أسرار الأنسحاب // أكتشاف بنود ” وهابية وتكفيرية” دست بمسودة الدستور ـــ ومآساة قطار أسيوط تتفاعل بقوة!
بنود وهابية دست سرا في مسودة الدستور المصري
انسحب عدد من السياسيين من التيار الليبرالي الأحد من الجمعية التأسيسية التي تكتب دستورا جديدا لمصر والتي يهيمن عليها الاسلاميون وقالوا انهم لم يحصلوا على فرصة لبحث المواد الواردة في مسودة الدستور فضلا عن تجاهل مقترحاتهم.
ويأتي انسحاب 12 على الأقل من أعضاء الجمعية المئة بعد انسحاب خمسة أعضاء هم ممثلو الكنائس المصرية الثلاث الكبرى إضافة الى ثمانية من عشرة أعضاء في اللجنة الاستشارية التي تقدم مساعدة فنية للجمعية بسبب شكاوى مماثلة.
وقال الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى وأحد المنسحبين من الجمعية في مؤتمر صحفي بمقر حزب الوفد الليبرالي “المسألة ليست كما يقال تتعلق بالشريعة. اتفقنا على صيغة ومضمون المادة الثانية… لكننا فوجئنا بأن هذه المادة تعكس بمادة أخرى وهذا يحتاج إلى نقاش مهني قانوني لم يتحقق في الأيام الأخيرة حيث قلت مساحة النقاش” بسبب الخلافات في الرأي داخل الجمعية.
وتنص المادة الثانية من الدستور الذي علق العمل به على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع واتفق أعضاء الجمعية التأسيسية على بقائها دون تعديل في الدستور الجديد. وقال المنسحبون إن لجنة الصياغة أضافت للمسودة مادة ثانية تجعل تطبيق الشريعة الإسلامية كاملا ووجوبيا.
وقال موسى “اللجنة الخماسية التي تحال إليها المواد (لصياغتها) غير مشكلة تشكيلا محايدا وسألناهم لماذا لا يقبلون ضم اثنين (من المنسحبين) إلى اللجنة… غير أنهم لم يقبلوا ذلك”.
وأضاف “قررنا الانسحاب… نهائيا”.
وكان نحو 25 عضوا في الجمعية علقوا عضويتهم قبل أيام.
ويتصاعد الضغط على الجمعية للانتهاء من كتابة مسودة الدستور قبل انتهاء المهلة المحددة والتي تنتهي في 12 ديسمبر/كانون الأول لكن أعضاءها يقولون انهم سيواصلون عملهم طبقا للجدول المحدد.
ولن يكون بإمكان مصر التي حل مجلسها التشريعي في أبريل/نيسان بعد حكم قضائي إجراء انتخابات تشريعية إلا في وجود الدستور الجديد.
وقال موسى إنه يتوقع انهيار الجمعية التأسيسية لكن المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين محمود غزلان قال الاحد ان “الجمعية مستمرة في عملها خاصة أنها قاربت على الانتهاء من الصيغة النهائية لمسودة الدستور”.
وأضاف “حتى الآن لم نخطر رسميا بالانسحاب وفور إخطارنا سنصعد عددا مماثلا للمنسحبين من الأعضاء الاحتياطيين”.
وتابع “ما يحدث ليس خلافا بقدر ما هو نوع من الابتزاز السياسي”. وشدد على أن لائحة عمل الجمعية لا تمنع التصعيد من الأعضاء الاحتياطيين إذا انسحب أعضاء نتيجة اختلاف في الرأي.
وفي وقت لاحق قال رئيس الجمعية التأسيسية حسام الغرياني في جلسة عقدت الاحد انه يرحب بعودة المنسحبين خلال يومين وبعدها ستواصل الجمعية عملها بدونهم مع الاستعانة بالأعضاء الاحتياطيين لتكملة المئة عضو.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن الغرياني قوله “لن نستعجل الأمر… وسنفسح لهم المجال لمدة يومين للعودة إذا لم يكن في ذلك إخلال بقواعد الجمعية”.
ويقول منسحبون إن تصعيد الأعضاء الاحتياطيين يكون لدواعي الوفاة أو العجز أو السفر الدائم خارج القاهرة حيث مقر الجمعية.
وقال المتحدث الرسمي السابق باسم الجمعية وحيد عبد المجيد الذي أعلن أيضا انسحابه “وصلنا إلى طريق مسدود… اعترضنا على مفاهيم طالبانية ومفاهيم وهابية”.
وقال عبد المجيد “فوجئنا بأن نصوصا توضع (في المسودة) بليل لا نعرف من وضعها”.
وقال المنسحبون -وبينهم أستاذ القانون جابر نصار ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي الليبرالي محمد أبو الغار- إنهم سيضعون مسودة دستور موازية.
لكن أي مسودة لن تصبح دستورا إلا بعد إقرارها في استفتاء للناخبين يدعو إليه الرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين
حكومة الإخوان مشغولة عن دم أطفال أسيوط المراق على القضبان
أبرز النتائج التي ترتبت على حادث القطار والحافلة بمحافظة أسيوط، والذي راح ضحيته ما يقرب من 60 طفلا وطفلة و18 مصابا، مطاردة لعنات المصريين من شارع لشارع ومن حارة لحارة ومن منزل لمنزل.. للنظام الحاكم ورجاله، فالجميع عامة وخاصة يحمل الرئيس وحكومته المسؤولية كاملة، كونه لم يول إصلاحات البنية الأساسية أي اهتمام منذ توليه، وانشغل منذ توليه الحكم بتصفية حسابات جماعته ـ جماعة الإخوان المسلمين ـ مع مؤسسات الدولة، وتسكين قيادات وكوادر جماعته في مواقع المسؤولية بغض النظر عن الكفاءة، وأطلق أنصاره من المتطرفين والمتشددين للنيل من الشعب المصري وحضارته وتاريخه بل وإسلامه.
ويستطيع أي عابر للشارع المصري أن يرى ويسمع ويستشعر حجم الغضب مما جرى في أسيوط وتصرف الرئيس وحكومته، غضب حمل مآسي أربعة أشهر أو يزيد من حكم الرئيس محمد مرسي، من انقطاع الماء والكهرباء وأزمات امدادات الطاقة المنزلية إلى الحرائق والقتلى وارتفاع الأسعار وغياب الأمن وانتشار “البلطجة” وتجارة المخدرات.
وفجرت حادثة أسيوط كارثة احتمال ضياع سيناء، وتسكينها للفلسطينيين وإقامة إمارة حماس في سيناء بعد أن تستولي إسرائيل على غزة، هواجس ومخاوف وغضب كبير يجري لدى المصريين، لكن نساء مصر البسطاء لهن نظرية تختلف في رؤيتها عما سبق، فهن يرن باختصار أن الرجل قد يكون حسن النية ويريد الإصلاح، لكن “قدمه قدم نحس” والناس “أقدام وأنفاس ونوايا”، وبسؤال الكثيرات منهن كن يرفعن أكف الضراعة لله أن ينقذ مصر، وأن يحفظها من المتطرفين والمتشددين.
وتحدثت الحاجة نفيسة ـ بائعة خضار في سوق السيدة زينب ـ قائلة إن الرجل “وشه مش وش خير” منذ تولى والبلد يوميا هناك مأساة إضرابات واعتصامات وحرائق وحوادث.
وأضافت “رمضان الماضي كان أسود علينا لا ماء ولا كهرباء، وقتل الجنود في سيناء، وارتفاع أسعار، كان هم وغم، حتى العيد لم نشعر بفرحته”.
وقالت “عدت أمس إلى البيت بعد العشاء، فوجدت زوجة ابني تبكي، وعندما عرفت بما جرى لأطفال أسيوط بكيت مثلها، تخيلت أن ابني حدث له ما حدث كيف كان سيكون شعوري”.
ورفعت سيدة حامد ـ ممرضة بأحد المستشفيات ـ يديها ودعت على الحكومة والرئيس، وقالت “لم نر يوما حلوا منذ تولى، أيام هم وحزن وفقر، تخيل يوميا يدخل المستشفى عشرات المصابين والقتلى في أعمال شغب وشجارات البلطجية والعنف بين الأهل والأقارب والجيران لأسباب تافهة، معظمها بسبب الفقر والوضع الاقتصادي المتردي، الناس تذبح بعضها في طوابير الخبز وأنابيب البوتاجاز والماء وغيره”.
وحكت سيدة عن عمليات البلطجة التي شهدتها المستشفيات وقالت “هي أعمال ليست ضدنا كممرضين وأطباء ولكن ضد المصابين بعضهم مع بعض، ونحن كنا نضيع في الوسط”.
وبدأت نهلة حمادة ـ عاملة سنترال بالعمرانية ـ بالمثال القائل “اللي اختشوا ماتوا” ثم قالت “لو الحكومة عندها دم وكرامة كانت استقالت كلها، لكن المصيبة أن مسؤولينا “جبلات” ـ كلمة تطلق على الأشخاص الذين لا يشعرون أو ليس لديهم إحساس ـ أنت تعوضني عن موت ابني الذي تسببت في قتلة بإهمالك وفشلك بـ “4 آلاف جنيه”، استهانة وقلة ذوق، دم الأطفال لا يزال على القضبان، ويخرج الفاشل يقول قررنا تعويض الأسر عن كل طفل “4 آلاف جنيه”.
وأضافت نهلة “إنهم يستغلون الدين ويستخدمونه وسيلة للسلطة، كل واحد “ربى ذقن ولبس جلبات عمل فيها شيخ مطنطن” يأمر وينهي باسم الله وباسم الرسول، أنا أرى أشكالا تجلب الغم”.
ورأت حميدة عبد المجيد ـ طبيبة صيدلانية ـ أنه كان على الرئيس أن يلغي كافة لقاءاته ويتوجه لأسيوط، لكنه كما عرفنا ونشرت الصحف لم يتصل ليتابع الأمر، وكأن هؤلاء الأطفال ليسوا أطفال مصر، هو مشغول بغزة وسوريا ولقاء هذا وذاك وليس مشغولا بمصر.
وقالت “كله كوم وكلام شيوخ الاذاعات والفضائيات كوم ثاني، واحد شيخ في إذاعة القرآن الكريم خرج قال تعليقا على الحادث المأساوي (من أعمالكم سلط عليكم)، تخيل يشمت في مصابنا، تخيل”.
وطالبت رضا خليل ـ بائعة متجولة ـ الرئيس مرسي بالرحيل وأن يكتفي بهذا القدر، وقالت “أيامه كلها فقر وضنك، والله منذ تولى ونحن لا يمر يوم علينا بخير، الناس لم يعد معها فلوس للشراء، كثيرا ما أعود بالبضاعة التي خرجت بها من البيت دون بيع أي شيء، الناس حالها سيئ جدا، لا تعرف كيف توفر أبسط متطلبات الحياة من رغيف وقطعة لحم أو دجاجة، والله هناك أسر تشتري أرجل الدجاج تطبخ عليها، والرئيس رايح جاي يصلي ويخطب، أكلنا وشربنا إيه من خطبه، لم يكن أكن يتخيل أن يفعل ذلك بالبلد
وبكت مها السيد ـ صاحبة كشك سجائر وتبيع الجرائد والمجلات بعزبة النخل ـ وقالت “الصور المنشورة في الجرائد اليوم ـ الأحد ـ تقطّع القلب، بعض الأطفال لموا جثثهم قطعا قطعا، أنت متخيل لو (ضناك) حدث له ما حدث، ماذا كنت ستفعل، لو طلت رقبة أي حد حتى لو كان الرئيس كنت قطمتها بسناني، ليس معنى أننا فقراء أن أبناءنا تقتل هكذا، هو الرئيس “مش عارف أن البلد محتاجة إصلاح من قبل ما يتولى” ماذا فعل، داير يصلى هنا وهناك ويخطب هنا وهناك دون أن يفعل شيئا، هل الإسلام صلاة وخطب فقط؟ ماذا أصلح منذ استلم البلد؟ مستشفيات دون دواء ومدارس من غير كراسي (العيال بتقعد على الأرض)، وكهرباء ومياه تأتي أحيانا مرة في اليوم وأحيانا لا تأتي، وأنبوبة بوتاجاز وصل ثمنها 70 جنيها، وطوابير العيش، ربنا يرحمنا ويولي من يعدل