حزمة تقارير // ..ليفني لدى الإعلان عن حزبها الجديد: عودة نتنياهو للسلطة بمثابة كارثة
اعلنت رئيسة حزب كاديما سابقا تسيبي ليفني رسميا قبل قليل عن قرارها العودة الى الحياة السياسية وخوض الانتخابات القادمة للكنيست برئاسة حزب جديد يطلق عليه اسم ” الحركة بقيادة تسيبي ليفني ” .
وقالت ليفني في مؤتمر صحفي عقدته في تل ابيب, انها تعود الى الحياة السياسية “لتكافح من اجل السلام الذي وصفته بأنه ليس “عبارة نابية”, ومن اجل الامن الذي سيتم تحقيقه من خلال الحصول على دعم دولي لاسرائيل, وكذلك من أجل “اسرائيل اليهودية”, و”اسرائيل الديمقراطية”, التي يتمتع جميع مواطنيها بحقوق متساوية, بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية .
واضافت ليفني ان حركة حماس خرجت من المواجهة العسكرية الاخيرة في قطاع غزة بمركز سياسي اقوى, حيث تبين ثمن السياسة الخاطئة التي تنتهجها حكومة نتنياهو, كونها تجري مفاوضات مع “الارهابيين” وليس مع اولئك الذين يعملون لاحباط “عمليات ارهابية”.
ورأت ليفني, ان نتيجة هذه السياسة (سياسة نتنياهو), هي اقامة دولتين فلسطينيتين, احداهما في الامم المتحدة, والاخرى دولة حماس في غزة .
وردا على سؤال حول ما اذا كان تشكيل حزبها الجديد سيضعف بالفعل قوة معسكر اليسار الوسط قالت ليفني, انها قررت خوض الانتخابات لأن هناك مواطنين يشعرون بان الاحزاب القائمة لا تمثلهم, واكدت انها تتعهد بأن توصي رئيس الدولة بتكليف احد قادة احزاب اليسار الوسط بتشكيل الحكومة القادمة وطالبت زعيمة حزب العمل شيلي يحيموفيتش ويائير لبيد بحذو حذوها والتوصية بتكليف يسار الوسط بتشكيل الحكومة قائلة ان تسليم السلطة لنتنياهو ملرة اخرى هو بمثابة كارثة.
دعاة الهيكل المزعوم وتقسيم الأقصى يتصدرون قائمة الليكود الانتخابية
احذّرت “مؤسسة الاقصى للوقف والتراث” في بيان لها اليوم الثلاثاء، من تنامي وتعاظم التيارات في المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية التي تدعو الى تسريع بناء الهيكل المزعوم وتقسيم المسجد الاقصى المبارك وتصعيد الاقتحامات و”الصلوات اليهودية” فيه.
وأشارت المؤسسة الى تصدر عدد من اعضاء الكنيست والشخصيات السياسية الاسرائيلية قائمة حزب ” الليكود ” لانتخابات الكنيست القادمة، والتي أعلنت نتائجها يوم أمس، من أبرزهم “موشيه فيجلين” و”زئيف ألكاين” و” داني دانون” و” تيسبي حوطبيلي” وغيرهم من المرشحين العشرين الاوائل ، ودعت “مؤسسة الاقصى” الى الانتباه الى هذه الظاهرة التي تزيد من المخاطر التي تهدد وتستهدف المسجد الاقصى، الأمر الذي يوجب مزيدا من التواصل والرباط الدائم والباكر في المسجد الاقصى المبارك، ويضع الامة عند مسؤوليتها لانقاذ المسجد الاقصى من المخاطر المحدقة به.
وقالت “مؤسسة الاقصى” في بيانها :” أن “فيجلين” وفي أول تصريح له عند صدور النتائج التي وضعته في الموقع رقم الـ 15 في قائمة” الليكود” قال، ان انتخابه هذا “هو بداية الطريق التي ستقود الى بناء الهيكل في جبل المعبد” ، في حين تصدر قائمة الليكود كل من عضو الكنيست “داني دنون”- نائب رئيس الكنيست الحالي- في الموقع الـ الخامس، علما ان “دانون” شارك أكثر من مرة في اقتحامات المسجد الاقصى المبارك، اما عضو الكنيست رئيس الائتلاف الحكومي الحالي “زئيف الكاين” فقد حصل على الموقع الثامن، و”الكاين” تحدث أكثر من مرة عن قضية المسجد الاقصى والدعوة الى اقامة الصلوات اليهودية فيه، وكذا الأمر بالنسبة لعضو الكنسيت “تسيبي حوطبيلي”،التي حصلت على الموقع الـ12 في قائمة الليكود – وقدمت مباشرة الى الموقع العاشر المخصص للمرأة.
وأضافت “مؤسسة الاقصى” انه في الآونة الأخيرة نشرت مقالات او تصريحات من هؤلاء وغيرهم حول بناء الهيكل المزعوم وتقسيم المسجد الاقصى كجزء من حملتهم الانتخابية واقناع منتسبي ” الليكود” للتصويت لهم، بل إن الوزيرة ليمور لفنات – وزيرة التربية والرياضة والمسؤولة عن ملف “سلطة الآثار الاسرائيلية”، والتي حصلت على الموقع الـ 17، كتبت قبل ايام مقالا تشيد به بالهيكل المزعوم ومركزيته في المشروع الصهيوني، أما نائبة الوزير عضو الكنيست “جيله جمليئل”- حصلت على الموقع الـ 19- فقد كتبت مقالا مؤخرا عن الهيكل المزعوم ختمته بقولها “ونتمنى ان يبنى الهيكل في ايامنا هذه بأسرع وقت ممكن”.
وخلصت “مؤسسة الاقصى” في بيانها :” ان رؤية متعمقة لنتائج هذه الانتخابات والتي تتزامن مع تصاعد اقتحام وتدنيس المسجد الاقصى، واعلان وتقديم اقتراحات قانون ومخططات لتقسيم المسجد الاقصى وتعاظم مشاريع التهويد حول المسجد الاقصى وفي مدينة القدس المحتلة وإعلان رئيس الحكومة الاسرائيلية “نتياهو” أكثر من مرة مؤخرا ان عمليات الاستيطان والتهويد لن تتوقف في القدس، ليدل دلالة واضحة ان المسجد الاقصى في خطر داهم وقد تكون الايام القادمة أخطر من الايام الحالية، الأمر الذي يجب ان يضع الأمة الاسلامية جمعاء عند مسؤولياتها تجاه المسجد الاقصى المبارك، والعمل على انقاذه من المخاطر المحدقة به.”
الصحف الإسرائيلية: قائمة الليكود أكثر تطرفا من أحزاب “اليمين المتطرف“
استعراض نضال وتد- أجمع محللو الشؤون الحزبية في الصحف الإسرائيلية اليوم، في معرض تعليقهم على نتائج انتخابات الليكود الداخلية، على أن قائمة المرشحين لليكود هي أكثر تطرفا حتى من قوائم الأحزاب التي تعتبر نفسها أكثر يمينية من الليكود . وذهب بعضهم إلى القول إن النتائج تشير عمليا إلى أن الليكود الحقيقي عاد إلى الحكم، وأن المرشحين الجدد يعرضون أمام الناخب الإسرائيلي حقيقة مواقف الليكود دون رتوش ودون أقنعة، مما يجعل حكومة نتنياهو القادمة عارية أمام الرأي العام الإسرائيلي والعالمي.
انتحار على الطريقة اليابانية- حريكيري
في صحيفة “هآرتس” كتب محرر الشؤون الحزبية يوسي فيرتير يقول، ” إنه في أوساط الثمانينات وفي خضم صراعات القوة والغرائز في الليكود صرخ رئيس الحركة ورئيس الحكومة آنذاك يتسحاق شامير قائلا ” هذه الحركة تفقد صوابها”، ومنذ ذلك الوقت والليكود يتطور ويكبر لكن الميل المغروس في نفوس أعضائه للانتحار السياسي بالأسلوب الياباني (حراكيري) يظل قائما إلى الأبد”.
ويمضي فيرتير قائلا إن “حركة سياسية تختار الإطاحة بثلاثة وزراء متزنون، جديرون بالثقة ولهم سجل محترم مثل دان مريدور وبيغن الإبن وميخائيل إيتان، وبنفس الوقت تضع بسخف ممثلي الجناح اليميني المتطرف، المناهضون للمحكمة العليا، مثل داني دانون، زئيف إلكين وتسيبي حوطوفيلي في الأماكن المتقدمة للقائمة ، وتنتخب موشيه فيغلين في مكان مرموق، هي حركة هناك شكوك بأحقيتها وأهليتها لأن تكون حركة سلطة حاكمة. ربما يستحسن أن يقوم نتنياهو بضم قائمة البيت اليهودي (الامتداد لحزب المفدال التاريخي) برئاسة نفتالي بنيت إلى قائمة الليكود، وبذلك يستطيع جميع أعضاء الليكود أن ينشدوا معا “الليكود بيتنا اليهودي”، كما يقول فيرتير.
ويرى فيرتير أنه ستكون للجنون والمس الذي أمسك أمس بتلابيب الليكود بعد يومين من الانتخابات الداخلية، تداعيات متطرفة للغاية إلى درجة الاعتقاد أن نتنياهو سيحتاج إلى “كرامات” من ليبرمان، شريكه في قيادة “الليكود بيتنا” من أجل تخفيف حدة تطرف القائمة النهائية التي ستقدم للجنة الانتخابات المركزية؟ انظروا إلى أين وصلنا- ليبرمان، وليس شخصا آخر- يصبح، على الأقل وفق هذا التقدير الذي لا يوجد أي تصديق رسمي له – طوق نجاة نتنياهو، و”المطري” الرسمي للقائمة!!
“نتنياهو هو الخاسر الأكبر”، بحسب فيرتير ، القائمة التي انتخبت، يضيف فيرتير :”هي بالضبط القائمة التي زينت كوابيسه الليلة: دانون، حوطيبيلي، ميري ريجف،وفيغلين في القائمة، مريدور وبيغن خارجها. لقد أظهر أحد أقوى رؤساء الحكومات في إسرائيل عجزا كبيرا عن التأثير ، وانعدام النفوذ في تصميم قائمة المرشحين التي سيقودها في الانتخابات. إنه الشخص الأقل تأثيرا في انتخاب القائمة، فقد تمت إزاحة الأشخاص المقربين منه، مثل شطاينتس وأوفير أكونيس إلى أماكن ومواقع متأخرة في أسفل القائمة، أما المرشح المفضل عليه، بني بيغن فقد ظل خارج قائمة المرشحين”.
فيغلين للحكم
في المقابل، اعتبر الصحافي المخضرم في “يديعوت أحرونوت” ناحوم برنيع، أن قائمة الليكود المنتخبة هي في واقع الحال عودة إلى مواقف الليكود الأصلية وهويته الحقيقية بعيدا عن كل ترهات الحديث عن حزب الوسط أو تعريف الليكود كحزب يمين- وسط.
وتحت عنوان “فيغلين للحكم” كتب برنيع يقول : ” انتصر اليمين للمرة الأولى في انتخابات عام 1977. وقد تطلب الأمر 35 عاما حتى يتحرر اليمين من كل مخاوفه، ومن كل الميول للذهاب نحو الوسط ومن جميع لحظات الشوق والحنين إلى جابوتينسكي ومناحيم بيغن، وانتخب ممثليه الحقيقيين، بدون خجل، وبدون دراماوبدون حقوق إنسان. لقد انتخبنا فيغلين للحكم.
ويقول برنيع :” إن قائمة منتخبي الليكود لا تحمل بشرى طيبة لنتنياهو الذي انجر رغم أنفه إلى هوامش اليمين. قد يكون لهذا الانزياح نحو اليمين ثمن في صناديق الاقتراع، تسيبي ليفني تعتزم اليوم الإعلان عن خوضها الانتخابات، وقد تشكل هذه النتائج قاعدة جيدة للانطلاق منها، وقد يكون ذلك صحيحا أيضا لإيهود أولمرت إذا قرر في نهاية المطاف العودة للحياة السياسية، وهي نتائج جيدة أيضا لحزب العمل ولحزب يئير لبيد. والآن ومع بدء المعركة الانتخابية فإنه يبدو اليوم أن كل الأحاديث التي دارت حول حسم المعركة مسبقا لصالح نتنياهو لم تعد صالحة بعد اليوم، فالمصوتون السابقون لكديما الذين اعتزموا العودة للتصويت لليكود، حصلوا على سببين جيدين للتخبط من جديد- الأول هو التحالف مع حزب ليبرمان والثاني تشكيلة قائمة الليكود”.
لكن برنيع لا يتوقف عند هذه التأثيرات الداخلية لنتائج الانتخابات ويمضي نحو استشراف ما سيواجهه نتنياهو وحكومته بعد تشكيلها سواء على المستوى الداخلي والقدرة على الحكم، أم على المستوى العالمي فيقول:
” هذه البشرى ليست سارة لنتنياهو لسبب آخر: فحتى إذا نجح في تشكيل حكومة، فإن غالبية أعضائها في كتلة الليكود سيكونون معارضين له. وكل تحرك سياسي سيقوم به سيواجه بمعارضة قوية داخل كتلته. عندما واجه شارون جبهة رفض مماثلة اتجه نحو شق الحزب لكن نتنياهو مجبول من طينة أخرى، يقول برنيع.
فقد نتنياهو في الطريق بيني بيغن ودان مريدر، الاثنان اللذان شكلا ورقة التوت لحكومته. بدونهما ( وبدون ميخائيل إيتان الذي أطيح به أيضا، وبدون إيهود براك الذي أعلن اعتزاله الحياة السياسية أمس) لم يبق من يمكن له أن يمنح الحكومة غطاء شرعيا. ستقف حكومة نتنياهو أمام الجهاز القضائي ومراقب الدولة إزاء الحكومات الأجنبية والرأي العام في الغرب عارية تماما.”
“البيت اليهود” إلى يسار نتنياهو
أما الصحافية والكاتبة سيما كدمون، التي خصصت تعليقها بشكل أساسي لاعتزال براك، فقد عرجت بطبيعة الحال على نتائج الانتخابات الداخلية في الليكود واعتبرت أن القائمة التي انتخبها الليكود، تضع الليكود إلى يمين “البيت اليهودي”، بل إن البيت اليهودي يبدو إزاء هذه القائمة وكأنه حزب ميرتس اليساري.
وقالت كدمون، إن القائمة المنتخبة في الليكود توفر لنتنياهو كل أسباب القلق وعدم الراحة، فهي تبدو وكأنها قائمة قام بتركيبها المستوطنون ورجال اليمين المتطرف. واعتبرت كدمون أن النتائج إذا كانت تشكل مؤشرا لقوة ونفوذ نتنياهو داخل حزبه فهي تعني أن وضع نتنياهو سيء للغاية، فالأشخاص الذي أراد لهم العودة للكنيست مثل بيني بيغن أو المقربين منه مثل أوفير أكونيس ويوفال شطاينتس، ناهيك عن الشخص الذي أراد نتنياهو إدخاله للكنيست، موشيه معوز- وجدوا أنفسهم إما خارج القائمة أو في أسفلها.
لكن نتنياهو، تقل سيما كدمون، سيبحث عن النصف المملوء من الكأس فسيشير إلى وجود ساعر وأردان وسلفان شالوم، وسيعزي نفسه بأن قائمته هذه قللت من بريق مرشحي حزب “البيت اليهودي” بقيادة نفتالي بنيت وبالتالي ستحول دون هروب مصوتي الليكود المتدينين إلى حزب البيت اليهودي، فمقارنة بالقائمة “القومجية” اليمنية المتطرفة التي انتخبها الليكود تبدو قائمة بنيت وكأنها حزب ميرتس”.