قضية لبنانية: صقر يخسر مقعده النيابي قبل حصانته.. والصراع الداخلي “المستقبلي” يتفاعل
لم تقدّم التسجيلات التي بُثت للنائب “المستقبلي” عقاب صقر، ولا الاعترافات التي تلتها على لسانه، جديداً يذكر في حقيقة الدور الذي يلعبه هذا النائب الذي تصدّر المشهد السوري منذ اندلاع الأزمة عام 2011، فهي أتت لتؤكد المؤكد منذ فترة طويلة لدى أوساط العارفين بخفايا المؤامرة على سورية، والتي كان صقر جزءاً منها منذ اختياره ليكون نائباً وعضواً فاعلاً في حركة الحريري السورية.
بنى صقر علاقاته مع العديد من المعارضين السوريين في الخارج والداخل، لكن هذه الصداقات لم تكن مع الشخصيات السياسية المعارضة، بل مع أصحاب “الرؤوس الحامية”، أمثال محمد رحال، الذي كان يجاهر منذ بداية الأزمة بضرورة القتال المسلح ضد النظام، وأمثال لؤي المقداد، الذي بات أشهر من أن يُعرف في الآونة الأخيرة.
في بداية حركته، قاد صقر عمليات فاشلة، وسقط في أفخاخ العديد نصبها له “السماسرة”، أمثال رحال في بلجيكا، الذي قبض أموالاً طائلة منه لتحويلها إلى “الثورة”، لكن هذه الأموال كانت تذهب إلى غير أماكنها، فـ”رحال” وزّع 10 آلاف دولار على “الثوار”، وأبقى كل ما ناله في حسابه الخاص، ثم انتقل بعدها إلى المعارض أشرف المقداد، الذي انقلب عليه لاحقاً لأسباب مالية، وبدا يشهّر به في كل مكان، متحدثاً عن الجالسين في ردهات فندق “الشيراتون” قرب مطار اسطنبول، حيث أقام صقر مركز عملياته، وفيه كان يستقبل المعارضين السوريين لقبض “حصصهم”، وأخيراً لؤي المقداد في مركز عمليات آخر أقيم في أنطاكية جنوب تركيا.
في المقلب الآخر، كان عقاب يبني شبكة علاقات سعودية – قطرية، حيث استطاع أن يحوز ثقة القطريين، رغم الارتياب السعودي – القطري المتبادل، فأصبح وسيطاً بين الطرفين، من دون أن يتخلى عن دوره المميز لدى السعوديين، الذين كانوا يتواصلون عبره مع المعارضة السورية المسلحة، ويقدمون لها الدعم عبره بأموال تدفع للحريري، ومنه إلى صقر.
لكن الجديد الذي قدمته التسجيلات الأخيرة لصقر، هو صورته في الشارع اللبناني، الذي سمع الكثير عن “بطولات” صقر قبل أن يسمعها بصوته، والجديد فيها أيضاً هي “الخضة” التي أصابت نواب كتلة “المستقبل” ورئيسها فؤاد السنيورة، التي تقول المعلومات إنه من أكثر المستائين من فضيحة صقر – الحريري.
خرج هؤلاء ليتبرأوا فوراً من صقر بكلمات لطيفة في العلن، لكنهم شنوا عليه الهجمات الكبيرة في أروقتهم، ما أغاظ صقر الذي وجد نفسه بين ليلة وضحاها قد تحوّل من “صقر” أو “أبو الصقر” إلى “بقرة” قد وقعت وكثر سلاخوها، كما ألمح هو نفسه في مقابلته التي تلت التسجيلات.
أما رد فعل صقر الذي قال بعض من التقى به إنه أحس بالخديعة، وإنه سيدفع الثمن وحيداً إذا ما سارت الأمور بشكل سيئ، فقد كانت التهديد بأنه يرفض السقوط وحيداً.. ملوّحاً بأن لديه الكثير ليقوله عن خصومه وحلفائه.
ويبدو أن الأزمة “المستقبلية” قد فاز صقر بجولتها الأولى، بعد أن ضغط الحريري والسعوديون على
السنيورة وأجبروه على إصدار بيان تأييد لصقر، لم يدخل في المضمون لكنه بقي في العموميات.
أما الثابت، فهو أن علاقة صقر مع لبنان لم تعد كما كانت، هو سيعزف عن الترشح للانتخابات، ويبدو أنه لن يرى لبنان لفترة طويلة، كما أسرّ إلى المقربين منه