تقرير: بسبب لافتات عاشوراء ، مليشيا سنية تتصادم مع حزب الله . وسقوط 3 قتلى
قُتل مرافق للشيخ السني المتطرف أحمد الأسير، واثنان آخران، كما جُرح أربعة أشخاص آخرين، في معارك مع عناصر من “حزب الله” بمدينة صيدا اللبنانية اليوم الأحد.
فقد اندلعت اشتباكات في حي التعمير بمنطقة عين الحلوة بمدينة صيدا جنوب لبنان، بين عناصر تابعة لـ”حزب الله” وآخرين من أنصار إمام مسجد “بلال بن رباح” الشيخ أحمد الأسير، وفق وكالة الأناضول التركية.
ومازالت مداخل مخيم عين الحلوة تشهد إطلاق نار كثيف بالإضافة إلى توجّه آليات الجيش وسيارات الإسعاف إلى المكان.
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” أن مرافق الأسير وهو لبنان العزي قُتل خلال الاشتباكات، كما جُرح مسئول حزب الله في صيدا زيد طاهر، وقد تم نقل الجرحى إلى مستشفيات المنطقة.
وأفادت المصادر بأنه حضرت قوة من الجيش اللبناني وتعمل على ضبط الوضع. في حين يسمع بين الحين والآخر أصوات إطلاق نار.
من جانبه، طلب رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، دعوة مجلس الأمن الفرعي في الجنوب إلى اجتماع طارئ بشأن تلك الأحداث.
كما طلب ميقاتي من قيادة الجيش ومختلف الأجهزة الأمنية اتخاذ الإجراءات السريعة لضبط الوضع وتوقيف المتسببين بالحادث.
ويأتي هذا التحرّك على خلفية قيام إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير ومناصريه بالنزول إلى مدخل التعمير عند مدخل حارة صيدا اعتراضاً على قيام مناصري “حركة أمل” و”حزب الله” برفع شعارات حزبية وشعارات عاشوراء كان الأسير طالب أمس بإزالتها من المدينة.
يُذكر أن الشيخ أحمد الأسير كان قد أعطى مهلة حتى عصر اليوم لإزالة اللافتات والرايات التي رفعها “حزب الله” في مدينة صيدا، وقد عمدت عناصر من الحزب إلى إزالتها من شوارع المدينة قبل الظهر وسط انتشار لعناصر من الجيش اللبناني.
التفاصيل
في تطوّر شكّل اكثر من توتّر وأقلّ من «انفجار»، انزلق الاحتقان القديم – الجديد في صيدا بين إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ السلفي المقرب من آل حريري وهو احمد الاسير وبين «حزب الله» الى اول احتكاك أمني أسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص بينهم مرافقان للاسير هما لبنان العزي وعلي سمهون وثالث من أنصاره مصري الجنسية وجرح ما لا يقل عن ثمانية آخرين بينهم مسؤول قطاع صيدا في «حزب الله» زيد ضاهر الذي اصيب بجروح بالغة واشارت تقارير الى ان حاله خطرة.
وبدا هذا التوتّر الدموي أبعد من قصة «رمانة» تتصل بتعليق ملصقات لـ «حزب الله» في صيدا التي كان اعتراض الاسير عليها سببا مباشرا في الاشتباك، وأقرب الى «قلوب مليانة» تطايرت «شظاياها» في لحظة لبنانية مأزومة سياسياً وأمنياً ويزيد من «حماوتها» الانقسام العمودي والافقي حيال الأزمة السورية وسلاح «
حزب الله»
.
واكتسبت جغرافيا هذا الصِدام السياسي – المذهبي دلالتها نظراً الى ان صيدا، ذات الغالبية السنية ومسقط آل الحريري، كانت شهدت قبل اشهر سطوع نجم الشيح الاسير الذي اقام اواخر شهر يونيو الماضي اعتصاماً مفتوحاً على المدخل الشمالي لعاصمة الجنوب تحت عنوان «رفض هيمنة سلاح «حزب الله» وعكس العداء الذي يكّنه للحزب، وهو الاعتصام الذي استمرّ نحو شهرين استتبعه بعدها بأكثر من اعتصام «جوال» في مناطق عدة بينها وسط بيروت دعماً للثورة السورية.
كما أثار التطور الامني الذي شهدته صيدا مخاوف من ان يؤدي هذا المناخ لجعل عاصمة الجنوب، التي كانت انطلقت منها الشرارة الاولى للحرب الاهلية العام 1975 باغتيال معروف سعد في 26 فبراير من العام نفسه ووفاته في 6 مارس، «الباب» الذي تدخل منه «نار الفتنة» الى لبنان ولا سيما انها بوابة الجنوب ذات الغالبية الشيعية.
وكان الاشكال بين الجانبين وقع بعد ظهر امس في حي التعمير – عين الحلوة الملاصق لمخيم اللاجئين الفلسطينيين، حين نزل الاسير ومناصروه الى مدخل التعمير (عند مدخل حارة صيدا ذات الغالبية الشيعية) اعتراضاً على قيام مناصري حركة «أمل» و«حزب الله» برفع شعارات حزبية ودينية لمناسبة ذكرى عاشوراء وذلك بعدما كان امام مسجد بلال بن رباح طالب بإزالة مثيلات لها من المدينة.
وسبق ذلك قيام شبان من حارة صيدا بدءاً من صباح امس برفع لافتات ترحب بحجاج بيت الله الحرام وإحياءً لذكرى مقتل الامام الحسين، وذلك عند مستديرة الحارة ـ القياعة ـ الهلالية رداً على طلب الاسير نزع لافتات لـ «حزب الله» سبق ان رفعها في المدينة، ثم عاد وسحبها حرصا على عدم وقوع اي اشكال بعد وساطة رفيعة سياسية وامنية.
وما ان بدأ إمام مسجد بلال بن رباح استعداداته للتوجّه من باحة المسجد الى تعمير عين الحلوة حتى تلقى اتصالاً من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل الذي طلب منه التخفيف من حدة التوتر وخصوصاً أن اجواء البلاد لا تسمح بأي خضات.
الا ان الاسير أصرّ على موقفه، وتوجّه ومناصروه للاعتراض على اللافتات الجديدة وقاموا بتمزيق صورة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ما أدى إلى تضارب بالعصيّ تطور إلى إطلاق نار في المنطقة التي تسيطر عليها القوى الاسلامية المتحالفة مع الحزب، الامر الذي أسفر عن مقتل الثلاثة وجرح مسؤول «حزب الله» في صيدا ومرافقه من آل الديراني اضافة الى ستة آخرين بينهم طفل من آل الشربيني وشخص من آل البابا.
وسرعان ما استدعى هذا التطور الخطير استنفاراً امنياً قاده الجيش اللبناني الذي حرص على منع تمدُّد الاشكال ولا سيما بعد تطورين
* الاول حصول اطلاق نار قرب مسجد بلال بن رباح تضاربت المعلومات حوله، اذ ربطته تقارير بوفاة مناصر الاسير المصري الجنسية، في حين اتهم امام المسجد حركة «امل» و«حزب الله» بإطلاق الرصاص خلال لقاء كان يعقده مع أنصاره وأكد خلاله انه «لن ترفع رايات حزب ايران في صيدا الا على جثتي»، مشيراً إلى «أننا لا نتحرك ضد الطائفة الشيعية وانما هدفنا اسقاط حزب الاغتيال»، مطلقا معركة «الكرامة اللبنانية ضد سلاح الفتنة»، علماً ان تقارير افادت لاحقاً ان الجيش اللبناني طوّق المسجد.
* التطور الثاني تمثل في المعلومات عن حصول اطلاق نار في محيط منزل الشيخ ماهر حمود (القريب من «حزب الله») في ساحة القدس في صيدا.
في موازاة ذلك، افادت تقارير عن ان الجيش اللبناني طوق إشكالاً قرب منزل الفنان «السابق» فضل شاكر (من ابرز مناصري الاسير) في جادة نبيه بري في تعمير حارة صيدا على خلفية تلاسن وقع بين حراس المنزل وبعض الأشخاص من آل عز الدين يملكون محلا في المنطقة، بينما كان شاكر يشارك في اللقاء داخل مسجد بلال بن رباح في عبرا مع الشيخ الاسير.
وفي حين بدأت فاعليات عاصمة الجنوب و«بوابته» اتصالات سياسية لاحتواء الموقف، عقد مجلس الامن الفرعي في الجنوب اجتماعاً مسائياً طارئاً ترأسه وزير الداخلية مروان شربل الذي اعلن أن «ما حصل لم يكن وليد اليوم والأمور كانت تستعر منذ يوم السبت، ولكن الأمور تطورت خلال النهار»، مؤكداً «انه لن يكون بعد اليوم امن بالتراضي والجيش لديه اوامر بالتصدي لكل من يحمل سلاحاً بإطلاق النار عليه».
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طلب من قيادة الجيش اللبناني ومختلف الأجهزة الأمنية «اتخاذ الاجراءات السريعة لضبط الوضع وتوقيف المتسببين بالحادث»، داعياً الجميع إلى «الهدوء والتروي وضبط النفس وعدم السماح لأي كان بافتعال أحداث أمنية في هذا الظرف الدقيق والحساس»، مؤكداً أن «السلطات المختصة لن تتهاون في ضبط الوضع الأمني ومنع العبث بأمن المواطنين
».< div>