بين دموع اوباما وبخل إلاصلاح المزعوم … اجتث غذاء الشعب ..
(قيل لحكيم صف لنا البخيل قال هو جلباب المسكنة) لم اقصد بمقالي هذا أن امتدح الرئيس الأمريكي اوباما أو غيره من الساسة الأمريكان لأني والله يشهد امقتهم واعتبرهم من ألد أعداء شعبنا العراقي الصابر المحتسب.. فبسبب احتلالهم للعراق وسياساتهم الإجرامية الهمجية الهوجاء تجاه شعبه والتي أدت الى تدميره بالكامل وقتل الملايين وسرقة ثرواته..
لكن الذي جلب انتباهي مؤخرا ومن خلال الفضائيات عند وقوع إعصار ساندي في الولايات المتحدة الأمريكية أن الرئيس الأميركي باراك اوباما كان يبكي على ضحايا الإعصار ساندي من أبناء شعبه الأمريكيون.. لم يكن بكاءه مصطنعا لأجل الانتخابات أو الاستمرار بالسلطة أو للتمويه ولم يزايد على مصير الضحايا او عواطف ومشاعر ذويهم بل كان بكاءه عفويا يعبر عن مشاعر إنسانية تستحق التوقف والمقارنة مع مشاعر ساسة العراق.. عيون تذرف الدموع على وجنتيه كالأنهار ..
انه مجرد إعصار لم تشهده الولايات المتحدة منذ عقود فما بال أعاصير العراق اليومية والمستديمة منذ سنوات طويلة وكم ساندي مر بالعراق منذ الاحتلال ولحد ألان ..كم كارثة وزلزال مر بالشعب العراقي وهل من باكي عليه من الساسة ومن رجال الدين ومن رجال الأحزاب التي تدعي الإسلام بشعارات بعيدة عن الممارسات.. دموع اوباما كانت صادقة تجاه شعبه وعبرت عن خلجات قلبه فاستحق الجميل من شعبه …استحق الفوز بجدارة لان قلبه مع شعبه.. عيناه تذرف دمعا وقلبه ينزف دما..
اما في عراقنا الجديدفعندما يصاب شعبه بمحنة أو ألم يتعاقب الساسة الأشاوس على الغنائم حتى اختلط علينا الناجح بلا استحقاق أو كفاءة بالفاشل بجدارة .. يدعي الساسة ان العراق اليوم هو عرافا جديدا..؟جديدا بأي شيء ؟ تصريحات مدفوعة بوازع الصراعات ..استفحال الفساد..مستشري في تغليب المصالح الضيقة على المصلحة العليا ..فقدان الانسجام السياسي وعدم توحيد الخطاب بين الساسة وبالذات المتخاصمين…لم تذرف دموع أي منهم يوما على ضحايا هذا الشعب المسكين بل يتفننون بقتله بشتى الوسائل تقربا لأسيادهم …
اليوم الشعب مقتهم بل رفضهم ولفظهم ؟ كل يوم يمر من عمر هذا الشعب يزدادون نهما وتخمة وسحتا حرام ؟؟ كممو الأفواه وقيدو الحريات بسلاسل الفساد والسرقات والإرهاب وتحولت الحرية إلى شقين متوازيين أما الإباحية والفساد باسم الشفافية أو القمع باسم الإرهاب ..؟سياسات متمادية منحدرة نحو الفوضى والانحطاط والهلاك…عززت في روح المواطن ريب المخاوف من استنهاض وتيرة الاستقطاب الطائفي بسبب التخبط وسوء إدارة الدولة وارتجالية القرارات الإستراتيجية التي تهم مصالح الشعب ومن هذه القرارات الغير مدروسة هو قرار إلغاء البطاقة التموينية.. لقد وصف رئيس الوزراء نوري المالكي قرار إلغاء البطاقة التموينية بأنها خطوة في إطار الإصلاح . ؟
وأكد المسئولون تباعا انه سيتم استبدالها بمبالغ مالية نقدية ابتداء من مطلع شهر آذار المقبل عام 2013 توزع على المشمولين بواقع خمسة عشر ألف دينار لكل فرد بزيادة مبلغ ثلاثة ألاف دينار لكل فرد عن قيمة المفردات حيث تكلف مبلغ (12) ألف دينار للفرد الواحد شهرياً (حسب تقديرات وزارة التجارية العراقية ) وتوضع ضوابط ملزمة لتسعيرة الطحين بما يضمن عدم التلاعب بالأسعار…و وزارة التجارة خصصت نحو (6,5) مليار دينار لتغطية البطاقة التموينية لـ 33 مليون مواطن عراقي حسب إحصائيتها لعدد سكان العراق فيما تؤكد وزارة التخطيط ان عدد السكان 31 مليون نسمة ..
وهذا يشكل تناقضا واضحا بين إحصاءات الطرفين.. فما المقصود من ذلك؟؟ هذا القرار أثار ردود أفعال معارضة ورافضة له لأنه يمس حياة المواطنين المعيشية ويعود بالضرر لشريحة واسعة من أبناء الشعب لاسيما الطبقات الفقيرة والمعدمة وما أكثرها..هذا القرار البائس سيزيد المخاوف من استغلال التجار واحتكارهم للمواد والسلع الغذائية مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وغلائها وإضافة عبئاً آخر على كاهل المواطن ..و قد يزيد من حجم الفساد والهدر بسبب التخلف الإداري المريع وفقدان الكفاءة والشفافية في أجهزة الدولة وبالذات الاقتصادية والتي أوجدت بدورها درجة عالية من الحرمان الذي يعاني منه المواطن العراقي في شتى مجالات الحياة.. فمن حق المواطن أن يتساءل بدوره عن نفطه هامة ؟أين تذهب أرباح النفط العراقي . وموازنته البالغة 117ملياردولارسنويا…ان ساسة العراق اليوم يظنون ان السلطة نزهة ومرتع للرفاهية والعيش الرغيد وانها فرصتهم الذهبية للثراء وتكوين الذات الخائبة …؟
لماذا لأنهم لم يخضعوا للمساءلة الشعبية العادلة على سياساتهم بحق الشعب فكل شيء عندهم مباح وانهم ينظرون الى مطالب الشعب برؤية متعالية فظة فليست البطاقة التموينية وحدها أصبحت عليلة وخاوية وسط لهيب المعاناة وصراخ الجياع وحرائق الأرواح الفقيرة.. اليوم أصبحت صباحات شعبنا كلياليه الحالكة معبأة باليأس والكوابيس ..ا
ليوم يتحتم على شعبنا أن يضع فهم جديد لمعنى الحياة ولمعنى الكرامة في وجه كل من يريد التسلط على رقابه في إعادته لثقافة الديكتاتورية وتكميم الأفواه وفرض الواقع برؤية الحاكم ..يتحتم على الشعب ان يعي مشتقبله جيدا عند الادلاء بصوته في الانتخابات القادمة و أن يكون صوته معبرا عن معاناته وقهره اليومي المتفجر غضبا وألما متراكما ومستديم …نحو التغيير ..لان طاقات الشعب كفيلة بالرد والتصدي لمن يحاول ان يبخس حقوقه المشروعة..