ثورة مصر 2 تنتقل لتونس//العنف يتصاعد.. و” شباب النهضة نفسها” تهتف أرحل يا غنوشي!!
طالب قيادي بارز في حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس راشد الغنوشي بالتنحي عن رئاسة الحركة والابتعاد عن العمل السياسي وأن يكتفي بالتفرغ إلى الجانب الدعوي.
وكشف عضو مجلس الشورى التابع للنهضة الحبيب اللوز في مقابلة مع صحيفة “المغرب” أن الحركة يشقها تياريان “إيجابيان”، تيار دعوي يركز على الجوانب العقائدية والروحية وتيار سياسي يركز على دور الحركة في إدارة الشأن العام.
وحصل “ميدل إيست أونلاين” على معلومات تؤكد أن تيارا من الشباب داخل الحركة يتبنى “البراغماتية السياسية” دخل في خلاف حاد مع “صقور النهضة” ذوي المرجعية السلفية وفي مقدمتهم راشد الغنوشي مطالبا بضرورة إعطاء الأولوية لـ”العمل السياسي” حتى تتمكن الحركة من “النجاح” في إدارة الشأن العام.
وأكدت قيادات نهضوية أن المؤتمر الاستثنائي القادم “سيبت في الفصل بين الحزب السياسي والحركة الدعوية”.
ويرجع المراقبون دعوة الغنوشي بالتنحي عن رئاسة النهضة كحزب سياسي إلى الفشل الذريع الذي منيت به الحكومة التي تأتمر فعليا بأوامره حتى أن رئيس الحكومة حمادي الجبالي عجز عن عزل بعض الوزراء الذين يحضون بدعم “الشيخ” رغم أنهم فشلوا في مهامهم وفي مقدمتهم وزير الخارجية رفيق عبد السلام صهر الغنوشي.
وتسربت معلومات تشير إلى أن حمادي الجبالي “تذمر” من “إستقواء” بعض الوزراء المدعومين دعما مطلقا من الغنوشي حتى أنهم باتوا يتلقون تعليماتهم من “الشيخ” الذي يملي عليهم ما يجب أن يقوموا به وما لا يجب حتى أن وزير الخارجية هدد الجبالي بأنه “قادر على عزله من رئاسة الحكومة”.
وتحمل القيادات النهضوية الشابة التي “تمتهن السياسة” ولا تعير اهتماما كبيرا للأبعاد العقائدية “الشيخ” مسؤولية عزلة النهضة عن المشهد السياسي ما دفع الغنوشي إلى محاولة فتح قنوات حوار مع الأحزاب التي يصفها بـ”العلمانية” وفي مقدمتها الحزب الجمهوري الذي يتزعمه أحمد نجيب الشابي.
وقال الحبيب اللوز إن قيادات الحركة تطالب بـ”فك الارتباط بين الحزب السياسي والحركة الدعوية” مطالبا راشد الغنوشي بالتنحي عن رئاسة الحركة والتفرغ إلى الجانب الدعوي على أن يترأس الحركة أحد القيادات الشابة التي تمتلك ثقافة سياسية وخبرة ميدانية.
واضاف اللوز “لقد دعوت الشيخ راشد الغنوشي كم من مرة إلى أن يكون رئيس الحركة الدعوية وأن يكون للحزب السياسي رئيس آخر”.
وهذه أول مرة يتحدث فيها قيادي نهضوي عن الخلافات التي بدأت تعصف بحركة النهضة منذ تشكيل الحكومة إثر فوزها في انتخابات 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 التي فازت فيها بنسبة 32 في المائة.
كما أنها أول مرة “يتجرأ” فيها قيادي نهضوي مطالبا راشد الغنوشي بالابتعاد عن العمل السياسي و”الاعتكاف” للجانب الروحي.
وقال اللوز الذي يعد من أبرز صقور النهضة إنه في صورة فصل “الحزب السياسي” عن “الحركة الدعوية”، فإن النهضة ستواصل نضالها من أجل مشروعها الإسلامي ولكن ليس من خلال الاسلمة بالقوة والفرض لتغيير المجتمع عن طريق الدولة والسلطة”.
وتأتي تصريحات اللوز وسط أنباء يتداولها الفاعلون السياسيون حول بوادر انشقاق حاد وسط حركة النهضة التي يتحكم في شرايينها راشد الغنوشي.
وخلال الأسابيع الماضية اهتزت صورة راشد الغنوشي لدى الفاعلين السياسيين كما لدى الرأي العام التونسي بعد أن تسرب شريط فيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعي ظهر فيه خلال اجتماع بأمراء الجماعات السلفية يقسم التونسيين إلى “إسلاميين وعلمانيين” ويدعو السلفيين إلى التغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع وإزاحة العلمانيين.
الشرطة التونسية تلقن محافظة سليانة درسا في العنف
أصيب تونسيان في مواجهات الثلاثاء بين عناصر الأمن ومتظاهرين غاضبين، في محافظة سليانة (شمال غرب) التي شهدت اضرابا عاما للمطالبة بالتنمية وبإقالة المحافظ وإطلاق سراح 14 شخصا معتقلين منذ أكثر من عام ونصف.
وتظاهر الالاف امام مقر المحافظة مرددين شعارات مثل “التشغيل استحقاق يا عصابة السراق” و”شغل وحرية وكرامة وطنية” و”يا والي ارحل” وأخرى معادية لحركة النهضة الاسلامية الحاكمة، ورفعوا لافتات كتب عليها عبارات من قبيل “مقاومة… مقاومة…لا صلح… ولا مساومة”، و”أهالي مساجين سليانية يطالبوا بالافراج عن ابنائهم” المعتقلين منذ احداث 26/نيسان/أبريل 2011.
واوضح ان المواجهات بدأت عندما رشق متظاهرون قوات الامن بالحجارة فردت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأضاف أن الشرطة استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع “بشكل مكثف” والرصاص المطاطي ما أسفر عن اختناق العديد واصابة متظاهرين ببنادق الرش، ونقل احدهما الى مستشفى في العاصمة تونس لاصابته في عينه.
وداهم محتجون مركز الحرس الوطني القريب من مقر المحافظة وأخرجوا محتوياته الى الشارع واحرقوها.
وقال نجيب السبتي الأمين العام لمكتب الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمال في تونس) في سليانة ان الاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد كان “ناجحا جدا” وندد باستعمال الشرطة للقوة “المفرطة” ضد المتظاهرين.
وأضاف أن الاهالي يطالبون بالتنمية الاقتصادية وبالافراج عن 14 من ابنائهم اعتقلوا يوم 26 نيسان/أبريل 2011 خلال اعمال عنف في سليانة.
وتابع أن المعتقلين دخلوا منذ 11 يوما في اضراب مفتوح عن الطعام داخل السجن.
وكان مكتب اتحاد الشغل في سليانة اتهم في بيان اصدره يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر المحافظ بتعطيل مسار التنمية بالجهة التي عرفت ركودا على جميع المستويات.
وأعربت “الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان”، و”الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان”، و”الفدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان” عن قلقها البالغ إزاء استفحال ظاهرة العنف السياسي في تونس.
وقالت في بيان مشترك الجمعة إن “تزايد أعمال العنف السياسي في تونس يشكل تهديدا متزايدا على ممارسة الحريات الفردية والجماعية في البلاد”.
وحذرت من خطورة هجمات إرتكب معظمها من طرف جماعات متطرفة نصبت نفسها حامية للاسلام، ومجموعات تصف نفسها بحامية الثورة.