الــى ســـلـطـويـي العـراق الـجـُدد ( تــَـبـَـت يـــدا أبــي لـــهــب ْ وتــَـبْ)

حــتــى لا يـتوهــم الخــائـبيـن , ويـعـتقــد البعـض إنَ بــوصــلـة ثــوابـتنـا الوطنيــة يـمـكـن أنْ يتــغيـر اتــجـاهـهـا لخــدمـة هــذا الطـرف عــلى حــســاب الاطـــراف الأخــرى , فـهـذا ليس بثــوبـنـا , وكـاتب الســطـور لا تــؤخـــذه بــقـول الحــق لائـمـة لائـــم , وإبــتـعـــادة عــن الـشـــأن الـعــراقــي ليس بـطــرا او تـنـكـرا لجـــذورة أو تهــربــا مـِـقصــودا , خــشـــيـة مـِنْ الــتـقاطع بـالمـواقـف مــع اطــراف فــاعـلــة عـلى الخـارطــة العـراقيــة يــتقـارب معهـا بخـصـوص المـوضــوعــة الســـوريــة , الـتـي يعـتـبـرهـا وبــدون أدنــى شـــك قــضيــتــه الـوجـوديــة , ويـــرى فـيهـا صــراع ارادة العـزة والكـرامـة , والعـروبـة والأصــالـة ,والثــبـات والمقـاومـة والصمــود , بـالضــد مـِنْ ارادات الخــنـوع والـذل والاســتســلام , ومشــاريـع عــَربـنـة التــآمـر والغــدر , والـتـبعـنـة للصهيـونيـة والعثمـانيـــة الجــديـدة ,

ومـِنْ ايمـانــه المطـلق بـأن تــوأمــيــة بـغـداد ودمـشـق , واهـم مـَنْ يعـتقــد أنــه قــادر عـلى فصــل احـداهمـا عـن الآخــرى , والتــاريـخ شــاهـد عـلى ذلك , رغــم كـل محـاولات الاســتعـداء والمجـافـاة التي ارادهـا البعض بينهـما , فخــســؤوا . احــتــلال العـراق وتهـاوي اعـمـدة بـنـاءة المجـتمعــي , كـان اقــرب لنــا لـتســـونـامـي فعـلَ فـِعــلـهْ مـِنْ دون انــذار مــُســـبـق , ودمـر كـل مـا هــو فــي طـريقــة , بــل كـان كـالصــاعقــة علينـا , وعنصـر المفـاجئــة فـيه والـذهـول , لـم يــكـن نــابــع مــِنْ ثــقــتنـا بحـزب الســلطـة وتـشـــكيـلاتــه العســكريـة والحــزبيــة على الصمـود , أو تـــلاحـم الشــارع العـراقــي مـعــه , وقــدرتــه عـلـى تحـمـل حجـم الصـدمـة والمقـاومـة والتـصـدي للغـزو والاحــتـلال , فهــذا لـم يخـطـر ببـالنـا , وغـيـر وارد فـي حســاباتـنـا , لــكونـنـا نـعـرف ( الـبيــر وغــطاه ) ,

 فـنحـن ابــنـاء المـرحلــة وعشـــنـا أدق تـفاصيلهـا , ولســنا بطـارئين عليهـا , ولــكنه نـابـع مـِنْ كــون العـراق لــه قــدســيـة خاصـة بالنسبة لنـا, ومـوضـوعـة احــتــلالـه وتــدنيس قــدســيـتـه بهــذة الطـريقــة المـُذلــة والـمـُهــينـة , قــد وضــعتـنـا فـي مـوقـف لا نـحـُســد عـليــه بــيـن خـيـاريـن لا ثــالث لهـمـا , اولهـمـا أمــرَ عــليــنـا مـِنْ الـثـانــي , فــأمــا الـــتطـبيــل للـغـزو والـتـخـنـدق مـع القــوى التـي جـاءت مــعــه , وارتـضـت بــه , وشـــرعـنـة مشـــروعـة الاحــتــلالـي , او الــوقـوف بـالضــد مـِنْ كــل هــذا , والـتـخـنـدق مـع اي مشـــروع مــقـاوم رافض لـلغـزو , وكـل نـتـاجـات عمليتــه الاحــتـلاليــة , حــتـى لــوكـان بــقـايـا نـظـام حــزب الســلطـة نفـــســه , فـأختـرنـا الثـانـي مـؤملـيـن النفـس بــأن يــدرك مـَنْ اوصــل العـراق لمـا هـو عليــة , حجـم الكـارثــة الاحتـلاليـة التي كـانت حماقات سياساته وراء كـل معضـلاتهـا , ويـراجـع اخطـاءه وخطاياة ويقـر بهـا ويعـتذر عنها , وحـيـث ركــنـا مـِنْ اجــل ذلك المـاضـي بكـل مـآســيــه وخـطـايـاه خـلف ظهـورنـا , منطلقيـن مـِنْ مـُســلمـة , إنَ الـوطـن يمـثـل صــلب ثــوابتنـا , وقــدسيـتـه تســمو فوق كل اعــتبـار ,

 بــل إنَ كـاتب الســطور ذهـب الى مـا ابعــد مـِنْ ذلك , حيث لـم يــتوانـى عـن الـوقـوف فـي خـنـدق الدفـاع عـن الـراحـل صــدام حســين بعينــة , عـنـدمـا وقــع فـي قبضــة يــد الأمـريكـان الغـزاة المـحـتلـيـن , وموقفنا ذلك ماكان لمبدئيــة ايمانيــة اوالتقاء عقائــدي , ولكن الرجــل بكل اخطاءه وخطاياه , والجرائـم التي ارتكبـت بحق العراقيـين في مرحلة حكمـة , ســواء كـانت باوامـره المباشـرة او كنتيجه حتمية لسياسات سلطته , يبقــى عــراقـــــي , وعنــدما يكون الاختيــار بين أي عــراقــي وبيــن الغــزاة الامريكــان وذيولهم العـُربان , فبكل تأكيـد نقف معـه مـنـطلقيـن مـِنْ عــراقيتنـا اولا , والاخـلاقيـات التي تــربينـا عليهــا , ومثلمـا يتعامل ابناء البيت الواحد في مـورثـنـا الاجتمـاعـي ( مـركـتنـه عـلى زيــاجنــه ) .

 تـبـنينـا لمشــروع المقـاومـة وتـخـنـدقـنـا فـي ســـواتــره , لا يعـنـي انـنـا ارتضينـا لأنفســنـا أنْ نــكون اداة تــنفـيذيــة بيـد ســلطـوي الأمس , أو اننـا كنـا منـسـاقيـن وراء مخـططـاتهـم ونــوايـاهـم , ودفـاعنـا عـن البنـدقيـة المقـاومـة , انمـا هـو دفــاع عـن مشــروع , وليس عـن اشــخـاص و اتجـاهـات سياسيـة اوفكـريـة او دينيــة , خـصـوصـا واننـا اســـتقـرئنـا ومـنـذ البـدايـة , طـبيعــة النـوايـا عـنـد البعض , الـذي رفــع شــعـار المقـاومــة , وادركــنـا مبـكـرا حـقيقــة اســتقتـالهـم مـِنْ اجــل العـودة بعجـلـة الــزمـن الـى الـوراء , واحلامهـم الرثــة بـاســتعـادة الكـرســي الـذي فقـدوة , وبــأي ثـمـن , حـتـى لـو كـان ببحــور دمــاء العـراقيين وازهـاق ارواحهـم , و اســتـدركــنـا ارتضــائهـم لأنفـســهـم مـِنْ اجــل تحـقيـق ذلك تـحـالفـاتهـم المشـــبوهه مـع شــياطيـن الارهـاب والاجــرام , والقتــل القــاعـــدي ومجــاميــع التكفيــر الاســلامـوي المذهــبـي ,والإئتمـار بـقـوى الرجعيــة التــآمـريـة العـُربـانيــة , التي كـانت ولا تـزال تنفذ مشــروع التـآمـر الصهــيونـي بالضــد مـِنْ كـل مـا هـو عــربـي صــميمـي , حيث بدأت بالعـراق وهاي هـي اليـوم تنفـذ نفس المشــروع فـي سـوريـة , تلك القـوى الحـاقـدة والعميلـة للصهيونية العالمية , كالســعـوديـة وقـطـر و دويلات خــليـط الخـليــج والــذيـول الـدائــرة فـي فلك احـقـادهـم ,

وأمــام كـل ذلك , كــان لنـا مــوقفنــا المبـدئــي والأخــلاقـي الـرافض بصــورة قطـعيــة لــكل الســـياسـات والـممـارســات الاجـراميــة اللاوطنيــة واللااخــلاقيــة , والبعيــدة كـل البعــد عـن مـا نؤمـن بــه , التي كـانت تمـارسهـا جهـات بعينهـا , تـلبـست بثيـاب المقـاومـة , وارتــدت عـباءتهـا , مـِنْ اجــل الـوصــول الـى غـايات نفعيــة , والالتفـاف عـلى ارادة الانســان العـراقـي , عـن طـريق المتـاجـرة بمعـانـاتـه , التي كـانوا هـم اول المســؤوليـن عنهـا , بسبب ســياسـاتهـم الســلطـويـة الشمـوليـة الاقصــائيــة بالأمس , والتي قــادت البـلـد الـى واقــع الاحــتـلال المهـيـن , ونتــائج وتــداعيــات مــرحلتـــه . بـعـد خــروج الاحـتـلال رســميـا , ولا اقـــول فــعليــا مـِنْ العــراق , لأن الاحــتـلال لـست مجــرد جــنـود ودبـابات وطـائـرات وقــواعـد عســـكـريــة , بــل إنــه مـشـــروع مــتـكـامل اقــتـصـاديـا وســــياسيــا وعســـكريـا , لا زال يتفـاعـل عـلى الارض , وبــاجــنـدة وواجهـات مـختلفــة , ويمـارس نشــاطـاتـه الاحــتـلاليـة ســواء بـالعـلن او خــلف الكـواليس ,

 ارتــئينـا الابتعـاد عـن الطوباويـة والشــعـاراتيــة المثـاليــة , و قبلنـا عـلى انفســنـا الاقــرار بـالأمـر الـواقـع , والتعـامل مـعـه عـلى اســاس إنَ استعــادة الســـيادة والاســتقـلاليــة , والامســاك بـجـوهـر القــرار الـوطنـي العـراقـي , لا يمـكن أنْ يحـدث بـليـلـة وضحـاهـا , ومـادامـت العـربــة قــد أخـذت مكـانهـا عـلى الســـكـة الصحيحــة بخـروج الاحتلال , فـبالتـأكيــد إنَ هناك تغييـرات جوهــريـة سـتفرض نفـسها علـى الخارطة السياسيــة والاقتصاديــة والمجتمعيــة العراقيــة لصــالح المواطــن ورفاهيتــه والارتقــاء به الى مصاف المواطن في دول المنطقــة , التي لهـا ثـروات طبيعيـة مشابهه لما هو موجـود تحـت الارض العـراقيـة , والتي يـقـف النفط والغـاز فـي مقـدمتهـا , واســتطـاعـت ( اي تلك الدول ) أنْ تـنتقـل بــواقع بـلـدانهـا الـى مـا هـو فـي مصلحـة مـواطنيهــا , ولـكـن الـذي جـرى فـي العـراق يعـكس حـالـة شــاذة , قـادت البـلـد مـِنْ الســـيء الــى الأســـوء , وخـلقـت واقــع اجتمـاعـي مـتـفـاوت طــبقيــا , راح ضــحيتــة الفقــراء فـي الشـــارع , واصحـاب الـدخـل المحـدود , وانتشــرت الـرشــوة والفســاد الاداري والمحـســوبيـة بطـريقــة فــوضــويـة , لـم نـألفهـا حـتـى فـي زمـن الحصـار وســياسـات نظـام حـزب الســلطـة قـبـل الاحــتـلال , ونحـن هنـا ليس بصــد المقـارنـة بيـن المرحـلتيـن , لأن مقـارنـة السيء بالاســوء ثقـافـة خـاطئـــة , وتــدل عـلى قصــر رؤيــة اصحـابهـا , وانمـا للـتـذكـيـر بحـجـم الكـارثــة التي يعيشهـا العـراقييـن , الـذيـن ذاقــوا الأمــريـن , ســواء فـي ظـل شــموليـة وحمـاقـات حـروب ومعـانـاة حصـار ســياسـات الأمس , ومـوت وقــتـل وتـدميـر واذلال تـداعيـات ونتـائـج ســياسـات مـرحـلة الاحـــتلال , التي تــركـت بصـامـاتهـا واضحــة عـلى الشــخصيـة العـراقيــة .

 الارهــاب والقــاعــدة وفــلـول النظــام , والمحـاصصــة والتــوافق وثـغـرات الـدســتـور , ومخلفات سياسات الحقـبـة الماضية , وخــلافـات فــرقاء العملية الســياسيـة , اســطوانــة مـشــروخــة , اصــبحـت كـقـمـيص عـثـمــان يـتـم الـتـلـويـح بهـا , بــوجه كـل مـَنْ يــحـاول أنْ يشـــخـص اخـطـاء قـادة عــراق اليــوم , الـذيـن يــَـدَعــونْ تـمثـيلهـم للشــارع ووصــولهم الى ســـدة الحـكم عـن طـريق فـوزهـم بمـا افـرزتــه صــناديق الاقــتـراع , مـتنـاسـين لـمـُســلـمـة إنَ الديمقـراطيــة لـسـت مجــرد صــناديق انـتـخـابـات , واصــوات اغـلـبيـة , وإنـمـا مـمـارســة والــتـزام اخــلاقـي , يفـرضـان عـلى اصـحـابهـا أنْ يــكـونـوا قــدر المـســؤوليــة والـثــقــة الـتي مـنحهـا ايــاهم المـواطـن العـراقي الـبـسيـط ,الـذي لا يـطمـع بســلطـة وكـرســي حـكم , بقـدر مـا إنــه يطمـح بنيـل حـقـوقــة المشــروعــة فـي حيـاة كـريمــة , تــوازي حـجـم التضحيـات التي دفعهـا مـِنْ اجـل ذلـك , وهـو صـاحب الحـق حتـى في ممارسـة طموحـة الطبيعـي فـي الـوصـول للسـلطـة إن أراد , مـادام هنـاك دســتور أقــر بــه الجميــع يضمن لــه ذلك .

 أنْ يــرتـضـي ســـاســـة العـراق الجـدد عــلى أنـفـســهـم أنْ يـهـان المـواطـن الفقـيــر , وتــنتهــك كـرامـــته ويــُذل , ويـتـم المـتـاجـرة بالمعـانـاة والنقص والعــوز , الـذي فـرضتــه عليــه سياسات معتوهـي العقـول وســراق قــوت الشـعب وثـرواتـه , ليــصـبـح مـادة اعـــلاميــة اذلالــيــة لـقـنـوات تـلفـــزة مشــــبوهـه , ومعـروفــه مـنـابـع تمـويلهـا , ومفضــوحــة اســاليبهـا ومـشــاريعهـا , ودوافــع القـائمـين علـيهـا , مـثــل ( قــنـاة الـشـــرقيــة ) , وبـــزازهــا الـذي يـعــرفــه العــراقـيـيـن بـمـاضــيــة وحــاضــرة , فـهــذا وإنْ كـان شـــأنهــم ( بـالـرغـم مــِنْ ثــقـــة كـاتـب الســطـور إنهـا لا تــلـيق بيهـــم جمـعـا , اخـتـلفـنـا او اتـفـقنـا معهــم ) , لكـنـنـا لا نــرتـضـي هــذا الأمــر لأهــلنـا مـِنْ اقـصــى شــمـال الـوطـن الـى ابعــد نقطــة عـلى الخـارطــة فــي جــنــوبــه , والعــراقيين وبـالـرغــم مـِنْ كـل ممـا هــم عـليــه مـِنْ ضـــيـم وقهــر , واســتهتـار ابنـاء جـلدتهـم بقيـمهـم , فـهـم ارفــع مـِنْ أنْ يـتـصــدق عـلى اطفـالهـم ونســـائهـم شــخص ( كسعــد البـزاز ومـَنْ هــم عـلى شـــاكلتــه ) , بنفـايـات معـامـل الالبســة الجـاهـزة والاحــذيـة الصــينيــة , ويـطعـم بـطـون جـيـاعهـم بأوقيــة لحــم مســتورد , وحـيث لا يســاوي كـل مـا تصـدق بــه وقنـاتـه الطـائفيـة المقيتــه , مـدخـول انــتـاج بئـر نفط عـراقي لســاعـة واحــدة وليس يــوم واحـــد , وهـنـا هـي الطـامـة الكـبــرى , حـيـث يـتـباهـى ســلطـوي العـراق الجـدد , إنَ انــتـاجـة اليــومي مـِنْ الـنـفط يـقـارب الثلاث ملاييـن بـرميـل , بينمـا الـسـواد الأعـظـم مـِنْ مــواطنـيـة يـعيش حـيث خـط الفقــر , والفســـاد والـرشــوة تـنخـر نـســـيجـة الاداري والاجـتمـاعــي , وبــدلا مـِنْ أنْ تــذهـب ألأمـوال التي تجنيهـا الخـزينـة العـراقيـة مـِنْ بيــع واردات النـفـط الـى مشــاريـع خـدميــة وبــنـى تحـتيــة , وانـعـاش الـدخـل المعـاشـــي والأقـتـصـادي للفــرد العـراقــي , نجـدهـا تــذهب الــى جـيــوب المسؤولين , وارقــام حساباتهـم المـُتخـمــة بســـرقــة ونهـب امـوال الشعب , الـذيـن عـلى مـا يبـدو نســـوا الـتـزامـاتهـم الاخـلاقيــة والدينيــة والمجتمعيــة , وضــربـوا عـرض الحـائط كـل مـظلـوميـاتهـم ودمـوع التمـاســيح التي كـانـوا يــذرفـونهـا عـلى الحـال المـأســاوي للمـواطـن العـراقـي , و تــاجـروا بهـا طـوال ســـنـوات المعـارضــة فـي بــلـدان المهجــر , بـمجـرد وصــولهـم الـى كــرســي الحـكـم , حـيث انقضــوا عـلى ثــروات البلـد وعـاثـوا بهـا فســادا ونهبا كـالـضـبـاع , الـتـي لا تـشـــبـع حتــى مـِنْ أكــل الفطـائس والجــيف .

هـل فـكـر ســاســة بـغـداد كـيف يعيش فقـراء العـراق , مثلمـا يفكـرون وعـلى مـدار الســاعـة , بـكيفيـة الحـفـاظ عـلى منـاصبهـم والمكـاسب التي يجــنـونهـا مـِنْ وراء تلك المناصب ؟ وهـل خـطـر فـي بـال رئيس الجمهـوريـة , و رئيس الوزراء , و البرلمـان أنْ يـتـقـدمـوا بمقـتــرح تــوزيـع هــبـة مـاليـة للمـواطـن العـراقي مـِنْ امـوال البتــرول ولــو مـرة واحــدة كـل مـوســم عـلى اقــل تــقـديــر , للتقــليـل مـِنْ معـانـاتهـم وتحـسيسهـم انهـم لا زالوا مواطنيين عـراقييـن ؟ وإنْ كـان هـذا الأمـر غـيـر وارد فـي حـساباتهـم , ويحــتـاج الـى قــوانين تشــريعيــة ومـوافقـات دســتوريـة , ومـا اليــة مـَنْ الحـجج والمـبررات والبيروقراطيات التنفـيذيــة , فهـل فكـرت الرئاسـات الثــلاث واعضـاء مجـلس النـواب , والمحـافظين ورؤساء واعضـاء المجالس المحليـة في المحافظات , بـالتــبـرع بـرواتبهـم والمخصصـات والنثـريـات والمنحح التي يتــقاضـونهـا ولـو مـرة واحــدة عـلى مـدار الســنة , او قبيل عيد الفطـر أوالأضـحـى لغـرض تــوزيعهـا عـلى العـوائل الفقيـرة المتعففــة والمحـتاجـة , بــدلا مـِنْ صــرفهـا عـلى ملذات ســفـراتهـم المكوكيــة الى خـارج البلاد , والإتخـام بتملك العقـارات والبيـوت وشــركات الاستيراد والتصـدير والمقـاولات , التي اصـبحت مـاركـة مســجلة بأسماء سياسي العـراق , وابناءهم ونساءهـم فـي عـواصـم الغـرب , ودول الخليج والاردن ؟

