فورين بوليسي: تحسن أداء الجيش السوري مستبعد إلا إذا قرر الأسد تقسيمه

نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تقريرا تحت عنوان “المأزق السوري”، استهلته بالقول: “إن الرئيس السوري بشار الأسد فشل في إخماد الثورة المناهضة لحكمه رغم تفوقه من ناحية القوات العسكرية والأسلحة، ولكن هذه المزايا المادية كانت أحد أسباب فشله”.

وتابعت “فقد لجأت قوات الأسد إلى تطبيق مبدأ القوة الساحقة من خلال شن هجمات باستخدام الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات والمروحيات الحربية، ولكن تمكن الثوار الذين يعملون في خلايا وشبكات صغيرة من تفادي معظم هذه الهجمات والرد بضربات لاذعة على نحو متزايد”.

وتساءلت “كيف يمكن أن تنتصر حركة المعارضة السورية المنقسمة دون ذلك النوع من الدعم الجوي الوثيق الذي قدمه حلف شمال الأطلسي العام الماضي إلى الثوار في ليبيا؟”، مجيبا “إن الإجابة تكمن في حقيقة أن الجيش السوري، كغيره من جيوش معظم الدول، ينقسم إلى عدد من الوحدات الضخمة بينما تُعد خلايا الثوار أصغر حجماً وتتمتع بقدر أكبر من المرونة وخفة الحركة.

ومن ثمَّ، يواجه الجيش السوري صعوبة في محاولة التعامل مع الهجمات المتفرقة التي يشنها ما يقرب من ألف فريق يضم من 8 إلى 10 ثوار مسلحين، حيث إن توجيه الهجمات الجوية ضد مجموعات صغيرة من المقاتلين يفرض مشكلة، لا سيما في المناطق العمرانية”.

وأشارت إلى أن “حصول المتمردين السوريين على أعداد متزايدة من الأسلحة المضادة للدبابات وربما عدد قليل من الصواريخ المضادة للطائرات يزيد بالطبع من قوتهم في مواجهة قوات الأسد، ولكن السمة الحقيقية التي تميز الثوار هي قدرتهم على شن هجمات متزامنة في أنحاء متفرقة من البلاد”.

ولفتت الصحيفة الى انه “رغم أن الأخبار والعناوين الرئيسة تركز على القتال الدائر في مدينتي حلب ودمشق، يشن المتمردون هجماتهم في مختلف أنحاء البلاد بينما لم ينجح النظام بعد في معرفة كيفية تقسيم قواته إلى وحدات أصغر ونشرها على نطاق أوسع للتصدي لهذه الهجمات. وبعبارة أخرى، بينما يهاجم الثوار السوريون العديد من النقاط في آن واحد، ليس بإمكان الجيش السوري سوى توجيه هجمات مضادة ضد عدد محدود من النقاط في أي وقت معين. وذلك يعني أن الحرب السورية قضية خاسرة بالنسبة لنظام الأسد.

 فرغم أنه ما زال يملك جيشاً كبيراً مسلحاً ويتمتع بدعم قوي من إيران وروسيا، باتت أيام نظام الأسد معدودة. وقد يكون سقوط الأسد في نهاية المطاف حتمياً، ولكنه ليس وشيكاً. ويُعزى ذلك إلى أن الجماعات المتنوعة من الثوار المقاتلين تفتقر إلى جبهة موحدة تعزز هدفهم المشترك في إسقاط النظام. إذ يسعى بعض المتمردين إلى تصفية حسابات قديمة مع الأقلية العلوية الحاكمة بينما يتزايد تدخل مقاتلي تنظيم القاعدة في الصراع على نحو يثير قلق بالغ ويعقّد احتمالات التدخل الخارجي”.

وخلصت الصحيفة الى أنه “من المستبعد أن يتحسن أداء الجيش السوري على نحو يمكنه من هزيمة الثوار إلا إذا قرر الأسد المجازفة بتقسيم قواته إلى وحدات أصغر حجماً في منتصف الحرب. كما أنه من غير المرجح أيضاً أن ينجح الثوار على المدى القريب أو المتوسط في هزيمة النظام من دون الحصول على المزيد من الأسلحة المتطورة أو مساعدة من حلف شمال الأطلسي في شكل هجمات جوية على قوات النظام. ومع ذلك، هناك مخاطرة في إرسال أسلحة متطورة إلى سوريا بوقوعها في أيدي تنظيم القاعدة أو منظمات إرهابية أخرى؛ كما أن التدخل العسكري المعلن يهدد بتصعيد الصراع مع إيران وروسيا _التي تمتلك قاعدة بحرية في سوريا وأعربت مراراً عن قلقها إزاء المسيحيين هناك”.

وأشارت إلى أن “المأزق في سوريا يحتاج إلى نهج دبلوماسي مبتكر لا يركز على إسقاط الأسد من السلطة على الفور، وإنما يصر على تحقيق الأمن والسلامة والحرية للشعب السوري

“.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *