«مؤسسة ميردوخ» حصلت بالرشوة على صورة صدام وهو عارٍ
يتوالى الكشف عن أساليب العمل الفاسدة التي مارسها العاملون في مؤسسة «نيوز كوربوريشن» التابعة لإمبراطورية ميردوخ الإعلامية على جانبي المحيط الأطلسي، ففي وقت استدعيت ربيكا بروكس، مديرة أعمال ميردوخ، وآندي كولسون، المستشار الإعلامي السابق لرئيس الوزراء رئيس التحرير السابق لصحيفة «نيوز أوف ذي وورلد» وعدد آخر من زملائهم السابقين في المؤسسة نفسها إلى مكتب المدعي العام البريطاني في لندن لتسليمهم لوائح اتهام عن دفعهم الرشاوى لمسؤولين حكوميين للحصول على بعض الأخبار،
كشف النقاب في نيويورك أن صحيفتي «الصن» اللندنية و«نيويورك بوست» الأميركية التابعتين لميردوخ دفعتا رشوة مالية لمسؤول أميركي للحصول على الصورة التاريخية التي ظهرت في اليوم نفسه في الصحيفتين في 20 مايو 2005 للرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو عار سوى من سرواله الداخلي الأبيض القصير.
وكان نشر صورة صدام في هذا الوضع أحدث ضجة عالمية واسعة وأحرج الإدارة الأميركية كون صدام كان معتقلا في معسكر تابع للجيش الأميركي في العراق ويخضع لمراقبة مشددة، الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي في حينه جورج بوش لإصدار أمر بإجراء تحقيق في كيفية حصول الصحيفتين على تلك الصورة.
ورغم عدم نشر نتائج التحقيق من جانب الإدارة الأميركية، خرجت صحيفة «ذي دايلي بيست» الأميركية الثلاثاء، معلنة أن الصحيفتين حصلتا على الصورة «في شكل غير قانوني من خلال دفع رشوة لمسؤولين أميركيين». ونقلت عن مصدر موثوق أن «المبلغ الذي دُفِع لقاء الصورة تجاوز الـ500 جنيه إسترليني، ودفع لمسؤول أميركي على الأراضي الأميركية»، أي ليس في العراق، حيث كان صدام معتقلا، معنى ذلك أن الجريمة حصلت على الأراضي الأميركية ولا يمكن التهرب من مواجهة العدالة بالادعاء أن الجريمة، أي جريمة دفع الرشوة، تمت خارج حدود الولايات المتحدة وعليه فهي خارجة عن صلاحيات القضاء الأميركي وسيطرته.
يُشار إلى أن الشرطة البريطانية التي اعتقلت لغاية الآن 54 شخصا متورطين في فضائح مؤسسة ميردوخ الإعلامية، من تنصت غير قانوني على مكالمات المواطنين ودفع رشاوى لمسؤولين من ضمنهم ضباط في الشرطة وحتى في وزارة الدفاع، وتقديم لوائح اتهام ضد العديد منهم، إلا أن طريقة الحصول على صورة صدام شبه عار لم تكن ضمن القضايا التي جرى التحقيق فيها. لكن يبدو أنه إذا فات الادعاء العام البريطاني موضوع أو قضية في التحقيق بأساليب عمل مؤسسة ميردوخ الإعلامية، يكون هناك من يُذكره بها حتى ولو جاء التذكير من خارج بريطانيا.
ووفقاً لـ «ذي دايلي بيست» التقطت صورة صدام داخل معسكر كروبر للجيش الأميركي قرب بغداد في الفترة ما بين يناير وأبريل 2004، حينما كانت الاستعدادات جارية لمحاكمة صدام. ففي حينه دافع غراهام دودمان، رئيس تحرير «الصن»، عن نفسه في شأن الكيفية التي حصلت بها الصحيفة على الصورة قائلا ان ذلك تم «بأساليب صحافية مهنية»، لكنه قال لاحقا ان «الصن» دفعت «مبلغاً بسيطاً يزيد على 500 جنيه» لقاء الصورة.