خدعة “الانسحاب” الأمريكي من أفغانستان
خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية أكد الرئيس باراك أوباما أنه يريد “إنهاء الحرب بصورة مسؤولة” في أفغانستان بنهاية 2014 . ولكن يتبين الآن أن أوباما وقادة البنتاغون يريدون الاحتفاظ ب “قوة متبقية” في أفغانستان، تكون مهمتها “تدريب” الجيش الأفغاني ودعمه لتمكينه من تولي الأمن في البلاد . وهذا ما يرى فيه كثيرون من المحللين والمعلقين تمويهاً لاستمرار الحرب الأمريكية في أفغانستان لسنين مقبلة – ولكن من دون استخدام كلمة “حرب” .
في موقع معهد “كاتو” للأبحاث، كتبت المحللة مالو إينوسنت مقالاً بعنوان “الولايات المتحدة قد لا تغادر أفغانستان أبداً” قالت فيه:
في خريف ،2001 كان هدف أمريكا الأصلي في أفغانستان هو تدمير أو شل تنظيم “القاعدة”، ومعاقبة حكومة طالبان على استضافتها لهذا التنظيم . وفي ذلك الحين، كان هذا الهدف معقولاً تماماً، وقد تحقق قبل 11 سنة .
أما اليوم، فإن هدف المهمة الأمريكية في أفغانستان غير محدد بوضوح، ولكن من الواضح أنه يشمل بناء دولة حديثة . وأكثر ما يحتاجه التحالف الدولي الآن هو نهاية واقعية يمكن إنجازها، وليس جدولاً زمنياً غير محدد يبقي آلافاً من الجنود الأمريكيين في أفغانستان إلى ما بعد 2014 .
والحجة المتداولة لتبرير استمرار هذا التواجد العسكري هو أنه يتعين على أمريكا وحلفائها أن يبنوا دولة أفغانية فعالة يمكنها أن تحكم البلد وتمنع عودة طالبان، وبالتالي عودة “القاعدة” ولكن بمعزل عن واقع أن “القاعدة” يمكنها أن تتواجد في أي مكان، من هامبورغ إلى لوس أنجلوس ليس من المؤكد إطلاقاً أن التحالف قادر على اجتثاث طالبان أو تحقيق هدف بناء دولة أفغانية فعالة .
وكما أفاد تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق من هذا العام (1)، فإن “التمرد بقيادة طالبان يبقى مصمماً، وقادراً على التكيف، وهو يتمتع بقدرات تجدد جيدة، ويحتفظ بقدرته على زرع أعداد كبيرة من العبوات المتفجرة يدوية الصنع، ويشن هجمات متقطعة ولكن مثيرة تنشر إحساساً بعدم الأمان بين السكان” .
والحجج القائلة بأنه يتعين على التحالف اجتثاث طالبان لا تأخذ بالحسبان ما الذي يعنيه مصطلح “تمرد” فعلياً . ذلك أن مقاتلي حروب العصابات يخوضون قتالاً فقط عندما تكون الفرصة سانحة . وهم قادرون على الاندماج بسهولة بين السكان، ما يجعل من الصعب على قوات تقليدية تمييز الصديق من العدو . وإذا أضفنا إلى ذلك قدرة المتمردين الأفغان على الانكفاء إلى معاقل داخل باكستان، نجد أن المكاسب التي يحققها التحالف يمكن أن تضيع بسرعة نتيجة للعوامل التي تعطي المتمردين أفضليات المرونة، والتكيف، والتجدد . علاوة على ذلك، قدم الصحافيان دكستر فيلكينز وكيلي فلاهوس تحليلات ممتازة عرضا فيها الانقسامات العرقية، والفئوية السياسية التي يمثلها أمراء حرب أفغان يعززون الآن قواهم ويمكن أن يفجروا حرباً أهلية في السنوات المقبلة .
وبخصوص الاعتقاد الشائع بأنه يتعين على أمريكا البقاء إلى أن يصبح الأفغان قادرين على أن يحكموا أنفسهم ويحفظوا الأمن، فإن الحالة الراهنة للمؤسسات الأفغانية تؤكد أن الأمر يتطلب عقداً من الزمن أو أكثر حتى تستطيع قوات التحالف الانسحاب – علماً بأن النجاح ليس مضموناً .
وفي العام الماضي، أصدرت لجنة التعاقد في زمن الحرب (2) تقريراً مفصلاً وجد أن الحكومة الأمريكية أبرمت عقوداً لبناء مستشفيات وعيادات، وثكنات، ومنشآت أخرى، تتجاوز أكلاف تشغيلها قدرات التمويل لدى الحكومة الأفغانية . وعلى سبيل المثال، فإن مسؤولين في البنتاغون أكدوا أن كلفة تشغيل جامعة الدفاع الأفغانية “التي كلف بناؤها 82 مليون دولار” ستبلغ 40 مليون دولار سنوياً، وهو ما يتجاوز بكثير القدرات المالية للحكومة الأفغانية . وهناك عقود طويلة الأمد بشأن عمليات قوات الأمن الوطنية الأفغانية، وصيانة منشآتها، يمكن أن تستمر حتى العام 2025 . واكتشف مدققو حسابات مكتب المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان عقوداً مماثلة أخرى .
والتقديرات الحالية تتوقع أن تحتفظ الولايات المتحدة بوجود نحو 10 آلاف من الجنود والعاملين بعد العام 2014 . ومن جهته، يقدر البنك الدولي أن أفغانستان ستحتاج إلى 9 .3 مليار دولار سنوياً حتى العام 2024 من أجل تمويل التنمية الاقتصادية . وما يدعو للسخرية هو أنه عندما يؤكد مخططو السياسة الخارجية في واشنطن أنهم لا ينوون إطلاقاً التخلي عن أفغانستان، فإن طموحهم هو بناء دولة مركزية ستؤبد اعتماد هذا البلد على الأجانب .
تزايد المعارضة للحرب
في موقع “ريزون”، كتب رئيس التحرير المساعد إد كراييفسكي كلمة دحض فيها إعلان أوباما أنه بصدد إنهاء الحرب في أفغانستان، وقال الكاتب:
خاض باراك أوباما حملته الانتخابية في العام 2008 على أساس وعد بإنهاء الحرب في العراق . وبعد فوزه، فعل كل ما بوسعه لكي يخلف وعده، حيث تبنى ابقاء قوة قوامها 10 آلاف جندي بعد موعد الانسحاب بنهاية ،2011 الذي كان قد تم الاتفاق عليه قبل ذلك ببضع سنوات بين الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي .
والمفارقة أن المرشح الجمهوري للرئاسة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ميت رومني تبنى هو أيضاً تلك الخطة، وفي آخر مناظرة تلفزيونية جمعته مع أوباما، دعا رومني الرئيس إلى الالتزام بالخطة . إلا أن الأخير رد بكذب صريح، إذ قال “هناك أمر ما كنت لأفعله، وهو إبقاء 10 آلاف جندي في العراق”، رغم أن ذلك بالضبط هو ما حاول أن يفعله (3) .
وفي ما يتعلق بأفغانستان، فإن الموعد المبدئي للانسحاب هو نهاية ،2014 وخلافاً لموعد الانسحاب من العراق، لم يكن موعد أفغانستان موضوع مفاوضات بين رئيسي الولايات المتحدة وأفغانستان، وإنما بين قادة دول حلف الاطلسي – ما جعل من الأسهل بكثير على الولايات المتحدة أن تتملص من الالتزام بالموعد . وفي الواقع، حتى قبل أن يقر حلف الاطلسي موعد الانسحاب في ،2014 كانت الولايات المتحدة وأفغانستان قد تفاوضتا حول اتفاق يقضي ببقاء قوات أمريكية في أفغانستان خلال السنوات العشر التالية . وقد تم التعتيم على هذه الحقيقة خلال الموسم الانتخابي، ولكن بعد يوم الانتخابات، قال مسؤولون أمريكيون صراحة إن حرب الولايات المتحدة في أفغانستان ليست بصدد الانتهاء في 2014 . وبعد أسبوع من الانتخابات، أبلغ الجنرال جوزيف دانفورد، الذي عينه أوباما قائداً للقوات الأمريكية في أفغانستان، لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بأن الحرب في أفغانستان لابد أن تستمر بعد 2014 .
والآن، قدم الجنرال الأمريكي جون آلن، القائد الأعلى للقوات الأطلسية في أفغانستان، “تقييماً أولياً” إلى البنتاغون بشأن عدد الجنود الذين ينبغي إبقاؤهم في أفغانستان بعد 2014 . وأحد الخيارات التي عرضها التقييم هو الرقم السحري 10 آلاف جندي، من أجل القيام بعمليات لمكافحة التمرد، ومواصلة تقديم الدعم والتدريب للقوات الأفغانية، وهذا ما كانت القوات الأمريكية تفعله في أفغانستان طوال العقد الأخير . وعلى الرغم من “موجة” التعزيزات العسكرية التي ارسلها أوباما عام ،2009 والتي طالما تبجح المسؤولون الأمريكيون بنجاحها، فإن القوات الأمريكية لاتزال تعاني نتيجة لعدم وضوح الاتجاه وغياب قيادة متماسكة في أفغانستان . وفي هذه الاثناء، يريد أكثر من ثلثي الأمريكيين إنهاء الحرب . وحسب نتائج أحدث استطلاع مشترك لصحيفة “نيويورك تايمز” وشبكة التلفزة “سي بي اس”، فإن 69% من الأمريكيين يقولون الآن إن الولايات المتحدة يجب ألا تواصل الحرب في أفغانستان .
التملص من الوعود
في موقع “كومون دريمس”، توقع الكاتب والصحافي دايف لندورف أن تحتفظ إدارة أوباما بوجود عسكري وتواصل عمليات عسكرية في أفغانستان، ولكن من دون تسمية ذلك ب “الحرب” . وكتب يقول: إنه لأمر مذهل رؤية السياسيين وهم يحاولون التلاعب من أجل التملص من وعودهم . والرئيس أوباما يقدم لنا مثالاً جيداً على هذا الفن .
خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، وفي المناظرات التلفزيونية النهائية، أصر كل من أوباما ونائبه جو بايدن بعناد على تأكيد أن الولايات المتحدة ستنسحب من أفغانستان وتنهي الحرب في ذلك البلد بنهاية 2014 – وهذا هدف يتوق معظم الأمريكيين لتحقيقه، وفقاً للاستطلاعات . وقد قال بايدن خلال نقاش ساخن مع منافسه الجمهوري بول رايان إن الولايات المتحدة “ستكون قطعاً خارج أفغانستان” بنهاية ،2014 وبعد أسبوع، قال أوباما: “في العام ،2014 سوف تستكمل هذه العملية الانتقالية، والشعب الأفغاني سيكون مسؤولاً عن أمنه” . ولكن هذا ليس سوى محض تلاعب . في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، أفادت وسائل الإعلام أن أوباما وجنرالات البنتاغون يخططون لإبقاء ما لا يقل عن 10 آلاف جندي أمريكي، سيتمركزون في أفغانستان إلى أجل غير مسمى بعد موعد 2014 الذي حدد من أجل إنهاء الحرب والانسحاب من أفغانستان .
ولتوضيح ما نتحدث عنه، نشير إلى أن 10 آلاف جندي يمثلون جيشاً يعادل نصف حجم جيش هولندا أو الدنمارك – البلدان اللذان ينشران حالياً جنوداً عاملين ضمن قوات الأطلسي في أفغانستان كحلفاء في الحرب الأمريكية التي مضى عليها الآن نحو 12 سنة .
وحسب المسؤولين الأمريكيين، فإن مهمة هؤلاء الجنود العشرة آلاف الذين سيبقون بعد 2014 ستقتصر على “تدريب” الجيش الأفغاني، ولكن هذا الادعاء مناف للعقل . ففي معسكر البحرية الأمريكية في جزيرة باريس قبالة ساحل كارولينا الشمالية مثلاً، يتم تخريج 17 ألف جندي “مارينز” كل سنة على أيدي وحدة تدريب تعد 600 عسكري فقط، وبهذا المعدل، فإن 10 آلاف “مدرب” أمريكي في أفغانستان سيدربون 7 .1 مليون مجند في الجيش الأفغاني كل سنة، ولكن الجيش الأفعاني اليوم، الذي تدعي الولايات المتحدة أنه أصبح جاهزاً إلى حد بعيد لحماية البلد، يعد فقط نحو 200 ألف جندي .
دعونا إذاً نكن جادين، فهؤلاء الجنود العشرة آلاف الذين يتحدث أوباما والبنتاغون عن إبقائهم في أفغانستان بعد “انتهاء” الحرب في ديسمبر/كانون الأول ،2014 لن يكونوا في الحقيقة مدربين .
وفوق ذلك، كيف يمكن أن “تنتهي” حرب بمجرد أن يقول طرف واحد إنها انتهت، إذا لم يتوقف القتال فعلياً ويسحب هذا الطرف قواته؟ بالطبع بإمكان طرف غازٍ في حرب خارجية أن يتحدث عن انتهاء هذه الحرب، ولكن إذا لم يعلن الطرف الآخر أيضاً انتهاء الحرب، وبقي الطرف الغازي في ميدان القتال – وهو في حالة أفغانستان البلد بأكمله – فإن الحرب لا تنتهي بأي حال، والطرف الآخر سيواصل ضرباته إلى أن ينسحب الطرف الغازي .
بكلمات أخرى، من الواضح أن هذه القوة المكونة من 10 آلاف جندي أمريكي – وبمعزل عن تسميتها الرسمية – ستكون في حالة حرب، لأنه لا يمكن بأي حال أن تقبل حركة طالبان بقاءها في أفغانستان لكي تدرب جيشاً على محاربتها، بل إنها ستواصل معركتها ضد “المدربين” .
إذن، كيف يمكن لأوباما، وبايدن، والجنرالات أن يعدوا بإنهاء الحرب في 2014؟
الجواب هو أنهم لن يسموا ما سيحدث بعد 2014 “حرباً”، فهم سيغيرون تحديد كلمة “الحرب” .
ومن المتوقع تماماً أن هؤلاء الجنود السيئي الحظ الذين سيبقون بعد 2014 ضمن قوة “مدربين” قوامها 10 آلاف جندي، سيتعرضون لهجمات من مقاتلي طالبان، وانتحاريين، ولتفجيرات عبوات ناسفة يدوية الصنع، بينما ستتعرض قواعدهم لضربات بقذائف صاروخية ومدافع المورتر . وعندما يتنقلون بين مكان وآخر، ستستهدف عرباتهم بقذائف “آر .بي .جي” . كما أنهم سيكونون معرضين لهجمات يشنها أفراد في الجيش الأفغاني يتولون ظاهرياً تدريبهم، حيث إن طالبان أصبحت تدرك أن تسلل عناصرها إلى الجيش الأفغاني هو طريقة عظيمة للاقتراب من الجنود الأمريكيين .
والقوات الأمريكية ستضطر حكماً للاشتباك مع المهاجمين، وسوف تشن هجمات بدورها . ومن المؤكد أن الغارات الجوية الأمريكية ستستمر، وكذلك ضربات الطائرات بلا طيار . وكل ذلك سيحفز كثيرين من الأفغان الناقمين على الانضمام إلى حركة طالبان من أجل معاقبة وطرد الجنود الأمريكيين .
