مصر: المعارضة ترفض «الدستور» وتهدد بالعصيان المدني

دخلت المواجهة السياسية بين الرئيس المصري محمد مرسي ومعارضيه مرحلة جديدة بإعلان “جبهة الإنقاذ الوطني”، التي يقودها محمد البرادعي وحمدين صباحي رفضها الكامل لمشروع الدستور، الذي يتوقع أن يحدد الرئيس اليوم موعد الاستفتاء الشعبي عليه، ولوّحت المعارضة بالدعوة إلى “عصيان مدني” شامل، احتجاجاً على إصرار مرسي على عدم سحب الإعلان الدستوري الذي أصدره.


ونجحت المعارضة أمس في تنظيم مليونية للمرة الثالثة خلال أسبوع واحد في ميدان التحرير، هتف خلالها المتظاهرون مطالبين برحيل الرئيس، لتمسكه بالاستحواذ على كل السلطات، وتجاهله مطلب إلغاء الإعلان الدستوري، كما شهدت معظم المدن المصرية تظاهرات حاشدة للمعارضين، بينما انشغلت جماعة “الإخوان المسلمين” وحلفاؤها بالترتيب لمليونية دعم الرئيس، التي يتم تنظيمها اليوم أمام جامعة القاهرة.


وذهب البرادعي وصباحي إلى حد التهديد بالدعوة إلى إضراب شامل وعصيان مدني وقطع الطرقات، إذا واصل مرسي “سياسة العناد”. إلا أن قيادياً في “الإخوان” كشف لـ”الجريدة” أن الجماعة تعتبر أن ذروة الأزمة مرت بالفعل، ولم يعد هناك مبرر للمخاوف، وقال: “وصلت المشكلة إلى حدها الأقصى مساء (الثلاثاء) الماضي حين امتلأ ميدان التحرير (يسع أكثر من مليون مواطن)، وشهدت الشوارع في المحافظات اشتباكات وهجمات على مقار الجماعة، وتقدم أكثر من مسؤول بمؤسسة الرئاسة باستقالاتهم، وعلى رأسهم المستشار محمود مكي نائب الرئيس، واتسع إضراب القضاة ليشمل معظم المحاكم”.

وأضاف القيادي الإخواني أن الرئيس استعان بعدد من المستشارين على رأسهم المفكر الإسلامي محمد سليم العوا، الذي نصحه بالإسراع بإعداد الدستور قبل يوم (السبت)، كما نجح في التوسط لإثناء مكي عن استقالته.
وقال المصدر: “من وجهة نظرنا هناك الآن مشروع دستور ولا يهم صدور أحكام قضائية ضد الجمعية التأسيسية، لأنها أكملت عملها، وسيحتشد اليوم أكثر من مليون مؤيد للرئيس، وليس أمام المعارضين، إذا أرادوا إلغاء الإعلان الدستوري، إلا التصويت بالموافقة في الاستفتاء على الدستور الجديد”.

وكانت الجمعية التأسيسية أنهت التصويت على مواد الدستور في جلسة واحدة امتدت حتى فجر أمس، وهو ما وصفه المعارضون بأنه “عبث غير مسبوق”.
وبلغت “الحالة الثورية” ضد الرئيس المنتخب إلى حد أن مصلين تحدوه أمس، وهو محاط بعشرات الحراس المسلحين، وهتفوا ضده أثناء تأديته صلاة الجمعة في مسجد قريب من منزله وأجبروا الإمام على قطع خطبة الجمعة، التي كان يقدم فيها أسانيد دينية لتأييد الرئيس تشبهه بالرسول الكريم (ص) والخلفاء الراشدين.
وحاول مرسي احتواء غضب المصلين بإلقاء كلمة قصيرة بعد الصلاة قال فيها إنه لا يوافق على خطبة إمام المسجد، إلا أن المصلين هتفوا “يسقط الاستبداد”، ما اضطره إلى مغادرة المسجد بسرعة من باب خلفي

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *