صواريخ “الكورنت وغراد” من المخازن السورية إلى غزة
اليوم، ما بعد احداث قطاع غزة لا يمكن ان يكون كما قبلها ابداً لا في الحسابات السياسية أو العسكرية والاهم من ذلك ما يتعلق بوجود المقاومة وسلاحها على امتداد المحور الممانع في المنطقة.. وعليه فإن ما يحدث في غزة ليس بالشيء السهل ابداً والقضية تخطت محيط المقاومة الفلسطينية في فلسطين الى المقاومة في لبنان بحيث أصبحت القوى المناهضة لحزب الله ومقاومته والتي شكلت مساحة سياسية لحراك واسع في الداخل على قاعدة انهاء عهده ونزع الشرعية عن سلاحه امام سيل من الاسئلة الصعبة بعدما انقلبت الصورة وفشلت جهود تحويل المقاومة على امتداد وجودها في المنطقة الى عبء… مع الأخذ في الحسبان ان سلاح المقاومة في لبنان بات اليوم وفي ظل ما يجري في غزة هو الشرعية الوحيدة واللغة الاقوى لمواجهة اي هجوم محتمل علينا.
كما انه وبطبيعة الحال ومن بديهيات العمل العسكري ان تكون احداث غزة قد فرضت حالة تأهب في صفوف المقاومة في لبنان ووفقا لمصادر داخلية فاعلة فان المقاومة اليوم في اقصى جهوزيتها تحسباً لاي طارىء وهذا الامر مفروغ منه وبديهي علماً أضافت المصادر ان مسار الاحداث في غزة لا يشير الى امكانية تورط اسرائيل في اي عمل عسكري ضد لبنان نظرا لعدم قدرتها على مواجهة المقاومة هناك فكيف بفتح جبهتين في الوقت ذاته.
وكشفت المصادر اللبنانية المهمة جداً ان صواريخ «الكورنت» التي ضرب بها الفلسطينيون آليات اسرائيلية بالاضافة الى صواريخ «غراد» هم من المخازن السورية ووصلوا بواسطة السوريين الى القطاع، مع الاشارة الى انه وكما بات معلوما فان صواريخ «فجر 5» التي تدك تل ابيب هي سلاح ايراني وقد اعلنت ذلك صراحة المقاومة الفلسطينية، وبالتالي اضافت المصادر فان صمود غزة هو جراء الدعم الايراني – السوري ما يعني ان العزة التي يشعر بها كل عربي جراء هذه المقاومة لم تأت من الأروقة الدبلوماسية التي تريد ان تتخلى عن كل ما يتعلق بفلسطين ولا من الدول العربية التي لم تستطع الا ان تكون طرفا ليس لايجاد تسوية للقضية انما للبحث عن كيفية انهائها.
ولفتت المصادر الى ان المقاومة الفلسطينية اثبتت من خلال اظهارها قدرة عالية في الدفاع والهجوم ان فلسطين عادت عنوانا للامة العربية والاسلامية على الرغم من محاولة تدجينها وتحويلها الى منظمة تحرير ثانية وعلى الرغم من المراهنة على ان دول الربيع العربي يمكن ان تؤثر على نهجها مشفوعة بالمال القطري لتوجيه ضربة الى محورها بالتزامن مع الهجوم على المقاومة في لبنان وعلى التصعيد ضد سوريا.
وهنا أكدت المصادر نقلاُ عن قيادات رفيعة في «محور المقاومة» ان هذه الدول سوف تصاب بخيبة امل شديدة وستدرك في الايام القادمة ان المقاومة التي يعمل على انهائها ستفرض معادلة عسكرية سياسية جديدة في المنطقة وستهز عميقا كل الكيان الصهيوني الذي اصبح من الداخل بدءأ من تل ابيب تحت رحمة ضرباتها، مسقطة بذلك نظرية الأمان في اسرائيل ومعها نظرية انهاء المقاومة على امتدادها في المنطقة.
هذا واشارت المصادر الى ان انجازات المقاومة الفلسطينية في غزة سوف تفرض تداعيات على الوضع السياسي اللبناني- الاقليمي بدءاً من ان محور المقاومة سوف يكون اقوى ووضعه افضل وبطبيعة الحال سوف ينعكس ذلك على وضع المقاومة في لبنان كونها جزء لا يتجزأ من هذا المحور، وصولا الى الخيبة الشديدة التي ستصيب محور ما يسمى بالاعتدال العربي الذي يروج بان سرائيل ليست العدو وانها لا تؤذي احدا ولا تغتال القادة اللبنانيين بينما اتهام سوريا وايران والمقاومة بذلك ، وهنا يجب الجزم بأن هذه «المعادلة سوف تصبح مقلوبة» لان اسرائيل هي الطرف الذي يغتال ، وايران وسوريا والمقاومة هم الطرف الذي يساعد… وعليه بات على جماعة اميركا في لبنان والمنطقة ان يتمعنوا في هذه الدلالات ويأخذوا العبرة المناسبة.