استعراض العضلات لاتؤكل خبزا
بالامس كنت اشاهد ما تعرضه شاشات التلفزيون من مشاهد زيارة الرئيس مسعود البرزاني الى قطعات البيشمركة الكردية المحتشدة على اطراف مدينة كركوك (العراقية) …المرابطة في مواجهة الجيش العراقي الموجودة هناك … انا كمواطن عراقي (واعتز بعراقيتي )…ارى من حقي ان ابدي انطباعاتي عن ما يجري ولو على شكل عاطفي وليس سياسي او بسياق تاريخي ولاسميها حسب تعبيرات هذه الايام دردشة احبة بيننا ..وباختصار وبسرعة
اولا – الزيارة تندرج في اطار استعراض العضلات والقوة بين حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد
ثانيا – هذه الطريقة ذكرتني بايام المرحوم الرئيس الراحل صدام حسين …ايام ما كان يزور القطعات العسكرية في حربنا مع ايران ..وكلنا نعرف نتائج تلك الحرب المأساوية على شعبنا العراقي بعربه واكراده …
ثالثا – هذه الزيارة تؤسس وتؤجج المشاعر لاشعال الحرب بين بين ابناء شعب واحد ووطن واحد ومصير واحد …وليس بين دولتين مختلفتين كالعراق وايران ..وانا كمواطن عراقي لا استطيع ان اهضم هذه الظاهرة وهذه الازمة جملة وتفصيلا ..
رابعا – لا ادري مالذي ذكرني بمثل عراقي معروف ( العراقيون يريدون جنازة حتى يشبعون لطم عليها ) …لاحظت الحشد الكبير من المرافقين والحمايات (وربما اندس بعضهم من اعداءه )للسيد مسعود وحسب ما تعودنا طيلة عشرات السنين الماضية …الى درجة خلفت هذه المناظر (عقدة نفسية مزمنة ) عند العراقي …كفاية مظاهر عسكرية ودق طبول الحرب ..
خامسا – سمعت تصريح للسيد جبار الياور رئيس البيشمركة وهو يصرح بان البيشمركة لن تنسحب الا بعد انسحاب الجيش …وخرجت بانطباع اننا نعيش في دولتين مختلفتين وجيشين عدوين … فوضعت نفسي في مكان قائد قطعات الجيش النظامي ( ولو انني شخصيا كضابط سابق لا ارتاح لرؤية الكثير من هؤلاء القادة ) ..وانا اسمع هذا الشرط …ماذا سيكون رد فعلي وجوابي عليه ؟؟؟ واقولها بصراحة وبلا تردد انا كعراقي (عصبي ) لن يعجبه جوابي وردي …
سادسا – للاسف لا احد من الطرفين المتنازعين …استمزج واطلع على راي المواطنين الفقراء والبسطاء من شعبنا العراقي …العرب منهم والاكراد والتركمان والبقية كالكلدو اشوريين ؟؟ ياناس ويا عقلاء الجانبين …اتقوا الله بفقراء ومساكين شعبنا …فقد ملوا من الحروب وجعجعة السلاح التي تطرب المغامرين والطامحين من القادة وتجلب الويل والثبور لهم …أنهم يريدون امنا …ويريدون خبزا وخدمات …ولايريدون تهديدات وتصريحات نارية …وتحشدات عسكرية
سابعا – الشحن المستمر والوقوف على حافة الحرب …ثقوا بالله خطر جدا ..فلا احد يعرف متى وكيف ومن سيفجرها …وعندها لات ساعة مندم …ولن يستطيع احد اخمادها ..فدخول الحمام ليس كخروجه .. فافهموها وكفاية وتوقفوا عند هذا الحد وارحموا الجياع والفقراء من الارامل والايتام ..يكفينا مليون ارملة ..وخمسة ملايين يتيم ..
ثامنا – خذوا العبرة والموعظة من تجارب التاريخ والماضي وماسيه ونكباته …واين هو اليوم صدام ؟؟ وماذا استفاد شعبنا من حروبه العبثية وبالنيابة عن الاخرين ؟؟؟ ..احتلال وطيحان حظ وووو … الحروب اليوم يا اهلنا …اقتصادية وليس عسكرية ..من يريد خدمة الشعب عليه ان يرفه ويكفي ويسعد مواطنيه اقتصاديا وثقافيا … والى هنا اكتفي من الكلام …وانا اعلم ان لا احد سيسمعني …والصوت الذي برؤوسهم سيصيحونه كما صاحه الذي سبقهم ..
والويل للفقراء والى مزيد من الارامل والايتام ..فالعناتر موجودين في كل زمان ومكان .. اللهم احفظ العراق واهله (عرب واكراد وتركمان وكلدو اشوريين) اينما حلوا او ارتحلوا …