خالد مشعل لقناة CNN: حماس تقبل بدولة على حدود عام 1967
قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في مقابلة مع الإعلامية كريستيان أمانبور عبر CNN “انه ليس أمامنا إلا طريق من اثنين، إما وجود إرادة دولية من أمريكا وأوروبا والمجتمع الدولي تدفع إسرائيل إلى مسار السلام وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 مع حق العودة، وهذا أمر محل توافق فلسطيني، أو أن تواصل إسرائيل رفض ذلك فنستمر في خيار مقاومتها،مشيرا الى أنه يقبل بدولة على حدود عام 1967.
وأكد مشعل أن الفلسطينيين اليوم وكذلك في الماضي، وافقوا – ومعهم حركة حماس – على برنامج ينص على قبول دولة ضمن حدود عام 1967، ولكن الجانب الإسرائيلي يرفض ذلك، والأمر كله متعلق بإسرائيل والمجتمع الدولي عاجز عن توفير العدالة لنا.”
وحمل مشعل إسرائيل مسؤولية التصعيد الأخير في قطاع غزة، بعدما قامت بعمليات توغل واغتالت القيادي في الجناح العسكري للحركة، أحمد الجعبري، مضيفا: “الجانب الإسرائيلي مسؤول عن التصعيد في غزة ونحن لا نستهدف المدنيين، أنا لا أحب إراقة أي نقطة دم”.
ونفى مشعل:استهداف المقاومة للمدنيين الاسرائيليين قائلا، علينا العودة إلى أصل القضية، الشعب الفلسطيني كان يعيش بهدوء وسلام قبل أن يحتل الإسرائيليون أرضه، ووفقاً للقانون الدولي فإن من حق الشعوب المقاومة بكل ما تملك، لدى إسرائيل جيش متقدم وقد ارتكب العديد من المجازر من دير ياسين إلى صبرا وشاتيلا.”
وتابع مشعل بالقول: “نحن ندافع عن شعبنا ونقوم بالرد، وأنا قائد حماس أقول عبر CNN إننا على استعداد لسلوك سبل سلمية دون سفك دماء أو استخدام أسلحة إذا حصلنا على مطالبنا الوطنية الفلسطينية المتمثلة بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة وتلبية سائر الأهداف الوطنية.”
واعتبر مشعل أن الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، أعطى إسرائيل والمجتمع الدولي فرصة التوصل لحل سلمي، ولكن “إسرائيل قتله،” ، مضيفا: “محمود عباس الذي رحب به العالم أعطى هذه الفرصة لإسرائيل والمجتمع الدولي أيضاً وماذا حصل؟ لقد خذلوه وتركوه يفشل.”
وأضاف: “اليوم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وقبله كل قادة إسرائيل، يحاصروننا، هم يريدون استمرار الاحتلال والاستيطان، ماذا يريد العالم من الفلسطينيين؟ نحن الضحايا وهم يريدون منا رفع الراية البيضاء؟”
الدولة الفلسطينية وملف “العودة“
ولدى سؤاله عن قرار الحركة السابق بعدم الاعتراف بإسرائيل ومدى إمكانية الرجوع عنه لاحقاً قال مشعل إن الاعتراف يجب أن يأتي “من الطرف الذي يشن الهجمات ويمتلك ترسانة عسكرية، وليس من الضحية،” مضيفاً أن العرب قدموا مبادرة للسلام قبل أعوام ولكن القتل استمر.
وشدد مشعل على أن حركته لن تتراجع عن قضية “حق العودة” للفلسطينيين قائلا: “لماذا يصمت المجتمع الدولي حول القوانين التي تتيح عودة الإسرائيليين ويصمت حول ذلك؟ بعض يهود لم ير فلسطين في حياته يحق له القدوم إليها بينما الفلسطيني الذي ولد في فلسطين أو ولد والده أو جده فيها ليس له حق العودة؟”
وأضاف: “أريد قيام دولة للفلسطينيين، وبعد قيامها ستقرر (هذه الدولة) موقفها من إسرائيل، لا يمكن توجيه هذا السؤال لي (الاعتراف بإسرائيل) وأنا في السجون وتحت الضغط الإسرائيلي.”
وعن مدى توافق قبول حماس لدولة فلسطينية على حدود عام 1967 مع طرحها الأساسي حول “دولة فلسطينية واحدة من البحر إلى النهر” قال مشعل: “فلسطين من البحر إلى النهر ومن الشمال إلى الجنوب هي أرضي وأرض أبائي وأجدادي، ولكن بسبب ظروف المنطقة والحرص على وقف نزف الدماء فإن الفلسطينيين اليوم، وكذلك في الماضي، وافقوا – ومعهم حركة حماس – على برنامج ينص على قبول دولة ضمن حدود عام 1967، ولكن الجانب الإسرائيلي يرفض ذلك، والأمر كله متعلق بإسرائيل والمجتمع الدولي عاجز عن توفير العدالة لنا.”
ونفى مشعل أن تكون حماس قد أعلنت مسؤوليتها عن عملية التفجير في تل أبيب من خلال الرسائل التي بثتها عبر صفحتها على موقع “تويتر”، ولكنه أضاف أن العملية “جزء من تداعيات كبيرة” محذراً من حصول المزيد من ردود الفعل الغاضبة “بسبب العدوان على غزة” على حد تعبيره.
العلاقة مع سوريا وإيران
وعن سبب ترك حركة حماس لمقرها في دمشق قال مشعل: “غادرت سوريا بعد عشرة أشهر من الأزمة، وكان ذلك في يناير/كانون الأول 2012 بعدما أصابني اليأس من إمكانية معالجة الوضع بشكل سياسي بعيدا عن الدماء.”
وأكد مشعل أنه اختلف مع الرئيس السوري، بشار الأسد، حول أسلوب معالجة الوضع قائلا: “قلت له منذ اليوم الأول أن الأزمة السورية داخلية وأنها بدأت بدفع من مطالب شعبية، وبناء على تاريخ علاقاتنا مع القيادة السورية نصحته بأن الأزمة هي جزء من الربيع العربي وتتطلب حصول إصلاحات وحلول سياسية ومبادرات من القيادة ، ولكن عندما قرروا اللجوء إلى الأمن والجيش، وما نتج عن ذلك من سفك للدماء، علمت بأن جهودي ستفشل.”
ونفى مشعل أن يكون خروج الحركة من سوريا قد أدى إلى انقطاع علاقاتها بإيران قائلاً: “العلاقات مع إيران قائمة، ولكنها تأثرت باختلافاتنا حول الوضع في سوريا، لم يعد الأمر على ما كان عليه في السابق ولكن العلاقات مستمرة والأمر يتبدل بحسب الظروف، لقد أثرت الأزمة السورية على علاقاتنا ولكن الصلات ما زالت موجودة.”