لله يا دولة!
العالم بأسره على موعد سخافة زعيم البهاليل في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، وإعلانه عن دولة غير عضو،مستجيباً لسيده أوباما بتأجيل مشروعه مابعد إعلان فوزه بولاية رئاسية ثانية.
حيث لم تعد الرباعية ولا دول العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي ولاحتى أكبر نظام إستخباري تعامل معه بهلول يعترف بدوره، هو بإختصار كرت محروق. البهلول المهرج ” من برا رخام ومن جوا سخام”، لن يغمض له جفن ليلة التاسع والعشرين، بل ستزوره أحلام اليقظة بدولته على كوكب بلوتو بعد أن تتحطم أماله وأحلامه بقرار فيتو صهيو-أمريكي
. إليك يابهلول إن كنت لم تقرأ أبجديات القانون الدولي، كيف لدولة أن تقوم لها قائمة ويصبح لها كيان إعتباري طالما تفتقر إلى: السكان(المواطنون، المقيمون، الأجانب)، الإقليم(البر، البحر،الجو)، السلطة السياسية، وأنت قفزت عن كل هذه إلى “الإعتراف الدولي”الذي يعتبره كثيرون من المحللين والمفكرين السياسيين عنصراً ثانوياً ولاضير في نقصانه.
فلو أجرينا إختباراً قانونياً على هذه الدولة الإفتراضية سنجد أنها كيان ينقصه كافة الأركان المذكورة اعلاه، ولعل أكثر ما أثار حفيظتي ديمقراطيتها الزائفة متمثلةً بالإنتخابات البلدية الأخيرة، إذ فاز فيها 90%من المرشحين بالتزكية، لتستغل لجنة الإنتخابات المركزية حينها أحداث غزة معلنة تأجيل الإنتخابات التمهيدية إلى إشعار آخر دونما سبب.
الشعب بإعتباره أهم ركن..لازال يعيش الأمرّين، فقر مدقع، بطالة مستشرية، وموظفي السلطة –الفاسدة-لازالوا يتقاضون نصف راتب، فأين ذبحت العدالة!! المضحك في هذا الأمر إصرار بهلول على تقديم طلب العضوية برفقة عشيقي العاهرة ليفني أعوج عريقات وياسر عبد وبه، والمبكي أكثر مايمكن أن تاريخ التقديم يتوافق مع ذكرى وطنية عرّابها الرمز الراحل ياسر عرفات في الجزائر عام1988 مفاجئاَ المجلس الوطني الفلسطيني بإعلانه إستقلال دولة فلسطين، فهلاّ تعلّم أولئك البهاليل دروساَ في البطولة والكرامة والشرف!!كيف سيقنعون الشعب الفلسطيني بأنه سيحيى بين دفئات الديمقراطية بالوصفة البهلولية؟؟
نعم..نحن شعب أنهكته الحروب، وحصدت أجياله ترسانات الصهيوني المتعجرف، لكننا نحيا كراماً بعقولنا، كيف يصدق هذا البلهول نفسه أنه بإمكانه إقناعنا بأكاذيبه الإعلامية، وتنصّله من مسؤولياته الوطنية، أي رئيس بالله عليكم هذا من يسقط قطعة من قطع الروح من حسابه؟؟
أسقط صفد!!وسيسقط كل فلسطين التاريخية لقاء ثمن بخس. بالنسبة إليّ، علمتني الحياة أن إستبداد الحاكمين مهما طال ليس دائماً، والتاريخ يعجّ بشواهد على رؤوس قيادات تطايرت الواحد تلو الآخر، وبإعتقادي دور بهلول يلفظ أنفاسه الأخيرة وفقاً لقاعدة “الحل النهائي”، قبل أن يؤدي أوباما اليمين القانونية كرئيس للولايات المتحدة في يناير2013 .
ولا يتبادر إلى أذهانكم أن أحداً من الأنظمة أو الجهات الإستخبارية العالمية ستلطخ يديها بتصفيته كما حدث مع بعض قيادات القضية تاريخياً، وعلى رأسهم الزعيم الراحل ياسر عرفات. بإختصار، “الطريقة البهلولية في إنشاء الدول منقوصة العضوية” طريقة مفلسة ومضيعة للوقت هدفها تضليل التحقيق في ملف الشهيد ياسر عرفات،والشاهد هنا تعيين بهلول لنائب عام جديد بعد إستقالة من سبقه في آب الماضي. فما الحكمة من ترك المنصب شاغراً لقرابة الثلاثة أشهر وملإه قبل يومين؟؟،
هذا إذا علمنا أنّ لجان التحقيق الدّولية ستفتح ضريح الشهيد أبوعمّار بعد غداً كما أعلن. الشعب الفلسطيني يقف وقفة الرجل الواحد، يريد إسقاطك، وإفناء سلطتك حتى النهاية، ولاتحسب أن التاريخ إن طوى صفحتك سينسى الناس أفعالك، إذ أن قرارك الفردي أضاع الكثير من أوراقنا الوطنية، وأساء لثوابتنا الوطنية متستراً بإسم حركة فتح التي ترأسها وكذلك منظمة التحرير الفلسطينية، كل هذا لتمرير مشاريع إستخبارية بإعتقادك أنّها ستصنع منك رجلا فأنت إمعة لا ناقة لك في القضية و لا جمل.
عندها سنحفر لدولتك قبراً وندفنها فيه غير آسفين على شبابها تماماً كما دفنت صفد وغيرها من أراضي فلسطين المحتلة، ولتعلم أن حق العودة سيبقى مقدساً طالما أنت بعيد عن أعيننا، والحق يقال: لاتقعد للنذل على حصيرة..
فهل وصلت الرسالة!!