طهران تقايض أوباما: رأس ونظام الأسد برأس ونظام حمد آل الخليفة في البحرين

انتقد مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان موقف الرئيس الاميركي باراك اوباما من الاعتراف بائتلاف المعارضة السورية، معتبرا هذا الموقف بانه «داعم للفوضى في سورية».

وقال عبد اللهيان في تصريح لوكالة «فارس» للانباء شبه الرسمية القريبة من الحرس الثوري: «ليس بوسع احد ان يفرض من الخارج ارادته على الشعب السوري الواعي والمقاوم».
واوضح ان «تصريحات اوباما الاخيرة جاءت متسرعة، وانها تمثل خطأً استراتيجياً لكونها تقدم الدعم لاولئك الذين ينتهجون ديبلوماسية دامية ضد سورية».

كما انتقد بشدة ما سماه «استمرار سياسة القتل والقمع التي ينتهجها النظام البحريني ضد شعبه ودعم اميركا وبعض الجهات الاخرى لانتهاكات حقوق الانسان في البحرين»

.
ولفت الى «ان على الرئيس الاميركي أن يعلم بأن مصير سورية والبحرين واحد، وأن اي سياسة خاطئة ضد سورية ستنعكس على المنطقة باسرها بما فيها البحرين»، مبينا أن «ايران تعتقد بأن السبيل الوحيد لحل الأزمة في سورية والبحرين يتمثل في وقف العنف واجراء حوار وطني شامل وإقامة انتخابات في اجواء هادئة في البلدين».

الى ذلك، انتقد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي «المعايير المزدوجة» التي تستخدمها الدول الغربية في التعامل مع احداث سورية والبحرين، وقال لدى استقباله لفيفاً من اعضاء «الهيئة المؤسسة والمجلس المركزي للجمعية العلمية الدولية للخبراء والمحللين السياسيين» في طهران «ان الغرب يحاول في الوقت الحاضر فرض معاييره المستمدة غالبا من ثقافته وحضارته وسياساته التي تتناقض في كثير من القضايا مع سائر الثقافات، على الآخرين».

وتابع «ان الغربيين على الدوام ليسوا اوفياء لمبادئهم، حيث يتجاهلون هذه المبادئ والسياسات عندما تكون مصالحهم مهددة».

وعرض رئيس الديبلوماسية الايرانية الى «نماذج من تعامل الغرب المزدوج»، موضحا «في حين ان الغربيين كانوا يدعمون حكام بعض الانظمة السابقة مثل تونس ومصر الى آخر ايامهم، فانه بمجرد ان انتصرت الشعوب، ادعوا انهم الى جانب الشعوب. هذا الادعاء هو في الحقيقة محاولة لمصادرة الثورات وتسويقها من اجل مصالحهم».

واعتبر صالحي «التطورات في البحرين وسورية، بانهما نموذجان آخران على النظرة المزدوجة للغرب»، وقال «ان الغربيين يتجاهلون الاحتجاجات السلمية في البحرين، وفي سورية عندما رأوا ان الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية الواسعة لم تحدث في العاصمة، مهدوا الارضية لارسال الاجانب وتزويدهم بالاسلحة بهدف تدمير البنى التحتية في هذا البلد، وخلافا للقوانين والمبادئ التي وضعوها بأنفسهم، يحاولون اطاحة الحكومة القانونية في سورية».

وتابع: «في الازمة السورية خرقت الدول الغربية بشكل سافر جميع القيم والقوانين التي وضعتها واستخدمتها في الاعوام الماضية كأداة ضغط ضد الدول الاخرى، مثل تغيير الحكومة عبر اسلوب غير ديموقراطي، وارسال مرتزقة الى بلد مستقل ودعمهم تسليحيا، واتخاذ اجراءات معادية احادية الجانب ضد دولة عضو في الامم المتحدة، بالرغم من ان منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن لم يصدّقا على القرارات الغربية».

وشدد وزير الخارجية في الوقت نفسه على «ضرورة البت بالمطالب الشعبية وتنفيذ الاصلاحات في سورية، واهمية اجراء الحوار الوطني السوري بأسرع وقت بديلا عن العنف واستخدام السلاح». واضاف: «يجب ان نسعى من خلال التحليل الصائب للقضايا وبعيدا عن الايحاءات الغربية، الى تكريس منطق الحوار ونبذ العنف بأسرع وقت ممكن، وكذلك توعية الشعوب اكثر على التدخلات الخارجية والسياسات المزدوجة للدول الغربية ودعاياتها الكاذبة التي تحاول التغطية على سياساتهم الاستعمارية السابقة في اطر جديدة

».

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *