مصادر أستخبارية: صفقة سورية-اسرائيلية بوساطة ايرانية لبيع سلاح سوريا الكيماوي
نقلت صحيفة “الجمهورية” عن مصادر استخباراتية إشارتها الى أنّ غضاً للطرف قد حصل من قبل اسرائيل، مقابل اطمئنانها من أن نظام الاسد قد حيّد سلاحه الكيماوي، في ما يشبه المقايضة السياسية، ما يسمح لكل من اسرائيل والاسد بتأجيل استحقاق سقوط نظامه في القريب العاجل.
وأوضحت المصادر إن اسرائيل لا تزال تعارض حتى الساعة تغيير نظام الاسد، لانها ترى أن الوقت لم يحن بعد “لجائزة الترضية” والمتمثِلة بإيران.
وأشارت الى أن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا كان اوّل من صرح بان سوريا قد حرّكت في الآونة الآخيرة سلاحها الكيماوي وأعادت تموضعه، من دون أن يكشف الى اين وفي اي وجهة.
وكشفت المصادر أن هذا السلاح قد تم تجميعه في هضبة الجولان تحت مرمى المواقع الاسرائيلية، مشيرة الى أن اسرائيل كانت على ما يبدو قد أخطرت بهذه الخطوة السورية، وقابلتها بعكس ما قد يتبادر الى الاذهان. فمن يريد استعمال هذا السلاح لا يضعه في مرمى “عدوّه”، ما يعني عملياً اخراجه من معادلة الصراع، سواء مع الخارج او في الداخل. وهذه الحقيقة باتت معلومة ومفهومة من قبل كل من واشنطن وتل ابيب.
ولفتت الى ان “تجارا اسرائيليين ينشطون في دول القوقاز في ما كان يُعرف بالاتحاد السوفياتي السابق، وخصوصاً تلك التي تجاور ايران، بدأوا في تقديم عروض لشراء المخزون السوري من هذا السلاح الكيماوي، عبر شركات ايرانية تعمل في تلك الدول القوقازية”، لافتة الى أنّ المساومة بين الاطراف المعنية جارية على قدم وساق، بعدما تلقى هؤلاء عرضاً مباشراً من وسطاء على علاقة بالنظام السوري، لبيع هذا السلاح بسبب حاجة نظام الاسد الى العملة الاجنبية.
وأشارت الى أن خزينة الدولة السورية وصلت الى حافة الخواء، مع بلوغ الضغط الاقتصادي والعقوبات والحصار الدولي المفروض على سوريا الى ذروته، وتراجع المساعدات النقدية الايرانية بشكل شديد، في ظل الصعوبات المماثلة التي تتعرض لها طهران ايضا.
وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن صفقة سرية يجري استكمال بنودها بين الطرفين عبر وسطاء ايرانيين، وتتم متابعتها من الدوائر الغربية بشكل حثيث لمعرفة مآلها.
ولفتت الى أن الازمة المالية والاقتصادية التي دخلتها كل من سوريا وايران، تهدد بعواقب سياسية كبيرة على البلدين، وقد لا تقتصر مفاعيلها عليهما فقط، بل وستشمل اطرافاً اخرى وعلى رأسها حزب الله اللبناني الذي يعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات المالية المباشرة التي تقدمها له ايران.
ورأت المصادر أن حزب الله سيواجه ازمة مالية كبيرة هو الآخر، ما قد ينعكس على عملياته ودوره السياسي والعسكري والامني، سواء في لبنان او في سوريا او في غيرها من المناطق التي ينشط فيها. ويربط هؤلاء بين سلسلة العقوبات النقدية والمالية التي فرضتها واشنطن على هذا الحزب، ودعوتها الدول الاوروبية لتحذو حذوها في اتخاذ خطوات مماثلة تجاهه، لتصنيف الحزب حركة ارهابية. الامر الذي سيؤدي عملياً الى فرض عقوبات فورية مماثلة عليه
.