صحيفة روسية: الغرب … معايير مزدوجة!! ــ مالفرق بين مرسي والأسد!؟

صحيفة “روسيسكايا غازيتا” ترى أن ما تشهده مصر حالياً أوقع الغرب في حالة من الارتباك. فالولايات المتحدة تقف اليوم حائرة أمام تسارع الأحداث في ذلك البلد. ولقد انعكس ذلك بـوضوح في تصريح أدلى به المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أعلن فيه أن ما يجري في مصر معضلة دستورية وأن الشعب المصري، هو الجهة الوحيدة التي يتعين عليها أن تجد مخرجا من هذه المعضلة عبر الحوار الديموقراطي السلمي.

إن هذا التصريح يدل على أن البيت الأبيض، يعترف أن هناك دولة من الممكن أن تكون لديها مشاكل داخلية ولا يتعين على الولايات المتحدة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

 وخلافاً لسورية، حيث المشاكل الداخلية هناك أصبحت منذ فترة طويلة شأناً دولياً، أعطى العديد من المسؤولين السياسيين الكبار في واشنطن، مهلة على شكل إنذار للرئيس السوري بشار الأسد للتخلي عن السلطة.وهنا يبرز تساؤل مشروع: ما الفرق بين مصر وسورية؟ وبين مرسي والأسد؟

خاصة وأن كلا من الرئيسين ركز سلطاتٍ مطلقةً في يده. وكل منهما لا يبدي أي استعداد لتقديم أي تنازلات. في الحقيقة، هناك فرق بين مصر وسورية فكل ماقيل سابقاً عن الأسد، الذي ارتكب الكثير من الأخطاء الاستراتيجية بلا أدنى شك، جعله من الماضي وليس له علاقة بالحاضر.

 فالأوضاع الراهنة في سورية مأساوية بكل معنى الكلمة، حيث سقط الآلاف بين قتيل وجريح. أما في مصر، فلم يسقط بعد سوى شهيد واحد. إذاً، هل من المعقول أن واشنطن تنتظر سقوط مئات القتلى من المصريين أيضاًلكي تحدد موقفها من الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي مؤخراً، وركز فيه عملياً جميع السلطات بيده، لتحكم ما إذا كان يتماشى مع المعايير الديموقراطية أم لا؟

 من الواضح أنه بعد توقيع الهدنة في غزة أخذت الخارجية الأمريكية في حسبانها دعم هذا النجاح وتطوير العلاقات المصرية الأمريكية. لكن تبين أن لدى مرسي مخططا مختلفا تماماً تجاه الأمريكيين. فالرئيس المصري يعتقد، أنه يتوجب على واشنطن أن تصبح بالنسبة له، منصة انطلاق من أجل تعزيز سلطاته في بلاده.

 وليس من قبيل الصدفة أن مرسي أصدر إعلانه الدستوري في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة. يبدو أنه كان يتوقع أن ينحني المصريون أمامه، كما لو أنهم ينحنون أمام “الفرعون الجديد”، ويعترفون بأنه أنقذ الشعب الفسطيني من الضربات الاسرائيلية.

 من الواضح أن واشنطن تفهم ذلك جيدا، لهذا نراها تتمهل في اتخاذ موقف حازم إزاء ما يحدث في القاهرة.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *