عسكرة الحدود التركية مع سوريا والعراق: ينذر بحرب طويلة في المنطقة

اعتبرت دمشق الجمعة ان طلب تركيا من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على الحدود بين البلدين، هو “خطوة استفزازية جديدة”، فيما تؤكد تركيا ان النشر المحتمل للصواريخ يرتدي طابعا دفاعيا بحتا.

وقال التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل “مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين يؤكد ادانة سوريا لاقدام الحكومة التركية على خطوة استفزازية جديدة بتقديمها طلبا لحلف الناتو لنصب منظومة صواريخ باتريوت بالقرب من الحدود السورية التركية”.

وكانت تركيا تقدمت الاربعاء بطلب رسمي من الحلف لنشر هذه الصواريخ، بهدف “تعزيز قدرات الدفاع الجوي لتركيا بهدف حماية شعبها واراضيها”، كما اوضح الامين العام للحلف اندرز فوغ راسموسن الذي شدد على ان الطلب “محض دفاعي” ولا يهدف “في اي حال الى دعم اقامة منطقة حظر جوي او اي عملية هجومية” ضد الاراضي السورية.

وبررت وزارة الخارجية التركية طلبها “بالتهديدات والمخاطر التي يمثلها استمرار الازمة السورية على الامن القومي” للبلاد.

وحمل المصدر السوري “حكومة ‘رئيس الوزراء التركي رجب طيب’ اردوغان مسؤولية عسكرة الاوضاع على الحدود السورية التركية وزيادة التوتر والاضرار في مصالح الشعبين الصديقين”، معتبرا ان الخطوة التركية تصب “في محاولة لايهام الرأي العام التركي بوجود خطر قادم من سوريا”.

واكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الجمعة ان النشر المحتمل لصواريخ باتريوت تابعة للحلف الاطلسي في تركيا على الحدود مع سوريا يرتدي طابعا دفاعيا بحتا وانه على روسيا الا تقلق.

وقال داود اوغلو “انه نظام دفاعي، لا داعي لقلق اي دولة وخاصة روسيا” وذلك في مؤتمر صحافي في انقرة تلى لقاءه مع رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب.

واوضح الوزير ان بلاده لديها حدود بطول 900 كلم مع سوريا التي تشهد مواجهات بين النظام ومعارضة مسلحة وانها تعرضت “لانتهاكات حدودية” من طرف دمشق.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده وحلف شمال الأطلسي سيبحثان الجمعة احتمال نشر صواريخ باتريوت قرب حدود تركيا مع سوريا.

وأكد لافروف مجددا مخاوف روسيا بشأن طلب تركيا من الحلف نشر صواريخ أرض جو لقلق أنقرة من امتداد تداعيات الصراع في سوريا الى أراضيها.

وقال إنه سيبحث القضية هاتفيا مع الأمين العام للحلف اندرس فو راسموسن الذي صرح الخميس بأن الحلف “سيبذل كل ما في وسعه للدفاع عن حليفتنا تركيا”.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب محادثات في موسكو مع وزيرة خارجية بنجلادش ديبو موني إن راسموسن “يريد فيما يبدو شرح موقف الحلف من هذه القضية”.

وأضاف “مبعث القلق الرئيسي هو أنه كلما زاد كم الأسلحة هناك زاد خطر استخدامها”.

وقال إن روسيا وهي ليست عضوا في الحلف ولا تستطيع عرقلة قراراته تدرك أنه ما من أحد ينوي جر الحلف الى الأزمة السورية.

وأضاف “لكن… في المجال العسكري لا تهم النوايا وإنما تهم الاحتمالات. وعندما تزيد الاحتمالات تزيد المخاطر”.

وتنفي روسيا محاولة دعم الأسد الذي تشتري بلاده السلاح منها وتستضيف قاعدة بحرية هي القاعدة العسكرية الوحيدة لموسكو خارج الاتحاد السوفيتي السابق.

واسفرت قذائف سورية سقطت في تركيا عن مقتل خمسة اتراك في الشهر الفائت ما ادى الى رد الجيش التركي.

وقال داود اوغلو ان “تركيا قادرة على ضمان امنها بقدراتها الخاصة وبقدرات الحلف الاطلسي”.

وتابع “روسيا تعلم جيدا ان صواريخ باتريوت دفاعية بحتة”.

وحذرت روسيا الجمعة من نشر هذه الاسلحة في تركيا معتبرة انها تهدد باثارة “نزاع مسلح خطير”.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافة “بقدر ما نكدس اسلحة يزداد خطر استخدامها”.

واعتبرت روسيا الخميس ان “نشر الاسلحة على الحدود التركية السورية” هو “مؤشر مقلق”.

وطلبت تركيا الاربعاء رسميا من الحلف الاطلسي نشر هذه الصواريخ الدفاعية المضادة للصواريخ والطائرات على اراضيها.

من بين دول الحلف الـ28 وحدها المانيا وهولندا والولايات المتحدة تملك بطاريات صواريخ باتريوت.

وتعتبر روسيا حليفة تاريخية للنظام السوري وتزوده بالسلاح بالرغم من الانتقادات الغربية.

وافاد مصدر تركي انه ينتظر وصول بعثة من الحلف الاثنين الى جنوب شرق تركيا المتاخم لسوريا لاجراء تقييم مع رئاسة الاركان التركية لعدد بطاريات باتريوت التي يمكن نشرها على الاراضي التركية وموقعها

 تفاقم المشاكل بين العراق وتركيا

أعربت وزارة الخارجية التركية عن “رفضها الشديد لتصريحات رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي عن وجود إتجاه نحو حرب أهلية في تركيا وعن تدخلها في الشؤون الإقليمية”، داعيةً المالكي إلى “الابتعاد عن السياسات التي تصعد التوتر في العراق، وإعتماد نهج يمثل جميع شرائح الشعب العراقي، والانتباه إلى النصائح التي تعطى في هذا السياق، بدل إستحضار إفتراضات متخيلة حول تطلعات الشعب التركي”، وذلك رداً على تصريحات المالكي التي دعا فيها نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية، وإلى الاهتمام بمعالجة أوضاع تركيا الداخلية.

وأضافت الخارجية في بيان، ان “تصريحات المالكي تظهر أن رئيس الوزراء العراقي يخلط بين الوضع في العراق مع ما يجري في تركيا وفقد صلته بالواقع”، رافضةً بشدة “إساءة إستخدام تصريحات أردوغان كأساس لإطلاق مزاعم لا أساس لها حول تركيا“.

طالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان نظيره التركي رجب طيب اردوغان الذي اتهمه بالسعي لاثارة حرب اهلية في العراق، بالكف عن التدخل في شؤون دول المنطقة”.

اضاف المالكي في بيان “نصيحتنا للسيد اردوغان معالجة شؤون الاقليات والكف عن زج تركيا في مشاكل جميع دول المنطقة لانها سياسة لا تجلب لتركيا وشعبها سوى المتاعب”. واعتبر انه: “على رئيس الحكومة التركية السيد اردوغان تركيز الاهتمام على معالجة اوضاع تركيا الداخلية التي يقلقنا اتجاهها نحو الحرب الاهلية على خلفيات طائفية وقومية”، مشيرا بذلك الى حزب العمال الكردستاني التركي المتمرد”.

وكان اردوغان اتهم عبر تصريح لصحافيين المالكي “بالسعي لاثارة الحرب الاهلية في العراق، بعدما اشتد التوتر بين حكومة بغداد واقليم كردستان العراق الشمالي”. وقال ان “النظام العراقي يريد الاتجاه بالوضع نحو حرب اهلية”.

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *