اليوم يُحدد الموقف // ..واستطلاع هآرتس: 84% يؤيدون العدوان وأقل من الثلث يؤيدون عملية برية
أفاد موقع “هآرتس” على الشبكة أنه مع بدء اليوم السادس للعدوان على غزة، فإن الجمهور الإسرائيلي يؤيد تأييدا جارفا العدوان الإسرائيلي الجوي على قطاع غزة، كما يؤيد بشكل خاص المستوى السياسي المسؤول عن هذا العدوان، وتحديدا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ووزير الأمن إيهود براك، حيث يحظى الاثنان بعلامات رضا عن “أدائهم” خلال العدوان مقارنة بنسب التأييد التي كانوا يحظون بها في الاستطلاعات التي سبقت هذا العدوان.
مع ذلك قال الموقع إن التأييد المذكور لم يصل بعد لدرجة التأييد التي حظي بها كل من أولمرت وعمير بيرتس خلال الحرب الثانية على لبنان عندما حظي الاثنان بتأييد 85% من الإسرائيليين مقابل 55% من التأييد لبراك ونتنياهو. مع ذلك يبين الاستطلاع أن 84% من الإسرائيليين يؤيدون العدوان الجاري على غزة.
وبحسب الموقع ومع الأخذ بعين الاعتبار أن إسرائيل في خضم معركة انتخابية، وبسبب التقطب في المجتمع الإسرائيلي، فإن الاستنتاج الأساسي من الاستطلاع تقول بأنه آن الأوان لأن تبدأ القيادة الإسرائيلية مساعي لإنهاء الحملة. إذ تدل تجارب الماضي أن الحملة من المرحلة الحالية فصاعدا ستتعقد أكثر فأكثر وسيقل التأييد الشعبي الإسرائيلي للضربات التي تتلقاها حماس حاليا، كلما تبلور واتضحت معالم سيناريو متشائم من التورط في القطاع.
وبين الاستطلاع أن 30% من الإسرائيليين يؤيدون شن معركة برية في القطاع، في حين يؤيد 39% منهم مواصلة القصف الجوي، بينما دعا 19% إلى السعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. ولفت الموقع إلى أن نتنياهو وبراك لم يحصلا على مثل هذه النسبة من التأييد إلا عند إبرام صفقة جلعاد شاليط.
إلى ذلك بين الاستطلاع الذي أجراه معهد “ديالوج” لصحيفة “هآرتس”، أن العدوان على غزة ينعكس أيضا على حجم التأييد وعدد المقاعد التي تحصل عليها مختلف الأحزاب الإسرائيلية لو جرت الانتخابات اليوم. فقد أشار الاستطلاع إلى أن حزب “الليكود- بيتينو” (بعد تحالف ليبرمان مع نتنياهو) يحصل على 41 مقعدا، بينما يحصل حزب العمل على 21 مقعدا، و”شاس” على 12 مقعدا، والبيت اليهودي- الاتحاد القومي 8 مقاعد. يهدوت هتوراة 5 مقاعد ، القائمة الموحدة 5 مقاعد، ميرتس 4 مقاعد، التجمع الوطني الديمقراطي 4 مقاعد، كديما 3 مقاعد، الجبهة الديمقراطية 3 مقاعد، عام شاليم 3 مقاعد وحزب إيهود براك (عتصمئوت) يحصل على مقعدين.
وبحسب الاستطلاع فإن براك هو المستفيد الأول والرئيسي من هذا العدوان إذ يتمكن حزبه للمرة الأولى من اجتياز نسبة الحسم، مع احتمال عودته وزيرا للأمن في حكومة نتنياهو القادمة، إذ قال 42% من الإسرائيليين إنهم يريدون براك وزيرا للأمن في الحكومة القادمة. كما يرتفع عدد مقاعد كتلة اليمين بحسب الاستطلاع إلى 69 مقعدا، بعد أن أشارت الاستطلاعات السابقة إلى أن عدد مقاعد اليمين تصل لغاية 65 مقعدا فقط أي زيادة بأربعة مقاعد، مقابل تراجع اليسار إلى 51 مقعدا (بما فيها مقعدا حزب براك).
إلى ذلك بيّن الاستطلاع أن 55% من الإسرائيليين راضون عن أداء نتنياهو في سياق العدوان على غزة، مقابل 52% أعربوا عن رضاهم عن أداء إيهود براك. وقال 43% من الإسرائيليين إنهم راضون عن أداء وزير خارجية إسرائيل ليبرمان.
يديعوت أحرونوت: بانتظار الأوامر بين وقف إطلاق النار وبين اجتياح القطاع
اعتبرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الحسم بين اجتياح القطاع وبين التوصل لوقف إطلاق النار سيكون خلال الثماني والأربعين الساعة القادمة وفقا لما أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي منح إسرائيل شرعية مواصلة العمليات القتالية والعدوان بتصريحه بحق إسرائيل “بالدفاع عن نفسها”، وتبنيه عمليا لشعار نتنياهو للتغطية على العدوان “بأنه لا توجد أي دولة تقبل بسقوط الصواريخ على مواطنيها”.
وقال المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أليكس فيشمان، إن براك أوباما هو عمليا من حدد الفترة الزمنية المتبقية بين التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار وبين القرار الإسرائيلي بالاجتياح العسكري البري لقطاع غزة، في وقت تعكف فيه الأطراف المختلفة على صياغة نص اتفاق وقف إطلاق النار قبل أن يقع حدث إستراتيجي لا يبقى مجالا لوقف إطلاق النار ويقود العدوان باتجاه اجتياح بري للقطاع.
وقال فيشمان إن الخوف من “صورة حدث إستراتيجي يقلب الصورة” هو الذي يدفع كافة الأطراف إلى السعي الحثيث للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، مضيفا في الوقت ذاته أنه قد تكون الصورة التي نقلها منزل عائلة الدلو التي سقط 12 فردا من أبنائها في القصف الإسرائيلي أمس هي سبب إعلان حماس فشل الاتصالات الجارية أمس، لأن حماس لا يمكنها القبول بصورة كهذه لوقف العدوان والذهاب إلى وقف لإطلاق النار.
ويرى فيشمان أنه في ضوء الإطار الزمني المحدد حاليا، 48 ساعة، موعد وصول الأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة ليكون ضامنا لاتفاق وقف إطلاق النار، فإن فرص استمرار التصعيد العسكري مساوية تماما لفرص التوصل لاتفاق هدنة.
مصدر إسرائيلي: اليوم سيتضح ما إذا يمكن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار
نقل المراسل السياسي للإذاعة الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي وصفه بأنه رفيع المستوى قوله إنه سيتضح اليوم ما إذا كان يمكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أم لا برعاية مصرية. وقال المسؤول المذكور إنه لا تزال هناك خلافات بين إسرائيل وحماس، لكن إسرائيل تقدر بأن لحماس مصلحة واضحة بمنع تصعيد الهجمات الإسرائيلية.
وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن المطلوب من الجانب المصري هو استخدام نفوذه والضغط على حماس وباقي المنظمات لقبول الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار مقابل بادرة حسن نية إسرائيلية لمصر.
وبحسب موقع الإذاعة الإسرائيلية فقد قال وزير إسرائيلي أمس إنه يتعين الحصول على موافقة إسرائيلية لتخفيف الحصار المفروض على القطاع، مقابل ضمانات مصرية بالمحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية لأمد طويل.
وأشارت الإذاعة إلى المؤتمر الصحفي ألذي أعلن في وقت سابق اليوم أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، سيعقده في الواحدة من بعد ظهر اليوم في القاهرة. وبيّنت الإذاعة أن مشعل يدير الاتصالات مع قادة المخابرات المصرية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
“معاريف” تروج لخلاف بين حماس والجهاد الإسلامي
في المقابل ادعى موقع “معاريف” الإسرائيلي اليوم، الخميس، أن حماس والجهاد الإسلامي تبادلا التهم، وأن خلافا دب بينهما على خلفية اقتراب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار. وقال الموقع إن حركة الجهاد الإسلامي تتهم حماس بالرضوخ للشروط الإسرائيلية ومحاولة احتكار إنجازات المقاومة في الجولة الحالية. وبحسب الموقع فإن الجهاد الإسلامي ادعى أن إسرائيل تريد التهدئة، وحماس تريدها والسلطات المصرية تريدها أيضا.
وادعى الموقع أن حركة حماس تتهم الجهاد الإسلامي بأنه يسعى لتصعيد المواجهة في القطاع وعدم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار خدمة لمصالح أجنبية، هي مصالح إيران وسوريا. كما اتهمت حماس، وفق ادعاء “معاريف”، حركة الجهاد الإسلامي بأنها رفضت عقد لقاء مشترك لكافة فصائل المقاومة لتحديد شروط اتفاق وقف إطلاق النار.
واقتبس الموقع الإسرائيلي تصريحات لنائب الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد نخلة لصحيفة الحياة اللندنية التي قال النخال فيها: “مصر استدعتنا وحركة حماس من أجل التوصل إلى تهدئة”. وأضاف: “إسرائيل تريد التهدئة ومصر تريد التهدئة، وحماس تريد التهدئة لأن مصر تسعى إلى تحقيقها بقوة حقناً للدماء الفلسطينية، ونحن من جانبنا نريد تهدئة تحفظ كرامتنا كفلسطينيين، وفقاً لمعايير وليس شروطاً، على رأسها رفع الحصار عن قطاع غزة وتشغيل معبر رفح بشكل طبيعي ومعاملة الفلسطينيين في المطارات معاملة آدمية وليس احتجازهم في مطار القاهرة بلا أي أسباب تستدعي ذلك… لن نقبل بعرض مذل أو مهين”.