الوطن السورية: القاعدة تعزز مواقعها في حلب على حساب المسلحين المحليين
أفادت معلومات من مدنيين غادروا بيوتهم في مدينة داريا بريف دمشق لـ”الوطن” السورية أن “مدينتهم تحولت خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى حصن للإرهابيين الذين توافدوا إليها من مناطق عدة في ريف دمشق بهدف “الزحف” نحو العاصمة وخوض ما يسمونه “معركة دمشق”، وأكدوا أن “أغلبية من شاهدوهم من جنسيات غير سورية يضعون شعار تنظيم القاعدة ولديهم أسلحة وعتاد متوسط وثقيل، إضافة إلى مدافع هاون”.
وأشارت معلومات المدنيين الذين تحدثوا لـ”الوطن” إلى أن “الإرهابيين الذين يقدر عددهم ما بين ألفين إلى أربعة آلاف أدخلوا خلال أيام عدة شحنات من المتفجرات والعبوات الناسفة وفخخوا الطرق والأبنية وتحصنوا داخل منازل احتلوها بالقوة”.
وتحدثت المعلومات عن “قيام الجيش العربي السوري بإحكام حصار مطبق على المدينة كافة وبدأ بالتقدم داخلها من محاورها الأربعة محققاً خسائر فادحة في صفوف الإرهابيين الذين لم يعد أمامهم من منفذ سوى الاستسلام أو الموت”.
وقال من التقت بهم “الوطن” إن “جثث المقاتلين تملأ المدينة وتم حرق العديد منها في حين لا يزال الكثير من الإرهابيين متحصنين داخل الأبنية السكنية والمساجد والمؤسسات الحكومية ويعمل الجيش على إخراجهم منها حيث تدور معارك ضارية يستخدم فيها كل أنواع الأسلحة”. وتوقعت المصادر أن “يستمر الجيش في تقدمه وأن يحسم المعركة خلال الأيام القليلة المقبلة بعد أن يقوم بإزالة العبوات الناسفة ويؤمن الطرقات ويعيد الأمن والأمان إلى المدينة”.
وسبق للجيش أن دخل داريا وطهرها من الإرهابيين في السابق إلا أنهم كانوا يعودون إليها بأول فرصة وبأعداد أكبر، لكن وفقاً للمعلومات الجديدة فإن إستراتيجية الجيش في معركته الحالية تتلخص باستدراج أكبر عدد ممكن من الإرهابيين إلى داخل المدينة والقضاء عليهم دون أن يكون لديهم أي منفذ للهروب أو الانسحاب منها كما كان يحصل في السابق.
وفي حلب تفيد شهادات الأهالي والمعلومات الواردة من هناك بأن المجموعات الإسلامية الأصولية التابعة لتنظيم القاعدة مثل “جبهة النصرة” عززت مواقعها في أحياء عديدة في المدينة نيابة عن المسلحين الذين يفرضون سيطرتهم عليها بعد تكاثر أعداد “الجهاديين” العرب والأجانب الساعين إلى السيطرة على المدينة تمهيداً لإعلانها إمارة إسلامية.