الحرية لابن الذيب القطري ..!
محمد بن راشد العجمي المكنى والمعروف بابن الذيب هو شاعر شعبي قطري يعكس في قصائده هموم الشعب، ونبض الشارع ،واحلام الفقراء وعذابات الناس البسطاء الطيبين ،وتوقهم للحرية والانعتاق والديمقراطية والعدالة الانسانية والمستقبل المشرق الزاهي ، ونضالهم في سبيل الخبز والفرح وبناء مجتمع العدل والرخاء والكرامة والسعادة.
وكان ابن الذيب نشر مع انفجار الثورة التونسية ، التي ادت الى سقوط وزوال نظام زين العابدين بن علي ، قصيدة سياسية بعنوان “ثورة الياسمين” عممها عبر المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ، وفيها يتغنى بالثورة التونسية ويشيد بالوقفة الشعبية والجماهيرية وانتفاضة الغضب الساطع في تونس ، وتمنى من خلالها بان يصل التغيير الثوري والديمقراطي المسمى بـ “الربيع العربي” الى ارض الخليج الفارسي او قطر
. وفي مستهل هذه القصيدة يقول : يا لوزير الاولى محمد الغنوشي لو حسبنا سلطتك ما هي دستورية نعتبرها لحظة بالعمر تاريخية دكتاتورية نظام القمع واستبداده اعلنت تونس عليه الثورة الشعبية ان ذممنا ما نذم الا حقير وواطي وان مدحنا نمدح بقناعة شخصية اجج الثورة بدم الشعب يا ثائرها وانحت انقاذ الشعوب لكل نفس رمته ولكن هذا الامر لم يرق للسلطات القطرية الحاكمة ، التي سارعت الى اعتقال ابن الذيب والزج به وراء قضبان السجن الحديدية ،بسبب هذه القصيدة، وتقديمه سراً الى المحاكمة بذريعة “التحريض” على قلب وتغيير النظام في قطر و”تحقير” الامير القطري.
وفي التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي قضت محكمة امن الدولة القطرية عليه بالسجن المؤيد . وقد لاقى هذا الحكم الجائر والظالم والتعسفي بحقه استنكاراً واسعاً وادانة شديدة بين صفوف المثقفين والمتأدبين واصحاب القلم والابداع في الوطن العربي وكل عشاق الحرية والمدافعين عنها. وبلا شك ان هذا الحكم ضد ابن الذيب يكشف بوضوح تام مدى العداء الشرس لانظمة العار الاستبدادية المتسلطة الحاكمة بالحديد والنار ، التي تجيد النفاق السياسي وتمارس العهر والبغاء الفكري والزنى الحضاري ، للكلمة الحرة والشريفة والواعية ، وللصوت الثوري والديمقراطي الواعي .
انه حكم جائر يصدر عن دولة تدعي الدفاع عن الديمقراطية وحرية التعبير والتفكير ، وتاييد ثورات “الربيع العربي” ، التي تحولت في نهاية المطاف الى “خريف عربي” ، ولكنها في الواقع تمارس انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحق حرية الرأي والتعبير عن الموقف السياسي والفكري المؤدلج. ان هذا الاجراء بحق الشاعر القطري ابن الذيب يستهدف اولاً واخيراً الترهيب والتخويف وضرب الحريات الديمقراطية ومصادرة الكلمة وفرض الارهاب الفكري والسياسي على رقبة المبدعين والمثقفين السابحين ضد التيار والمناهضين للظلم والقمع والاستبداد .
وهو اجراء يعصف بحرية التعبير ويناهض كل الاعراف الدستورية والقوانين الدولية المطالبة بحقوق الفرد والانسان. ان سلاح محاربة الثقافة والمثقفين تستخدمه انظمة القمع بهدف تدجين المثقفين والمبدعين ورجالات الفكر والادب ، وشراء ضمائرهم واقلامهم مقابل حفنة من المال ، وارغامهم على التخلي عن مواقفهم ووجدانهم المعبر عن هموم الشارع وعذابات الجماهير المنسحقة ، وتحويلهم الى مداحين في جوقة العهر السياسي الانتهازي. اخيراً ، فان الادباء والمبدعين والمثقفين العرب ، من المحيط وحتى الخليج ، ومن الماء الى الماء، وجميع روابط واتحادات الكتاب والمؤسسات الثقافية والحقوقية ، وكل القوى والاوساط المحبة والديمقراطية ، مدعوون جميعاً للوقوف الى جانب الشاعر القطري وسجين الضمير والكلمة ابن الذيب ، والمطالبة باطلاق سراحه فوراً، ليعانق شمس الحرية بدلاً من عتمة السجن.