وبطبيعة الحال، لن تصف الحكومة الأمريكية، ولا كبريات وسائل الإعلام الأمريكية الطيعة، أي شيء من ذلك بأنه “حرب” .
وهناك نماذج سابقة لهذا الوضع فقد كانت أمريكا تخوض على مدى سنين حرباً في كولومبيا ضد “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” (فارك) . وهي حركة تمرد ماركسية تنشط في ادغال ذلك البلد الواقع عند الطرف الشمالي لأمريكا الجنوبية، ولكن تقارير البنتاغون ووسائل الإعلام الأمريكية لم تكن تصف أبداً هذا الوضع بأنه حرب، بل كانت تخبرنا بأن العسكريين الأمريكيين الذين ارسلوا إلى هناك إنما يقومون فقط بتقديم “المشورة” و”التدريب” للجيش الكولومبي، الذي يقال لنا إنه يحارب ضد “عصابات مخدرات” .
والأمر ذاته حدث طوال سنين في الاكوادور، البلد الصغير في أمريكا الوسطى الذي غرق في دوامة ثورة وحرب أهلية، والذي دعمت فيه الولايات المتحدة حكومة أقلية فاسدة وجيشاً وحشياً كان يرسل بانتظام كتائب موت إلى الضواحي الفقيرة والأرياف لكي يقتل أولئك الذين دعموا الثوار . والعسكريون الأمريكيون الموجودون هناك كانوا يوصفون دائماً بأنهم “مستشارون” أو “مدربون”، رغم أن دورهم كان أكثر نشاطاً ودموية بكثير . وقد كان دورهم هذا يفتضح بين حين وآخر عندما كانوا يسقطون في كمائن للثوار “كما حدث لاثني عشر جندياً من قوات خاصة كانوا ينزلون في فندق عندما هاجمه ثوار واستولوا عليه لبعض الوقت خلال هجوم في العاصمة كيتو” .
إن نشر قوات عسكرية في بلد ما وتسميتها بمدربين أو مستشارين هو دعاية قديمة كانت الولايات المتحدة تستخدمها للتمويه . والشيء الوحيد الذي يميز الخدعة الجديدة عن تدخلات إمبراطورية سابقة للقوات العسكرية الأمريكية هو أعداد القوات . وبالمناسبة، فإن آخر مرة نشرت الولايات المتحدة فيها 10 آلاف “مدرب” و”مستشار” في بلد آخر كانت في منطقة حرب عام 1962 . وكان ذلك البلد فيتنام، والمستشارون كانوا يشاركون فعلياً في قتال تحول تدريجياً إلى حرب طاحنة شارك فيها في بعض المراحل 500 ألف جندي أمريكي .
* هوامش
(1) تشير الكاتبة هنا إلى تقرير أصدره البنتاغون “وزارة الدفاع الأمريكية” في إبريل/نيسان 2012 حول “التقدم نحو الأمن والاستقرار في أفغانستان”، وقالت فيه إن “الولايات المتحدة تخطط لدعم قوات الأمن الوطنية الأفغانية” .
(2) “لجنة التعاقد في زمن الحرب في العراق وأفغانستان” هي لجنة حكومية أمريكية مستقلة، ومكونة من الحزبين، انشئت عام 2008 لدراسة العقود الحكومية المرتبطة بالحربين في العراق وأفغانستان . وقد شكلت اللجنة رداً على مزاعم بأن مليارات الدولارات اسيء استخدامها في أفغانستان والعراق .
(3) يشير الكاتب هنا إلى المفاوضات التي أجراها أوباما مع المالكي بشأن إبقاء قوات أمريكية في العراق، وهي المفاوضات التي فشلت بسبب إصرار أوباما على منح الجنود الأمريكيين حصانة تمنع إحالتهم إلى القضاء العراقي في حال ارتكابهم أية أعمال جنائية – وهذا ما رفضه المالكي، فاضطر أوباما إلى سحب جميع القوات الأمريكية