بكـل تـــأكيــد لا هـــذا ولا ذاك خـطـر فـي بــالهـم جمعــا , لأن مصـلحـة المواطن العـراقي مـُغـيبــة عـن عقـولهـم , وغيـر واردة فـي حـسـابات مصـالحهـم النفـعيـة الشـــخصية , والفـئـويـة المقيتــة , التي أنســـتهـم دينهـم واخــلاقيـاتهـم , ولــم يــتـذكـروا المـواطـن المغلـوب عـلى أمــرة , إلا عــنـدمـا تـقتـرب مـواعيـد انتخـابـات المجـالس المحليــة و البـرلمـانيــة , فـيتـراكضــون الـى المناطق الفقيـرة والقـرى والايـاف كـالذئـاب , لإخـتطـاف اصــوات النـاخبيـن مســـتغـليــن طيبـة الفقــراء , ومســتغفلينهـم بــوعـود كـاذبــة وفـتـاوي مـزيفــه , وعــنـوايـن بــراقــة تتبخـر معهـم بمجـرد أنْ تظهـر نتائج الانتخـابات عـلى شــاشـات التفـاز ( تبت يـدى ابــي لهــب وتـــب ) . أنْ تـســيطـر اشــكاليــة ( الفكـر _ الســلطـة _ المـجتمـع ) عـلى عـقليــة ســاســة العـراق الجـٌـدد , وتقـوض ســياسـاتهـم , وتجـعـلهـم يغـرقــون فـي نفس المســـتنقـع الســلطـوي الذي اوقــع نفســه فيــة بعـثيي حـزب الســلطـة بـالأمس , فهــذا ليس بـالغـريـب او عـدم المـتـوقـع , لأن معظـم الاحـزاب الســياسيـة تـركـن افكـارهـا ومبـادءهـا , وعـنـواين نضــالهـا جـانبـا , لمجـرد وصــولهـا الـى الســلطـة , وذلـك بســب افـتقـارهـا الـى الاســتـراتيجيـة المســتقبليـة للحـكم , وواقعيــة مـد جـســور الــتواصـل بيـن ما يفـرضـه واقــع الســلطـة مـِنْ تحـديـات واغـراءات , وبيـن مـا تفـرضـة اخـلاقيـات الانتمـاء الفكـري ووجـوبيـات الالـتـزام بـمصـلحـة الطـيف العـام فـي المجتمـع , بــدلا مـِنْ خـدمـة فئــة او طـائفـة بعينهـا عـلى حســاب المصلحـة الجمعيـة للشــارع , وهــذة المعضــلـة قــد لا يــدركهـا الكثـيـر مـِمـَنْ وصــلوا الـى كـرسـي السلطـة بـغفلـة مـِنْ الـزمـن , بعـد أنْ اســتغـلـوا الحـالـة الطـارئـة والشــاذة التي فـرضتهـا مـرحـلـة الاحـتـلال , وضـيـاع اتجــاة بـوصـلـة الــشـخصيـة العـراقيــة , التي وجـدت نفسهـا غـارقــة فـي مســـتنقـع الاصطفـافـات الـدينيـة والمذهبيــة والطـائفيـة والمنـاطقيـة , وتنـاقضـات مـا يطـرح مـِنْ شــعـارات وتنظيـرات , وبيـن مـا هـو واقـع عـلى الارض مـِنْ معـانـاة وفقـر ومـوت ممنهـج , ونهـب وســلب واســتهتـار بمقـدرات بــلـد بكـاملــة , وهــذا مـا يجـب أنْ يـعيــد اســـتقـراءه والاقــرار بــه مـَنْ صـــدقــوا مهـزلــة إنهـم يمثــلـون نبض الشــارع العــراقـي , وهــم فـي حقيقــة امــرهـم لا يعـرفـون مـِنْ الســـياسيــة ســـوى قشـــورهـا والمنـافـع التي يجــنونهـا مـِنْ وراء ممـارسـاتهـم الـرخيصــة . فــاعــل الخيــر فـي غــير موضعــه كـفــاعــل الشر قــول مــأثــور لأمـيـر المـؤمنيـن عـلـي عليــه الســـلام ,

وعـلى مـا يبـدو إنَ اهـلنـا فـي العـراق , فعـلـوا الخيـر فـي غيـر مـوضعــة , ومنحـوة لـِمـَـنْ لا يســتحقــة , وليس أهــلا لـــه , عـنـدمـا مـنحـوا ثـقـتـهـم الـى مـَنْ اســتغفلـوهـم واســـتغلـوا ظـروفهـم , واعطــوهـم الـوعـود الكـاذبــه , وهـم الآن يــجـنـون ثمـار خـطـيئـتـهــم تـلـك , وعــليـهـم اليــوم , وهـم مـُقـبـليـن عـلى انتخـابات مجـالس المحـافظـات أنْ لا يــلـدغــوا مـِنْ الجحـــر مــرتيـن , ويـقيســوا الأمــور بـمكـاييلهـا الأصليــة بعيــدا عـن العـواطـف , والميــولات والمجـامـلات , و وجب عليهم التـخـلص مـِنْ عــقــد المـاضـي , واصـطفـافـات المـذهـب والطـائفــة , وأنْ يـديــروا ظهـورهـم الـى اصحـاب ثقـافــة التنظـيـر والتســفيـة للعقـول , التي اصـبحـت اللغـة الســائـدة عـلى ألســنـة اللاهـثيـن وراء مناصب الاســتنفـاع , والمتـاجـرة بالقيـم والاخـلاق والـديـن والمـذاهــب , لأن مـا يــصـح فـي التنظيــر ليس مـِنْ الضــرورة أنْ يــجـد لــه مكـان عـلى أرض الـواقــع .

 وللـحـديث بــقـيــــة

 

[email protected]

 

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *