الوسط الاسرائيلي يتمزق واليمين يتعزز
بداية شوهاء للوزيرة ورئيسة كديما سابقا تسيبي ليفني التي أعلنت عن تنافسها على رئاسة الوزراء: قائمة «الحركة» الجديدة، تحصل حاليا على سبعة مقاعد فقط، ولا تنجح في تحريك الاصوات من كتلة اليمين الى كتلة الوسط – اليسار. اما ما نجحت ليفني في عمله فهو الاضرار الشديد بـ «يوجد مستقبل» بقيادة يئير لبيد التي تفقد خمسة مقاعد بالنسبة للاستطلاع الاخير، وبقدر أقل بالعمل بقيادة شيلي يحيموفتش، الذي يخسر هو ايضا خمسة مقاعد.
سبعة من المقاعد تنتقل مباشرة الى ليفني والباقي يتوزع بين ميرتس واحزاب اخرى. والسطر الاخير: ليست كتلة ليفني فقط لا تتعزز في اعقاب دخولها الى الساحة بل تضعف جدا بالنسبة لقوتها في الكنيست المنصرفة.
وعن البديل لنتنياهو لا مجال الحديث على الاطلاق. في المسألة الحرجة حول مدى ملاءمة المرشح لرئاسة الوزراء، نتنياهو يسحق ليفني: 66 في المئة من المشاركين في استطلاع «هآرتس» يعتقدون بانه ملائم للمنصب، مقابل 21 في المئة يرون في ليفني رئيسة الوزراء الصحيحة لدولة اسرائيل في هذا الوقت.
السيناريو السلس الذي نسجته ليفني في مؤتمرها الصحفي يبدو عديم الاساس والجدوى على الاطلاق. في هذه المرحلة من الحملة، قبل ثمانية ايام من الموعد النهائي لتقديم القوائم، تبدو الانتخابات قد حسمت. الحركة برئاسة ليفني، بقدر ما يتعلق الامر بالكتلة التي تهمها مصلحتها، هي الان في حالة تراجع.
بعد اسبوع من وقف النار في الجنوب، والذي اغضب الكثير من مصوتي الليكود وبعد يوم من انتخاب قائمة الليكود الى الكنيسة القادمة، يتبين ان «الليكود بيتنا» قوي ومستقر. وهو يقترب من خط الاربعين مقعدا. الاستياء من نتنياهو بسبب قراره عدم الدخول الى غزة انقضى وكأنه لم يكن. والركلة في المؤخرة التي تلقاها الثلاثي مريدور – بيغن – ايتان من منتسبي الليكود واللون اليميني – الديني وغير الرسمي الذي سيطر على قمة القائمة لم يردعا الناخبين؛ بالعكس، لعلهما اضافا عدة مقترعين وقفوا حتى الان لدى الاحزاب التي تدور في فلك الليكود.
وبالتوازي، فإن كتلة الوسط – اليسار آخذة في الهزال. اذا ما قام أحد ما بصناعة فيلم في هوليوود عن ذلك لسماه: «يا حلو، اليسار تقلص». وحسب استطلاع «هآرتس» – ديالوغ الذي اجري، باشراف البروفيسور كاميل فوكس من دائرة الاحصاء في جامعة تل أبيب، فان كتلة الوسط – اليسار، بما فيها 11 مقعدا للاحزاب العربية تعد 51 مقعدا فقط. اما كتلة اليمين – المتدينين فتحصل على 69 مقعدا، بما في ذلك حزب شعب كامل للحاخام حاييم أمسلم الذي يواصل الابحار فوق نسبة الحسم ويرتسم كأمر قادم.
ميرتس برئاسة زهافا غلئون يتعزز ويرتفع الى خمسة مقاعد. وهذا اغلب الظن نتيجة لمتلازمة اللابديل: لما كان انتصار نتنياهو يبدو مضمونا، فإن ناخبي اليسار يشعرون بأنفسهم معفيين من الحاجة الى تصويت تكتيكي، وهم يشعرون أحرارا بأن يسيروا خلف ميل قلبهم والتصويت للاحزاب الصغيرة. اذا كانت هذه هي صورة الوضع الانتخابي لاحقا ايضا، فالناخبون سيفسرونها كرخصة للعربدة. في مثل هذا السيناريو، قد تنمو قائمة أمسلم مثلا الى 5 – 6 مقاعد، ولكن هذا لا يزال سابقا لاوانه.
مسائل اخرى فحصها الاستطلاع: وزير الدفاع المستقيل، ايهود باراك، لا يزال يتمتع بمجد «عمود السحاب». نحو نصف المشاركين يريدون أن يروه في منصب وزير الدفاع في الحكومة القادمة ايضا. نسبة أقل بكثير تأسف على اعتزاله. ظاهرا هذا تناقض ولكن في حالة باراك يوجد فيه منطق: فهو ليس محبوبا من الجمهور، وعليه فانه عندما يذهب، فان الشعب لا يذرف دمعة. ولكن ذات الشعب يقدر مهنيته في شؤون الامن، ولهذا فانه يعتبر كمن ينبغي أن يبقى في منصبه، حتى لو كان خارج الساحة السياسية.
ملاحظات أخيرة حول المقاعد:
1. كاديما عمليا لم يعد قائما في الخريطة الانتخابية. 28 مقعدا شطبت وكأنها لم تكن.
2. شاس الجديدة ثلاثية الرأس تجد صعوبة في النهوض الى أكثر من 11 مقعدا يوجد لشاس اليوم.
3. «قوة لاسرائيل»، الحزب اليميني المتطرف لـ الداد وبن آري يبدأ بلمس نسبة الحسم.