الاسماء ياسيادة رئيس الوزراء المالكي
بعد ان هدأت العواصف التي كان في بمقدورها لو استمرت بعض الوقت , لقلعت استقرار البلاد وضعته على كف عفريت ولتحرق الاخضر واليابس , وتضع العراق على حافة حرب داخلية بين بغداد واربيل , وانتكاسة كبيرة للعملية السياسية الهشة وسينعكس اثارها على خراب الوطن وتدهور الواقع السياسي ويتحول الى مأزق ومأساة حقيقية ويدفع ثمنها المواطن مهما كان انتماءه الديني او الطائفي او القومي وسيكون ضحية وكبش فداء .
لكن كل المعطيات والمؤشرات الحالية تشيرالى اجواء ايجابية تصب في اتجاه التهدئة والتبريد ونزع فتيل الازمة التي اشتد سعيرها بين بغداد واقليم كردستان , ان الجهود المثمرة من الاطراف السياسية والدينية اعطت ثمارها المطلوبة , كما لعب الاعلام الحر دورا بارزا وفعالآ في التهدئة وفي اطفاء نار الفتنة , والدعوة الى التبصير في العقل والحكمة في مصالح الشعب والوطن , والشعور بالمسؤولية وعدم قيادة الامور الى التصعيد اكثر , ونزع لغة الوعيد والتصريحات المتشنجة والنارية من الصقور الذين يفتعلون الازمات الطائفية والقومية وحصرهم في دائرة ضيقة , لان شرورهم وسمومهم لا تفرق بنارها الحارقة بين بيت واخر .
ان هذه الازمة المفتعلة والخطيرة لها اسبابها ومبرراتها الحقيقية وتقف خلفها بقوة , هو الفساد السياسي والمالي , الذي صار يتحكم بمصير البلاد ويقود المسار السياسي المتخبط . فقد اشارت بوضوح بعض الاطراف السياسية , بان الازمة المفتعلة ودواعيها السياسية , هو صرف الانظار عن عمليات السلب والنهب وعمليات الاحتيال والابتزازوكان اخرها صفقة شراء الاسلحة من روسيا , والتي اطاحت بوزير الدفاع الروسي وبعض المسؤولين بتهمة التورط بالفساد . .
اما الجانب العراقي فيحاول الطمطمة والتستر واخفاء الحقائق بالكتمان والسرية , لان هذا النهج الجديد صار من الظواهر العامة في سياسة البلاد , بحماية المرتشين والفاسدين وغض الطرف عن افعالهم الشنيعة , التي اضرت بالمصالح العراق , ونهبت اموال الشعب مما دفعت اعداد كبيرة من الشعب ان يعاني من الفقر والعوز والحرمان , وبتصاعد اعداد العوائل الفقيرة بشكل مرير ومأساوي .
ان انتهاج اسلوب التغطية على عمليات الفساد يزيد من فقدان سمعة ومكانة وهيبة الاطراف السياسية المتنفذة من لدى الشعب وتعمق الهوة الفاصلة بينهم وبين عامة الشعب , مهما بلغ اساليب خداعها ونفاقها ودجلها , بانها تدافع عن مصالح الشعب وتسعى الى تحسين حياته المعاشية , ان هذا الزيف احترق بفعل ضخامة حجم الفساد واخرها اللطمة القاسية والصفعة المخجلة , بانهم لم يحترموا وجود وتوقيع رئيس الوزراء بان اصبح مهزلة الاعلام العالمي ومحل تنكت للرأي العام العالمي ( بوجود رئيس تدور عمليات الفساد , وماذا يجري خلف ظهره .. الله اعلم ) ان هؤلاء الفاسدين والجشعين لن يهمهم مصالح العراق وشعبه , وكما قيل ان ( بولة ابني تسوه العراق وشعبه ) ان على الاطراف السياسية مهمة ومسؤولية وطنية واخلاقية , كشف ملفات الفساد وكشفهم للشعب , لان طاعون الفساد أكل الاخضر واليابس ولم يدع مجال للمناورة السياسية بتضليل الشعب وبيع عليه بهلوانيات مسرحية جديدة .
ان على رئيس مجلس الوزراء ان يلبي مطالب الشعب والاطراف السياسية , ان يكشف عن ملفات الفساد عامة والمتورطين والمرتشين بصفقة الاسلحة من روسيا خاصة, آن الاوان بكشف أسماء هؤلاء مهما كانت هويتهم السياسية والحزبية وهي مسؤولية وطنية واخلاقية , لان مصالح الشعب والوطن فوق الاحزاب والطوائف , وتقديمهم الى العدالة , وعدم التستر عليهم او التماهل بحجة جبر الخواطر , لان هؤلاء كفروا بنعمة الشعب واستغلوا مناصبهم للكسب الحرام , وان العراق لم ولن يذق طعم الاستقرار والانتعاش بظل افاعي الفساد .
وعلى الاطراف الوطنية والديموقراطية تشديد النضال من اجل الضغط بكل الوسائل السلمية المطالبة بكشف اسماء هؤلاء الى الاعلام والشعب , وكذلك هي هي مهمة كل الشرفاء الغيارى وهم اكثرية الشعب العراقي ان لاتفوت هذه الفرصة لان السيل بلغ الزبى , يجب وضع حد لهذا الاستخفاف والاستهتار واللعب بمصير الشعب , وكذلك على رئيس الوزراء باعتباره المسؤول الاول امام الشعب ان يكشف اسماء المتورطين بصفقة الاسلحة الروسية وتقديمهم الى العدالة , وليس الحديث عنهم في الغرف السرية
جمعة عبدالله