«أبو قتادة» يطالب لندن بـ 10 ملايين جنيه تعويضا
أثيرت أمس في بريطانيا ضجة واسعة لدى الكشف عن أن عمر محمود محمد عثمان، الملقب بأبو قتادة، قرر رفع دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية لمطالبتها بتعويض مالي قدره 10 ملايين جنيه إسترليني عن سوء المعاملة المتواصلة الذي تعرّض له على يد المسؤولين في وزراة الداخلية البريطانية والشرطة التابعة لها، الأمر الذي يفتح فصلاً جديداً في مسلسل أبو قتادة الذي يتعرض لمطاردة مستمرة منذ سنين من جانب السلطات البريطانية التي فشلت كل محاولاتها لغاية الآن في إبعاده إلى الأردن.
وأبلغ إبراهيم عثمان، شقيق أبو قتادة، صحيفة «دايلي ميل» أن أخيه يأمل في الحصول على 10 ملايين جنيه لأنه سجن عن طريق الخطأ وأسيئت معاملته لسنين طويلة. وقال عثمان أن أبو قتادة «لم يفعل شيئاً ضد الشعب البريطاني، لكن السلطات البريطانية زجّت به في السجن لسنين طويلة، من دون أن تجري محاكمته في بريطانيا. فهو على حق بأن يحصل على هذا المبلغ من المال»، موضحاً أن أبو قتادة «لم يكن قادراً على العمل لسنين طويلة بسبب سجنه، لذا فكيف يمكنه أن يعيش، بعدما انتهت القضية، من دون الحصول على التعويض»
.
ووفقاً لعثمان يأمل أبو قتادة، إذا سمحت له السلطات الأردنية بأن يعود إلى الأردن من دون أن تتعرض له بسوء، أن يصرف التعويض الذي سيحصل عليه من بريطانيا على شراء منزل ليقيم فيه مع عائلته في عمان، بالإضافة إلى رغبته في تخصيص جزء من التعويض سيتبرع به لجمعية خيرية إسلامية في الأردن تُعنى بمساعدة الفقراء.
وكان قاضي المحكمة العليا رفض أخيراً طلباً تقدمت به وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي من أجل إبعاد أبو قتادة إلى الأردن، حيث هو مطلوب للسلطات الأردنية بتهم تتعلق بالإرهاب.
وجاء رفض القضاء البريطاني لإبعاد أبو قتادة بناء على قوانين حقوق الإنسان، إذ اقتنعت المحكمة بأن أبو قتادة سيكون معرضاً لمعاملة سيئة وغير إنسانية في حال وصوله إلى الأردن، الأمر الذي أغضب الحكومة الأردنية.
وقضى أبو قتادة السنوات السبع الأخيرة في السجن، واضطرت السلطات البريطانية لإطلاق سراحه الأسبوع الماضي، حيث عاد إلى عائلته، لكنه يعيش تحت قيود أمنية مشددة، ويُسمح له في الخروج من البيت فقط من الثامنة صباحاً حتى الرابعة بعد الظهر مع بقائه طوال الوقت تحت رقابة جهاز الأمن الداخلي البريطاني «إم آي 5»، ومُنع من إلقاء المحاضرات والمواعظ والخطب في المساجد أو حتى التحدث في مثل هذه الأمور مع أشخاص غير أفراد أسرته على أن يتم داخل المنزل فقط.
واحتج أبو قتادة على الطريقة التي تصرف بها جيران منزله في الحي الذي كانت عائلته تقيم فيه في ويمبلي شمال غرب لندن، واحتجاجهم على إقامته بينهم، مما اضطر السلطات المختصة إلى نقله إلى منزل سري حفاظاً على سلامته وسلامة أفراد عائلته المؤلفة من زوجته وخمسة أبناء وبنات.
وتعيش عائلة أبو قتادة على مخصص إعالة من الحكومة قيمته ألف جنيه أسترليني شهرياً، عدا المنزل الممنوح له مجاناً، فيما يُعتقد أن الحكومة البريطانية تتكلف سنوياً نحو 3 ملايين جنيه ثمناً للإجراءات الأمنية والمراقبة المتعلقة به.