كريستيان ساينس مونتور: رومني وأوباما جنحا بمناظرتهما للأوضاع الداخلية
لفتت صحيفة “كريستيان ساينس مونتور” الأميركية، في مقال تحت عنوان “رومني وأوباما جنحا بالمناظرة الرئاسية إلى الأوضاع الداخلية”، إلى أنه كان من المفترض أن تكون المناظرة الأخيرة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه ميت رومني حصراً على تبادل وجهات نظريهما بشأن سياسة الولايات المتحدة على الصعيد الخارجي. ومن ثم ظهر جلياً خلال تلك المناظرة اتفاق آرائهما فيما يتعلق بموقف الولايات المتحدة من الصراعات الخارجية الرئيسية الهامة التي تدور رحاها حالياً.
واشار كاتب المقال كورت شيلينغر إلى أن حديث كل من أوباما ورومني في تلك المناظرة الأخيرة سرعان ما انجرف بعيداً عن ملف السياسة الخارجية ليتطرق إلى نزاعات السياسة الداخلية. وفيما يتعلق بأسباب ذلك، لفت الكاتب إلى أنه يبدو أن الناخب الأميركي أظهر اهتماماً واضحاً بمعرفة مخططات كل من أوباما ورومني فيما يتعلق بمساعي خلق مزيد من فرص العمل، بصورة تفوق اهتمامه بمعرفته إستراتيجية كل منهما لتحقيق الاستقرار في باكستان، على سبيل المثال. لذا فقد كان جلياً أنه يمكن التأثير عليه على نحو أفضل من خلال الحديث عن السياسة الداخلية لا الخارجية.
وتطرق الكاتب إلى بعض ما ورد بتلك المناظرة. فنقل عن أوباما قوله: “بعد عقد من الحرب، أعتقد أننا جميعاً أصبحنا على وعي تام بضرورة العمل على بناء كيان الولايات المتحدة على الصعيد القومي”، وتعقيباً على ذلك، رد رومني بالموافقة مع استغلاله تلك الفرصة لانتقاد أوباما قائلاً: “بالتأكيد ما من أحد يريد الرجوع إلى سياسات السنوات الأربع المنصرمة، فهي لم تكن مجدية”.
وقد اتضح جلياً من تلك المناظرة أن كلا المرشحين حضر وبجعبته مجموعة من السهام الخاصة التي وجهها كل منهما إلى خصمه، فاشار الكاتب إلى أن أوباما سعى جاهداً لإظهار رومني في صورة شخص مشتت سطحي التفكير يفتقر ملكة القدرة على الحسم التي يجب أن تتوافر في أي شخصية قيادية. في حين سعى رومني وبكافة السبل المتاحة إلى التهكم على أوباما وتصويره على أنه رجل عسكري يسعى إلى الانتصار على أعدائه، دون أن يمتلك السلاح المناسب لتحقيق ذلك النصر.