن محفل سياسي إسرائيلي وصفته بأنه رفيع المستوى، نقلت عنه قوله إنه إذا رصدت إسرائيل أية تحضيرات لعملية ضدها من قطاع غزة، فإنها تحتفظ بحقها بالرد والعمل لإحباط العملية، في المقابل التزمت حماس وباقي الفصائل الفلسطينية بوقف العمليات ضد إسرائيل من أراضي القطاع، وهذا يشمل في ما يشمل إطلاق الصواريخ على الحدود، على حد تعبيره.

وزادت الصحيفة قائلةً في تحليلها لتداعيات وقف إطلاق النار قائلةً إن الاتفاق يعكس عمليًا انجازات حققتها حركة حماس، التي طالبت منذ بداية مفاوضات وقف إطلاق النار، بالحصول على التزام إسرائيلي بألا يقوم جيش الاحتلال باجتياح بري للقطاع، ولا حتى للحزام الأمني عند الشريط الحدودي على مسافة 500 متر من السياج الحدودي من الجانب الفلسطيني، كما لفتت الصحيفة إلى أن حماس حققت إنجازًا ثانيًا وهو يتمثل في عدم تحميل التفاهمات لحركة حماس مسئولية فرض اتفاق وقف إطلاق النار على باقي فصائل المقاومة العاملة في قطاع غزة، على حد قول الصحيفة.

وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن التفاهمات التي تم التوصل إليها هذه المرة، شبيهة جدًا بتلك التي تم التوصل إليها في عملية ‘الرصاص المصبوب’، قبل أربع سنوات، ذلك أن البند العملي الوحيد، في كلا الاتفاقين هو وقف العمليات القتالية وفق مبدأ الهدوء مقابل الهدوء، أما معالجة باقي القضايا العالقة بين الجانبين فسيبقى نظريًا ومرهونًا بمفاوضات مستقبلية بين الطرفين، وكما في تفاهمات عملية الرصاص المسبوك فقد تلقت إسرائيل ضمانات أمريكية بمعالجة موضوع تهريب السلاح إلى القطاع، لكن الصحيفة رأت أن التقديرات تشير إلى أن القدرة الفعلية لتحقيق هذا الهدف تبقى محدودة.

أما المحللان، أفي أيسخاروف وعاموس هارئيل، فقد كتبا في الصحيفة إن الصورة الحقيقية للاتفاق ستكون واضحة فقط في المستقبل القريب، وهذه الصورة بحسبهما تتعلق باستمرار فترة الهدوء على الحدود الجنوبية لإسرائيل، فإذا توقفت العمليات الفلسطينية، فإن حكومة نتنياهو يُمكنها أن تزعم بأنها حققت انتصارا، ولكن إذا تحطمت التفاهمات التي تم التوصل إليها، زاد المحللان، فإن الحكومة ستضطر إلى اتخاذ قرار بالقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، ولفتا إلى أنه من الصعب إن لم يكن مستحيلاً تسجيل الانتصار على حركة حماس، التي تتبنى حرب العصابات خلال فترة قصيرة، على الرغم من عدم تكافؤ القوة بين الطرفين، وخلصا إلى القول الآن تبين أن الجولة الأخيرة بين حماس وإسرائيل انتهت بالتعادل، حتى يظهر الأمر الذي يدحض هذه النتيجة، على حد تعبيرهما.

على صلة بما سلف، رأى رئيس تحرير صحيفة ‘هآرتس’، ألوف بن، أن اسرائيل تطمح في تحويل حماس إلى حرس للحدود، تمامًا كما هو الحال على الحدود الشمالية ومنظمة حزب الله اللبنانية، أيْ منع التنظيمات الفلسطينية الأخرى من إطلاق الصواريخ أو القيام بعمليات فدائية ضد الجيش الإسرائيلي، وهذا الاتفاق، أضاف بن، ليس نابعا من تماشي في الأيديولوجيات أو من الحب المتبادل، إنما يرتكز على المصالح وعلى ميزان الرعب بين الطرفين، وفي ما يتعلق بالرئيس المصري محمد مرسي، فقد قال رئيس التحرير إنه ليس معنيا بالأيديلوجيا، إنما ما يؤرقه هي المصالح المصرية فقط، لافتًا إلى أن اتفاق التهدئة عزز مكانة مصر كوسيط بين حماس وبين إسرائيل، على حد قوله

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *