دراسة: قوة الرجل تؤثر في معتقداته

يؤكد الخبراء في عالم الطيور وجود رابط كبير ومهم بين مظهر عصفور الدوري وسلوكه، والأبحاث الأخيرة توضح أن النظرية نفسها تنطبق على الإنسان، لا سيما في ما يتعلق بالآراء السياسية.

ذكر عصفور الدوري «وحش» مشاكس. تشير هذه الطيور إلى وضعها من خلال ريشها، والويل لأي ذكر يقوم بإشارة كاذبة، فستتعرف الطيور بأنه يغش وتنقض عليه.

عادة، يتوافق مظهر عصفور الدوري الخارجي (ريشه) مع سلوكه، فقد تم ترتيبهما على هذا النحو من خلال التطور. مع ذلك، بالنسبة إلى أنثى الدوري، لا يهم الريش إلى هذا الحد. وتشير دراسة نشرت في Psychological Science، بقلم مايكل بيترسون من جامعة آرهوس في الدنمارك ودانيال سنيزر من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، إلى أن الناس متشابهون في النواحي كافة مع هذه الطيور.

حقق بيترسن وسنيزر في فكرة أن آراء الشخص السياسية قد تكون متوافقة مع صفاته الجسدية. وسألا عما إذا كان لا بد من إعادة توزيع الموارد من الأغنياء إلى الفقراء. كانت الصفة الجسدية المميزة هي القوة.

توقع الباحثان من الفقراء أن يوافقوا على إعادة التوزيع، وأن يرفضها الأغنياء، بغض النظر عن مدى قوتهم. وبالنسبة إلى النساء، وجد بيترسن وسنيزر أن هذه المسألة أساسية فعلاً. أما للرجال، فكان الرأي يعتمد على القوة.

توصل الباحثان إلى هذه النتيجة بعد النظر في 486 أميركيًا، 223 أرجنتينيًا و793 دنمركيًا. جمعا بيانات عن قوة المتطوعين «عن طريق قياس محيط العضلة ذات الرأسين لذراع الفرد المهيمنة. (أظهر العمل السابق أن هذا دليل دقيق على القوة.)، ثم قاسا وضع الأشخاص من خلال استبيانات حول وضعهم الاقتصادي، وحددا دعم الشخص لإعادة توزيع الموارد عن طريق السؤال عن مدى موافقته عن عبارات مثل: «يجب أن يعطي الأثرياء المزيد من المال لأصحاب الدخل المحدود»،

و «ليس من العدل أن يتوجب على الناس دفع الضرائب لجمع الأموال لبرامج الرعاية». وسألا أيضًا عن أيديولوجيات المشاركين السياسية.

وجد الدكتوران أنه، بغض النظر عن بلد الأصل أو الأيديولوجية الواضحة، دافع الرجال الأقوياء عن مصالحهم الخاصة: الفقراء مع إعادة التوزيع، والأغنياء ضدها. لا مفاجآت في ذلك. مع ذلك، كان ضعفاء الجسم أقل ميلاً إلى الدفاع عن قضية المصلحة الذاتية.

وعلى النقيض، لم تكن القوة بين النساء مرتبطة بالرأي، فأرادت الغنيات منهن البقاء غنيات، فيما أملت الفقيرات بأن يصبحن غنيات.

خلص الباحثان إذًا إلى أنه، إذا لم تكن في وضع يسمح لك بالدفاع عن رأيك، فمن المنطقي عدم إثارة المتاعب. في الماضي البعيد، عندما كانت الغرائز المماثلة تتطور، لكان من الخطير القيام بذلك، وربما كان قاتلاً.

على النقيض من ذلك، نادرًا ما تقاتل النساء بدنيًا للحصول على الموارد في الطريقة ذاتها التي يفعلها الرجال.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *