علي بابا البنتاغوني وقراصنة الناتو
وأخيرا ظهر (علي بابا) من جديد بقبعته الزرقاء ورداءه البنتاغوني المخطط بالأحمر والأبيض, ليعمل بين صفوف الناتو في كتيبة شكلها بنفسه من أربعين لصاً محترفاً من لصوص المارينز, تسللوا إلى الأرض الليبية تحت جنح الغارات الجوية المسعورة ليسرقوا (32) مليار دولار, و(45) مليار يورو من الأصول الليبية, حتى بلغ المجموع الكلي أقل بقليل من مئة مليار دولار استحوذ عليها (علي بابا) البنتاغوني من رصيد الصندوق السيادي الليبي, وربما تمتد مخالبه لتستحوذ على أموال الثروات السيادية العربية المودعة في بنوك الغرب, والتي لا نستطيع التكهن بحجمها الحقيقي بالضبط, على الرغم من تقديرات مراكز المال الدولية قبيل الأزمة المالية الدولية, وكانت في حدود (2000) مليار دولار أمريكي. .
فالصندوق السيادي للدولة, والذي يعرف أيضا باسم (ذخيرة الأجيال): هو الصندوق الذي يحفظ المدخرات المالية للدولة (خزينتها الحصينة), تودع في هذا الصندوق عائداتها ومواردها المالية الفائضة عن احتياجاتها الآنية, ومواردها النفطية والغازية. .
وللمزيد من التوضيح, نذكر ان الأموال الجزائرية المودعة في صندوقها السيادي تقدر بحوالي (57) مليار دولار, وتقدر الأموال الكويتية بأكثر من (200) مليار دولار, وتقدر الأموال القطرية بحوالي (85) مليار دولار, وتقدر الأموال السعودية بنحو (440) مليار دولار, وسجلت حكومة أبو ظبي أعلى التقديرات وبلغت حوالي (627) مليار دولار, أما الصندوق السيادي الليبي, الذي تطرقنا له في مقدمة الموضوع, فقد استحوذ عليه (علي بابا) البنتاغوني من دون أن يوقفه أحد, ومن دون أن تطالبه الحكومة الليبية الجديدة بإعادة الأموال المسروقة من جيب الشعب الليبي ومن حقيبة الأجيال الليبية المتطلعة لمستقبل أفضل. .
لم تكن حرب الأوديسا التي شنها الغرب ضد ليبيا لإزاحة طاغيتها وتحرير شعبها من قيود الدكتاتورية الظالمة, بل كان للاستيلاء على احتياطيها النفطي الذي يقدر بستين مليار برميل على أقل تقدير, باعتباره الاحتياطي الأضخم في القارة السوداء, والاستيلاء على احتياطيها من الغاز الطبيعي, الذي يقدر بحوالي (500) مليار متر مكعب. .
ربما يقول قائل منكم أن أموال الصندوق الليبي أقل حجما من أموال الصناديق الخليجية, لكنكم لا تعلمون ان الأموال الليبية تميزت بتسارع نموها المثمر, فقد انطلقت سلطة الاستثمار الليبية من (40) مليار دولار عام 2006 لتبسط نفوذها في غضون بضعة أعوام على الاستثمارات الأفريقية المصرفية والعقارية والتصنيعية والنفطية والتسليحية والمينائية, ثم انتقلت إلى القارة العجوز لتمسك بزمام أمور بنك (يونيكرديت), ومجموعة (فينميكانيكا) الصناعية, وشركة (ENI), وتتغلغل في أروقة مجلس إدارة نادي (يوفانتس الايطالي) لكرة القدم, فنمت وتنامت بسرعات متسارعة بالطول والعرض حتى جاء يوم القرصنة لتخسر أموالها كلها على يد (علي بابا) البنتاغوني بضربة واحدة, ومن دون أن تثير غضب القبائل المتناحرة, ومن دون أن تعترض عليه الميليشيات الثورية المسلحة, وهكذا أسدلت الستارة على أكبر سرقة دولية في العصر الحديث. .
وشهد شاهد من نافذة (ويكيليكس) على عمليات السطو التي كان فيها (ممثل سلطة الاستثمار الليبية (محمد لياس) هو (العلّاس) الذي لعب دور المهرج في فرقة (علي بابا), وهو الذي كان يحمل الرقم (40) في تشكيلتها الجديدة, وهو الذي ارشد القراصنة إلى مكان الكنز, عندما تطوع لإبلاغ الولايات المتحدة بأرقام الحسابات السرية ومخابئها, فجمدتها وزارة المالية الأمريكية, وكانت الغلة الأولى في حدود (32) مليار دولار, وبعد بضعة أيام جمد الاتحاد الأوربي حوالي (45) مليار يورو من الودائع الليبية المبعثرة في البنوك الايطالية والفرنسية, وكان محمد لياس هو العلّاس, الذي لم يكن محصنا ضد الوسواس الخنّاس, فضاعت على يده ودائع ليبيا, وضاع معها مستقبلها. .
ختاما لابد لنا من التذكير بدور الاستثمارات الليبية في إنشاء أكبر الركائز المالية الأفريقية, كصندوق النقد الأفريقي ومقره الكاميرون, وبنك الاستثمار الأفريقي ومقره طرابلس, والبنك المركزي الأفريقي ومقره نيجيريا, وكانت الأقطار الأفريقية بفضل هذه الركائز على بعد بضعة خطوات من الإنعتاق من عبودية صندوق النقد الدولي, وبالتالي التحرر من قبضة الدول الاستعمارية, فتسلل علي بابا البنتاغوني مع قراصنة الناتو لينهبوا الأموال الليبية كلها ويسجلونها بأسمائهم وبمباركة الشيخ برميل وقادة الربيع البترولي. . .
والله يستر من الجايات