محمد دحلان: مرسي أنقذ نتنياهو من الورطة
اعترف القيادي الفلسطيني البارز محمد دحلان في حوار مع صحيفة “العرب” اللندنية بأن حماس والفصائل الأخرى حققت نصرا في غزة، لكن الوساطة المصرية حولته إلى اتفاق مذل، وأنقذت نتنياهو من الورطة، وأسوأ من ذلك أنها أسست لبقاء غزة منفصلة عن الضفة والقدس المحتلة.
وقال دحلان في الحوار الذي نشر في عدد الصحيفة الصادر الاثنين إن “المقاومة أحدثت إنجازا ملموسا يغير طبيعة العلاقة بين إسرائيل وفلسطين، وهو حدث مهم يسجل في التاريخ الفلسطيني ولكن لسوء الحظ الاتفاق السياسي الذي أنجز في مصر كانت بنوده من أسوأ البنود التي قرأتها في حياتي”.
وأضاف أن”الإنجاز العسكري الذي صنعته قوى المقاومة لم ينعكس على الإنجاز السياسي. وبعيدا عن التشكيك، حدث إنجاز عسكري ملموس ومهم وتاريخي بالوصول إلى القدس وتل أبيب لكن حين تقرأ بنود اتفاق إطلاق النار ستجد أن (مجرد) وقف إطلاق نار مقابل وقف إطلاق نار”.
وأعلنت حركة فتح في منتصف حزيران/ يونيو الماضي أن لجنتها المركزية قررت فصل دحلان وإنهاء أي علاقة رسمية له بالحركة وإحالته على القضاء.
وفي نقده لتفاصيل الوساطة المصرية التي أشادت بها الولايات المتحدة وإسرائيل قال دحلان إن “التفاهمات لم تتطرق إلى القدس ولا الضفة الغربية ككل وكأن غزة أصبحت معزولة، ومختلفة عن القضية الفلسطينية”.
ويقول الفلسطينيون إن انقلاب حماس على السلطة (حزيران/ يونيو 2007) سهل مهمة إسرائيل في مهاجمة الضفة وحدها، أو غزة وحدها، واعتبروه قد سهل على إسرائيل التخلص من الالتزامات التي يفرضها القانون الدولي عليها تجاه القطاع باعتبارها دولة محتلة.
ولفت دحلان إلى أن “مصر ورطت نفسها بأن وضعت نفسها شاهدا ومراقبا على إطلاق النار على تهريب الأسلحة وهذا التزام سيحمل مصر مرسي مسؤولية كبيرة كان يجب ألّا يتورط فيها”.
ويشرح القيادي الفلسطيني وجهة نظره قائلا “الشعب الإسرائيلي يرى أن نتنياهو خسر عسكريا لكنه ربح سياسيا بفضل حكومة الإخوان المسلمين التي كانت تتجنب الحديث مع إسرائيل ناهيك عن التعامل معها، وفجأة أصبحوا شركاء في اتفاق سلام معها بل وطرفا مراقبا نيابة عنها ولمصالحها ولعدم إطلاق الصواريخ ليس من حماس فقط بل ومن الفصائل الأخرى”.
وفضلا عن دور الحارس الأمين للحدود الإسرائيلية فإن الوساطة الإخوانية “وفق دحلان” حققت لرئيس الوزراء الإسرائيلي، المعروف بالتشدد ومعاداة الحقوق الفلسطينية، ما لم يكن ينتظره “كانت أمنية نتنياهو أن يعترف الإخوان المسلمون بكامب ديفيد يوازي التزام مبارك بها وقد حصل على ذلك، من وجهة نظر إسرائيل أصبح مرسي أبعد في الالتزام أكثر من مبارك. ولو فعل مبارك ما فعله مرسي لشهدت مصر مظاهرات عارمة والإخوان اليوم يدافعون ببسالة من أجل وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل”.
وشدد القيادي الفتحاوي “كل هذه الحرب على غزة كانت تمرينا أراده نتنياهو لتعزيز أمن إسرائيل ففشل وأراد أن يختبر مصر مرسي والإخوان فنجح”.
وخلص إلى أن “الاتفاق مؤقت وغير قابل للصمود لأن التداخلات في غزة أصبحت إقليمية ودولية أكثر منها محلية وأصبحت غزة محطة لتسلية القوى الإقليمية؛ إيران وسوريا ومصر وإسرائيل”.
وختم دحلان في حواره مع “العرب” بالقول”كان على مرسي استغلال الحدث لفرض منطق الوحدة بين الفلسطينيين لغرس وتعزيز الانقسام وكان ذلك في يده وهو من يستطيع الضغط تجاه ذلك”، وأن “ما جرى هو تعزيز وبلورة حماس بديلا لمنظمة التحرير