نجاح اختبارات جديدة لعلاج التصلب المتعدد
قد يتاح لمرضى التصلب المتعدد عما قريب خيار جديد لمراقبة مرضهم، عبر حبوب دواء بدلاً من الحقن. وأظهرت دراستان نشرتا في عدد 20 سبتمبر الماضي من مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين” أن التغير المتعلق بالعقار المستخدم لعلاج داء الصدفية في ألمانيا منذ سنوات يحول دون حدوث انتكاسات، وينطوي على درجة محدودة من الآثار الجانبية.
ويقول كلايد ماركوويتز، اختصاصي الأعصاب في جامعة بنسلفانيا، والذي لم يشارك في التجارب، “إن المعلومات تبدو جيدة، وتظهر الدراستان انخفاضاً في الانتكاسات مع تأثيرات قوية حقاً”.
وقد قدم العقار، الذي يدعى بي جي 12، إلى إدارة الأغذية والأدوية الأميركية، من أجل الحصول على الموافقة المطلوبة من قبل شركة بيوجين آيديك للتقنية الحيوية. ويتوقع ماركوويتز نيل الموافقة، ويقول: “ستكون منفعة جلية بالنسبة إلى مرضى التصلب المتعدد أن يكون لديهم خيار آخر”. وإذا تمت الموافقة عليه فسيكون بي جي 12 العقار الثالث عن طريق الفم المتوافر لعلاج هذا المرض.
وينجم هذا المرض عن مهاجمة نظام المناعة أغلفة النخاعين الدهنية التي تحيط بالأعصاب في النظام العصبي المركزي، ما يفضي إلى الإضرار بالتحكم العضلي والتوازن والرؤية والكلام. ويشتمل عقار بي جي 12، أو ثنائي ميثيل فومارات، على تأثيرات مضادة للالتهاب وحماية الخلية ومضادات أكسدة، والتي أشارت أعمال سابقة إلى إمكانية منعه لردود الفعل المناعية الشاذة لدى مرضى التصلب المتعدد.
وقد عمد العلماء في الدراستين إلى تجنيد مرضى التصلب المتعدد بصورة عشوائية، مع تعريض بعضهم في كل مجموعة لعقار بي جي 12 أو أقراص إيحائية. وفي واحدة من الدراستين تم تكليف مجموعة إضافية عشوائياً بأخذ عقار يمكن حقنه ضد داء التصلب المتعدد يدعى الخلات (كوباكسون). وكانت الدراستان في جوانب أخرى متطابقتين بشكل تقريبي، وشملت كل واحدة أكثر من 1000 مريض بالتصلب المتعدد، تراوحت أعمارهم بين 18 و55 سنة في 28 دولة لكل مجموعة، ولفترة علاج استمرت سنتين. وتضمنت التجارب خليطاً من الباحثين الأميركيين والأوروبيين.
وبشكل وسطي لم يتعرض المرضى، الذين تناولوا بي جي 12، لنكسة طوال 72 إلى 90 أسبوعاً مقارنة بـ30 إلى 38 أسبوعاً ممن تناولوا أدوية إيحائية في الدراستين، كما كشفت صور الرنين المغناطيسي آفات تقل بجلاء تام في أدمغة المرضى بعد سنتين من تناول بي جي 12 مما كان لدى من تناولوا أدوية إيحائية.
وتأتي هذه النتائج في وقت نشيط في بحوث التصلب المتعدد، مع إجراء اختبارات على عدة عقاقير، وحصول البعض الجديد على موافقة خلال العقد الماضي. وكان الأحدث بين تلك العقاقير تيريفلونومايد (أوباغيو) الذي يُعطى عن طريق الفم، والذي سمحت به إدارة الأغذية والأدوية في 12 سبتمبر الماضي.
وأضيف هذا إلى عقار فموي آخر يدعى سفينغوزين، الذي تمت الموافقة عليه في 2010، كما أظهر عقارا حقن ضد السرطان قدرة واعدة أيضاً في علاج التصلب المتعدد، وتنتظر هذه العقاقير أو نسخ أخرى مماثلة منها موافقة إدارة الأغذية والأدوية على استخدامها في علاج التصلب المتعدد، وقد تمثل العلاج القياسي لهذا المرض لسنوات عديدة في حقنات إنترفرون بيتا المضادة للالتهاب.
(Science News)