أوباما يرفض الاعتراف بـ «الائتلاف الوطني»: لا نريد إيصال أسلحة إلى من قد يؤذينا نحن أو الإسرائيليين
رفض الرئيس الاميركي باراك اوباما ان يعترف بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري او حتى حكومة موقتة في المنفى بانتظار الاطاحة المحتملة بالنظام في دمشق.
وفي اول مؤتمر صحافي له منذ اعادة انتخابه رئيسا لولاية ثانية في السادس من نوفمبر، رحب اوباما الاربعاء بـ «تشكيل المعارضة لمجموعة… متنوعة وتمثيلية».
الا انه حذر من ان الولايات المتحدة «ليست مستعدة بعد للاعتراف بها كحكومة في المنفى».
وقال: «نحن نعتبر المعارضة ممثلة شرعية لتطلعات الشعب السوري»، مشددا بذلك على الفارق مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الذي اعلن الثلاثاء ان فرنسا تعترف بـ «الائتلاف الوطني» بصفته «الممثل الوحيد للشعب السوري وبالتالي الحكومة الموقتة المستقبلية لسورية الديموقراطية».
وأضاف: «نحن نحترس خصوصا عندما نبدأ بالحديث عن تسليح مسؤولي المعارضة لكي لا نضع اسلحة بين ايدي اناس قد يسيئون الى الاميركيين او الاسرائيليين».
وأثار اوباما مجددا مخاوف الغرب إزاء وجود مقاتلين اسلاميين متطرفين مرتبطين بتنظيم «القاعدة» بين المعارضة، واكد ان اجهزة استخباراته «رأت عناصر متطرفين يتسللون بين صفوف المعارضة».
ورأت مارينا اوتاواي من مركز «كارنيغي للسلام» ان «الولايات المتحدة تريد تنظيما عسكريا موحدا (للمعارضة السورية) يمكن ان ترسل اليه المساعدات المالية والعسكرية ويقطع الطريق امام الجهاديين».
وتابعت اوتاواي لـ «فرانس برس» «انها خطة لافتة لكنني لست واثقة من امكان نجاحها».
وفي باريس، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس أن فرنسا ستبحث قضية مد قوات المعارضة السورية بالسلاح مع شركائها الاوروبيين خلال الاسابيع القليلة المقبلة.
وقال فابيوس لراديو «ار.تي.ال» ان فرنسا تشعر بالقلق من اضفاء طابع عسكري على الصراع المندلع في سورية منذ 20 شهرا لكنها قلقة كذلك من ترك المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من دون حماية من عمليات القصف.
واوضح: «في الوقت الراهن هناك حظر على السلاح ولذلك لا تسلم اسلحة من اوروبا. وما من شك ان المسألة ستثار بالنسبة للاسلحة الدفاعية لكن هذا شيء لا يمكن ان نفعله الا بالتنسيق مع بقية اوروبا».
وصرح بأن باريس تجري محادثات مع موسكو ومع مبعوث الامم المتحدة الخاص لسورية الاخضر الابراهيمي للتوصل الى حل بينما تنتظر ان يشكل «الائتلاف الوطني» حكومة موقتة خلال الاسابيع المقبلة ما يفتح الطريق امام مدها بالسلاح.
وتابع: «نريد ان نتفادى الاتجاه نحو العسكرة. ومن جهة اخرى يجب ان نمنع تعرض المناطق المحررة للتدمير. يجب ان نتوصل الى توازن نزيه».
وقال فابيوس ان رئيس «الائتلاف الوطني» احمد معاذ الخطيب سيزور باريس قريبا بناء على دعوة رسمية من هولاند. وذكرت الرئاسة في بيان ان هولاند حث الخطيب خلال مكالمة هاتفية على بذل جميع المساعي الممكنة لتعزيز سلطة الائتلاف ومصداقيته داخل سورية تمهيدا لتشكيل حكومة انتقالية تحقيقا لتطلعات الشعب السوري