مــُرســي الاخــوان … دمية إخوانية بــذيـل امـريــكـي
كـاتـب الســـطـور لســتَ بـصـدد تــذكــيـر مـَشــعـل ولا هــنيــه , فـنـاكـر الجـميــل , ورامـي الحجـر فـي البئــر الـذي شــرب مـنـه , ومـِنْ ارتــضـى لـنفســه , أنْ يــكـون داخـليـا فـي خــزانــة حـوائــج مــوزه , لا حـــرج عـليــه إنْ نـســى أو تـنـاســـى , ولــكـننـا هـنـا نــرد عـلى البـعــض الـدَعـــيْ , الـذي يـعتـقـد إنَ ذواكــرنـا قــد تنـســى , والتـاريـخ يـمـكـن أنْ يـغـفــل ,
فـالأمـس لـيس بـبـعـيــد يـا ابنـاء الادعـيـاء , حـيث صـدحـت كلمـات ابـا وليـدهــم , ( مـشـعـل الخســه ) , وبمنـاسبـة عـيـد المـولـد النبـوي الشــريـف , والتـاريـخ كـان الخـامس عشــر مـِنْ شـــباط 2011 (( نــحـنَ فــي ســوريــا نـلقــى الـرعـايـة والـتـرحـاب والمحـبــة والدعـم والاســنـاد والإحـتضـان مـِنْ ســـوريـة رئـيـســا وشـــعـبـا وعـلمـاء واســـر كـريـمــة , فـمـا وجــدنــا مــِنْ رعـايــة واحـتضـان ودعــم كمــا وجــدنـاه فـي ســـوريــة , نســـأل الله أنْ يــجـزيـكـم عـنـا خـيـر الجــزاء , أنْ يـغـيـثكـم كـمـا أغــثـتـونـا , أنْ يـنفـس كـربـكـم كمـا نـفـســتم كــربنــا , أنْ يـقـيـد الله لــكـم مـَنْ يــقـف الـى جـانبـكـم كمـا وقـفـتـم الـى جـانبنـا , أنــتـم شـــركـاؤنـا فــي شــرف الجـهــاد عـلى أرض فــلـســطيـن , تــحـمـلــتـم معــنـا
وبــالتــالـي أنـتــم تـشــاركـونـنـا إنْ شــأء الله عــز الـجـهـاد وشـــرف الـجهـاد , وفــرحــة الـنصــر القـادم الـيـقيـن بعـونــه تـعـالــى والأمــه كـانت تـتـطـلـع الـى أنْ تـســتعـيـد هــويـتهـا , والحـمـد لله هــويتهـا حـاضــرة كســـوريـا , مـنســجمـة بـيـن قــيـادتـهـا وشــعبهـا , بمـوقـف مـشـــرف , نـصـــرة للمقـاومــة ومــواجهــة لإســـرائـيــل واصـطـفـاف مــع الـحــق )) , فــَـمـَـنْ يــقـول ويــنقـلب عـلى أعــقـابــه فهــو منـافق وكــذاب ولا عــهــد لــه , ومـَنْ يـُـصـدق بـه فهـو مـثـلــه بكـل تــأكـيــد , وشـــبيـه الـشيء مـنـجـذب اليـــه , ونـبــاح مشــعـل وتغــزلــه بـقـطـر , ومـديــحــه لـلـدولــي الحــســنـوي مــُرســــي لــم تــنفعــه , فـي تمـريــر محـاولــتـه الـبـائســـه للاســاءه للقيـادة السـوريـة والـتنـصـل مـِنْ حـقيقــة الـدعـم الســـوري للمقـاومـة الفـلســطيـنيـة , , ســـقـطت فـي جــولتهـا الأولــى , فحـركــة الجهــاد الاســـلامـي , وعـلى لســـان أمـينهـا العــام , الـذي لـم يـكتفــي بـالأعـتـراف بحـقيقـة إنّ الصـواريــخ التـي ضـرب قـلب تـل ابـيب ايــرانيـة الـصـنـع والتـمـويـل والـتكنـلوجـيـا , وانمـا أقـــــر إنّ ســــوريـة كـانت احــدى محــطـاتـهـا الـرئيـسيـة .
الـقـادة الاســـرائـيليـن وحـلفـاءهـم الأمـريـكـان , لا يكـيـلـون المـديــح الـى اعــداءهــم , ولا يــرفعـوا الـدرجـات بـأنــدادهـم , بــل أنهـم يـلـعبـون عـلى ســــيـاسـيـة الانـتقـاص والـتـشــكيـك , والاســـقاط والـشـــيطـنـه معـهـم , وهــذة مـِنْ مـُســلمـات تـكـتيـكـاتهـم الســياسيـة , والعـكس صــحيـح عــنـدمـا يـتـعـلق الأمـر بـذيــولهـم وتـــوابعهــم , والـدائــريـن فــي فـلك ســـياســاتهـم , والمـنفـذيــن لأجـنـدتهـم , حـيث يـرفعـون بهـم الدرجـات , ويجعـلـون مـِنْ الخــونـه والعـمـلاء والمـأجـوريـن رمــوزا ورجـالات مـرحـلــة , و يضعـون الـنعــاج فـي مـنـزلــة الاســـود , ومـا ذهـبـت اليــه صــحيفـة نـيـويـورك تـايـمـز الأمـريكيـة عـنـدمـا وصـفت مـُرســي الاخــوان , بـالـرئيس الـذي يســتحـق الاعـجـاب بـالطـريقــة الـتي ســاعـد فـيهـا اســرائيـل وامـريكـا للـتـوصـل الـى اتـفـاق هــدنــة غـــزه , والـدور الـذي لـعبــه فـي حمـايـة معـاهـدة الســلام ( كـامب ديـفيـد ) , وعـلى نفـس المنـوال ذهاب شــمعـون بيـريـز رئيس الكيان الصهيـونـي , الـذي حـلق في سمـاء ما هـو ابعـد مـِنْ الاطـراء لمـُرســي , بـوصفــه لــه , الرئيس ورجـل الـدولــة الـذي يتحـلـى بالمسـؤوليـة , والمتفهـم لأهـميـة محـور امـريكـا اســرائيـل دول الخـليـج بـالتـصـدي لمحـور ايــران حـزب الله , وبـطـبيعـة الحـال , إنَ مـثـل هــذا هــكذا مـديـح كــان يـكـال بالاطنـان الــى حـســـني مـبـارك ونــظـامــة , وهـذا يكـشـف حـقيقـة إنَ فصـول مـســرحيـة مـا يســمـى ( الـربيـع العـربـي ) ,
بـالـرغـم مـِنْ ســـخـونـة عــروضهـا الاولـى , وتــزاحـم الجمهـور عـلى شــــبابيـك بيــع تــذاكـرهـا , تـــبـدو اليــوم مـُمـلــه امام جمهـورهـا , الذي اخــذ بالانقـلاب عليهـا , والاســتـدلال عـلى نهــايـة شـــخـوصهـا , لا يحـتـاج الــى مشــاهـدة فـصلهـا الأخـيــر . محـور الشـــر الاخـوانـجـي الـجـديـد ( مصـر مـُرســي _ قـطرائيـل حـمـد _ عـثمـانيـة اردوغـان ) , جـاء عـلى انـقـاض محـور ( مـصـر حـُســـنـي _ ســـعوديـة ال سعود _ دويــلات الخـليـط ) , وهـو فـي خـوافـي امـره مـكـمـل لمنهـجيتــه , ولست مـنقـلبـا عـليــه , كمـا يـشــاع ويطـبـل لــه , وبـفضـل الفســــحـة الواســعـة للمـرواغــة والتــلاعـب عـلى عــواطـف المـُغـفـليــن , الـتي منحتهـا ايــاه حـالـة الحـراك والاحــتقـان الـذي يشـــهــده الشـــارع العـربــي , والدعـم الاعـلامـي والبتـرودولاري الخليطـي , قــد اســـتطـاع أنْ يـنجـز الشـيء الكـثيـر فـي مشــروع أســـلمـة المنطقـــة امــريكـيـا , لـكـنــه وبرغـم مـا تحـقق , يــبقــى عــاجـزا عـن تــغـيـيـر مـوازيـن القـوى عـلى الارض , لصـالـح عـنـوايـنـه الانهـزاميـة الاعـتـلاليـة العـُربـانيــة المكشـوفـة النـوايـا , والمعـروفـة بتـاريخهـا العمـالاتـي الخـنوعـي , المتصـهين قـلبـا والاســلامـوي لســانا
, فـالهجمــة عـلى ســـوريـة التـي تمـثـل حـلقــة الـوصـل المهمـة لـمـحـور المقـاومـة بيـن طهـران وحـزب الله , وبـالـرغـم مـِنْ شـــراســـة هــذه الهجمــة , وحـجـم الــتخـطيـط والتنـســيق المـُســـبق بيـن الـدول الـراعيــة والـداعمـة لعنـاصـر تــنفـيذهـا عـلى الأرض , فـانهـا عــجـزت عـن تــحـقيق اهـدافهـا وفـق الخطـة المـرســومـة , والـتـوقـيت المـُحــدد , وبــدلا مـِنْ اســـقـاطهـا للنظـام الســـياســي فـي دمـشـق , فـإنهـا عــززت عـنـاصـر القــوة فـيـــه , وحـشــدت دعــم اصــدقـاء ســـوريـة وحـلفـائهـا الاســـتـراتيـجيـن الغيــر مـســبـوق لهـا , عـلى مســتـوى العـلاقـات الدوليـة والاقـليميـة , وســاعـدت الـشــريحـة الصـامـتـه والوســطيــة بيـن المـولاة والمعـارضــة , عـلى اعــادة اســـتقـراء مـوقفهـا , وتــوجيـه بــوصلـتـه بـاتجـاه الـوطـن والوطنيـة الـرافضـة للخطـاب الالغـائـي والاقصـائـي ,الـذي تمـارســة المجمـوعـات الارهـابيـة المســـلحـة , حـيث حـســمت امـرهـا بـالضـد مـِنْ ثقـافـة الاســـتعـداء بـالخـارج , والتغـييـر الاجـبـاري تـحت حـراب التهـديـد والعســكرة الاجـنبيـة .
محـاولـة تـلميـع صــورة الأخـوان , مـِنْ خـلال الـدور الـذي لـعـبــة مـُرســي , فـي اتفـاق تهــدئـة غــزه , والمـديـح المـُفـرط الـذي كـالـه هــنيــه الـى مـُرســي وحـمـد واردوغــان , لا يخـرج عـن ســيـاق محـاولـة تســويق مهـرجـان مـا يســمـى بـالربيـع العـربي وحـواضـنـه , والأمعـان بـدور الايهـام المقصـود , بـاكـذوبــة إنَ الانظمـة التي ولــدت مـِنْ رحـم هـذا الـمهـرجـان الأمـريكـي , تـخـتلف عـن ســـابقتهـا , وفـي نفس الـوقـت فيــه الكثيـر مـِنْ اســتراتيجيـة تســـويق مـُرســـي الـى الشــارع المصـري المحـتقـن , واظهـار ( أي مـُرسـي ) بصـاحب الدرايــة والحكمـة فـي ادارة ملفـات الدولـة خـارجيـا , وذلك للتغطيـة عـلى فشــلـه المخـجـل فـي الداخـل المصـري , ولكـن حتـى هـذا التســويق قـد فشــل فشــلا ذريعـا , حيث الاحـداث والاحتقـانات والمواجهـات التي يشهـدهـا الشـارع المصـري الأن , وصـلت ذروتهـا بالضـد مـِنْ مـُرسـي واخـوانــه وكـشـفت المسـتـور والمضمـور .
ركـلامـات تــسـويق مـُرسـي , ومحـور اخــوان تـل ابيب الـجـديـد القـديـم , قــد أنـقـلب ســحـره عـليــه فـي غــزة , فمـا كـان مــرســوم لــه مـِنْ مخـطـطـات عــزل مقـاومـة فـلسـطيـن عـن داعـمهـا الايــرانـي , وفـصـلهـا عـن رفـاق دربهـا فـي حـزب الله , قــد ســقـط بفعـل الـواقـع الـذي اثبتـه المقـاومـيـن فـي الميـدان وليس الأدعـيـاء نـاكـري الجميـل , فـلا رجـالات حـركـة الجهـاد الاســلامـي , ولا مقـاتـلي الجبهـة الشـعبيـة وبقيـة الفصـائـل , تنكـروا لـدور ايران وحزب الله وســورية فـي دعـم وتـسـليـح المقـاومــة , بل حتى مقـاومـي حمـاس على الارض , وليس المـرتميـن في احضان مـوزه , ومقبلـي ايـادي القـرضـاوي , قـد اقـروا وشـكروا مـَنْ قـدم لهـم الدعـم والتمـويل بالامس واليـوم , و محـاولـة تحـسين صـورة نعجــة مـوزه القطـرائيـلي حمـد , واظهـارة بصـورة المقـاوم والداعـم والراعـي لحـركـات المقـاومـة , هـي الاخـرى قــد فشــلـت و اصـبحـت محـل تـنـدر واســتهـزاء , لأنَ مـثـل هــكذا تـجمـيـل صــوري اراده مشــعل وهنيــه لحمـد , لـم يـحـدث حــتـى فــي صــنـاعـة الأفـــلام الـهــولـيـوديــة وبـدى مضحكـا لكـل مـِنْ تـابـع خطـابات هنيــه ومـؤتمـرات مشــعـل . ويبقـى الســؤال الـذي لا يحـتـاج الـى اجـابــه لأنـــه يـجيب عـلى نفســه , مـا الفـرق بيـن مـُرســي نتـاج ربيـع الـعـُربـان وبـيــن حـُســــني مـؤسس المـدرســة الـعـُربـانيـة التي تخـرج مـنهـا مـُرســـي ؟ بـالتــأكيــد لا فـرق , ومـا يحـدث فـي مصـر اليـوم , لهـو اشــد خـطـورة عـلى مصـر وفلـسـطيـن والمنطقـــة , ممـاكـان عليــه الأمس .